حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغطرسة الفارسية.. آن الأوان «لموقف إسلامي» حازم للتصدي لمشروع طهران لتفتيت الأمّة!
التصعيد الإيراني ينتظر الردع بتجميد عضوياتها في المنظمات والهيئات الإسلامية
نشر في الرياض يوم 08 - 11 - 2016

بلغت سياسة التصعيد الإيراني ومحاولات الاستفزاز المستمرة لمشاعر الامة الاسلامية ذروتها باستهداف ميليشيات الحوثي الذراع الطائفي لطهران في اليمن لمكة المكرمة أطهر بقاع الارض بالصواريخ في تحد سافر وغير مسبوق يكشف للعالم اجمع نوايا الشر والخبث لدى لدولة الفتن والاضطرابات التي تتعرى يوما بعد يوم بفعل سياساتها العبثية في المنطقة التي ترفع شعارات اسلامية بعيدة كل البعد عنها للتغطية فقط على توجهاتها المذهبية الصفوية ومخططاتها الاجرامية المكشوفة.
الاستهداف الاخير لمكه يضاف لسجل حافل وسيء السمعة لنظام يستمد مقومات وجوده من مخالفة الشرائع السماوية والقيم الانسانية والأعراف والمعاهدات الدولية عبر نشر الميليشيات والأحزاب في الدول والسعي لإثارة الاضطرابات والفوضى في المنطقة والتدخل في شؤون الدول، ومحاولات استهداف امن الحج دون مراعاة لقدسية الزمان والمكان والتاريخ يشهد ويوثق جرائم هذا النظام الذي لم تشهد الأمة والعالم الإسلامي اذى اكثر مما شهدته منه.
وامام ذلك يتوجب على العالم الاسلامي اتخاذ مواقف حازمة ورادعة لسياسات العبث والتصعيد الإيرانية في المنطقة والتصدي لمشروع طهران لتفتيت الأمة ووقف ممارساتها الطائفية البغيضة وتدخلاتها في دول الجوار التي اصبحت طرفاً ثابتاً في جميع الاضطرابات فيها، أقلها تجميد عضوية طهران في كافة المنظمات والهيئات الاسلامية ووقف التعاون معها على كافة الاصعدة وعزلها حتى تعود الى رشدها وتتوقف عن سياساتها العبثيه في المنطقة.
«ندوة الثلاثاء» تناقش لهذا الاسبوع التصعيد الايراني المستمر في المنطقة وسياسة العبث والاستفزاز التي ينتهجها النظام الايراني والاستهداف الاجرامي السافر لمكة المكرمة عبر ميليشات الحوثي المدعومة من طهران..
الدور السعودي
في البداية تحدث د. زهير الحارثي قائلاً: ان المفهوم التوسعي قديم حديث في العقلية الايرانية الفارسية، والصراع ما بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية والذي استمر عقودا من الزمن شهدت العراق أبرز أحداثه كان قد مثل ذلك شرخاً وتصدعاً في نسيج المجتمعات الإسلامية، وأصبح معروفا ان إيران ترى أن التدخل في شؤون الدول الأخرى يحقق لها السيطرة على تلك الدول فتدخلها يكون عادة عبر دعم العناصر والعملاء والحركات مادياً وعسكرياً وإعلامياً ولذا يتضح ان الخلل في السياسة الإيرانية يكمن في هيمنة الاعتبار الايديولوجي على المصلحة الوطنية منذ نجاح الثورة الإيرانية في فبراير عام 1979م، بدليل استمرار تصدير الثورة وان كان بصور مغايرة، ناهيك عن ان ثمة تباينا صارخا ما بين خطابها القولي، وممارساتها على الأرض.
وأضاف: السعودية كانت وما زالت تمثل لإيران هاجسا سياسيا وعقائديا، فما لبثت أن لجأت إلى مختلف السبل من أجل تضييق الخناق عليها، فالمسألة اذن لا تتعلق بخلع ألقاب كما يحاول البعض توصيفها بقدر ما أنها تسعى الى محاولة محو الدور السعودي من الخارطة، مدركة بأن مخططها التوسعي لن يتحقق له النجاح طالما أن السعودية تقوم بدورها المحوري والمعتدل والمتوازن، وبالتالي لم تجد أمامها سوى اللعب على الوتر الطائفي.
د.الحارثي: العالم الإسلامي مطالب اليوم بالتصدي للمشروع الإيراني وإخراجها من منظمة التعاون الإسلامي
شرطي الإقليم
ولفت د. الحارثي إلى أن إيران ترى أن التدخل في شؤون الغير يجعلها قوة إقليمية وحيدة (شرطي الإقليم) ومن اجل تحقيق تلك الرؤية قامت باستفزاز العالم الإسلامي عبر ممارساتها في مواسم الحج كما جاء دعمها للحوثي في اليمن باستهداف قبلة المسلمين لتصل الى قمة الحماقة والصفاقة والفجاجة وان كانت الغاية من كل ذلك بات مكشوفا للعالم الإسلامي، بالمقابل تنطلق السعودية من مسؤولية دينية تعرف أبعادها وحجمها، وإن كان البعض لا يستوعبها او لا يرغب في الاعتراف بها لاسيما من أطراف تحاول إضعاف دور السعودية او التقليل مما تقوم به مع ان قدرها جعلها لتكون دولة محورية ومؤثرة رغم محاولات الحاقدين. مكانتها الإسلامية وضعت على كاهلها مزيدا من الأعباء والواجبات والمسؤوليات، ما جعلها رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، وتأتي مناسك الحج كحدث لافت يتابعه العالم فان البعض لا يتردد في استغلاله لتصفية حسابات وبالتالي توظيفه لأجندتهم الحزبية وشعاراتهم السياسية او المذهبية غير مكترثين بتعكير صفو هذه المناسبة الدينية، والسعودية من جهتها ترفض بوضوح تسييس الحج وأنها ستتصدى لأي عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحجاج، والسعودية هي قلب الإسلام ومهد العروبة وما تملكه من إرث تاريخي، يرسخ حقيقة استشعارها بالمسؤولية الدينية المناطة بها وأنها ليست شعارا يتم المتاجرة به بل هو واقع تترجمه على الارض بدليل رفضها الصريح والمعلن لتسييس الحج، ما يعني مساهمتها في مواجهة وباء الطائفية والمذهبية والحزبية الذي استشرى في جسد العالم الإسلامي، والسعودية كانت وما زالت تقف حاجزا منيعا امام تحقيق إيران طموحاتها وتوسيع نفوذها، ولذلك هو امر مزعج لها وقد صرفت المليارات من اجل ذلك، وبالتالي لم تجد أمامها سوى محاولة استغلال شعارات حقوق الانسان، وتوظيفها لأجندتها واللعب على الوتر الطائفي فضلا عن سعيها إلى محاولة انتزاع صفة المرجعية الدينية والسياسية للشيعة العرب في المنطقة، ومن الأساليب الإيرانية كذلك زرع خلايا تجسسية او التعاون مع ما يسمى بالطابور الخامس في دول الخليج، وجاء الرد السعودي في قضايا التجسس هذه التي تورطت فيها إيران بلغة حازمة وصريحة ومباشرة.
د.السلمي: ننتظر خطوات «حازمة» وموقفاً موحّداً لوقف العبث الإيراني في المنطقة وتقويض خططها التوسعية
استهداف الحرم المكي
وفي سؤال حول دلالات استهداف ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من إيران مكة، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، علقت د. حسناء القنيعير: عندما عجز الملالي عن استكمال إرهابهم في مواسم الحج، عمدوا إلى استهداف مكة المكرمة أكثر من مرة بصواريخهم، ولم يكن ذلك الاستهداف إلا حلقة من حلقات أماني الملالي وأتباعهم بتدويل الحرمين الشريفين، بحجة أنها عاجزة عن حمايتهما وتأمين سلامة الحجاج، وما حدث يتجاوز بمراحل الأزمة اليمنية، ويثبت أن المخططات الإيرانية وصلت إلى درجة متقدمة من التهديد، بالاستهداف المباشر للحرم المكي الشريف، الأمر الذي يشي بأنه نتيجة فعلية للتهديدات التي ما انفك الولي السفيه وأذنابه يطلقونها بين الحين والآخر ضد بلادنا، والتي زادت وتيرتها بعد القصاص من الإرهابي نمر النمر، وكان آخرها في موسم الحج الماضي، وكان أحد رجال الدين المحسوبين على النظام قد قال أمام قادة وضباط الحرس الثوري: "إذا كان الإمام الخميني يقول إن طريق القدس يمر من كربلاء، فإن كربلاء قد تحررت اليوم، وإننا نحتاج إلى جناح آخر وهو تحرير مكة والمدينة "، متساءلة: فهل هناك تهديد أكثر من هذا؟
المشروع الجيوسياسي الإيراني
من جانبها قالت د. ابتسام الكتبي: شهدت السنوات الأخيرة، لاسيما منذ حرب العراق عام 2003، وعلى وجه الخصوص عقب الثورات العربية عام 2011، زيادةً نوعية في النزعة التدخلية الإيرانية وتوسعاً في سياساتها للهيمنة على المنطقة وزعزعة استقرارها، ولتحقيق مشروعها الجيوسياسي العابر للدولة الوطنية والمرتكز على المذهبية/ الطائفية، وبالتزامن مع محاولات إيران التقارب مع الغرب، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، والتي بدأت تظهر بوضوح بعد أحداث "الربيع العربي" 2011، عمدت إيران إلى تأجيل الحوار مع جيرانها العرب على اعتبار أن التوصل إلى اتفاق نهائي حول برنامجها النووي مع "مجموعة 5+1"، سيعزز مكانتها الإقليمية، ويمنحها أوراق ضغط جديدة في أي ترتيبات إقليمية منتظرة في مقابل دول الخليج العربية والقوى الإقليمية الأخرى.
د.القنيعير: استهداف مكه بالصواريخ يثبت أن مخططات دولة الملالي وصلت لدرجات متقدمة من التهديد
مشاريع تقسيم المنطقة
وأفادت د. الكتبي ان النظام الإيراني ظل ينكر تبنيه لمشروع مذهبي إمبراطوري في المنطقة، والذي تم التعبير عنه ب "الهلال الشيعي"، لكن بعد تصاعد وتيرة الصراع في الثورة السورية، وتعرُّض المشروع الإيراني لخطر بسبب تلك الثورة، وانخراط إيران في الصراع هناك بشكل واضح، أصبح التنظير لمشروع "جيوبوليتيك الشيعة" أو "الهلال الشيعي" عَلنيا، فقد عقد النظام الإيراني مؤتمرا موسَّعا في شهر 11/2012 تحت عنوان "جيوبوليتيك الشيعة" للتنظير بشكل عميق لهذا المشروع، مشيرة إلى أن مشروع "جيوبوليتيك الشيعة" قد يساهم في إنجاح أي مشاريع تقسيم للمنطقة وإعادة تشكيلها، ولا سيما أنه ينطلق من الدفاع عن الأقليات الشيعية ونظْمها في مشروع واحد.
العقيدة الصفوية
وتحدث د. محمد السلمي قائلاً: لفهم المخططات الإيرانية التي تستهدف مكة المكرمة سواء خلال موسم الحج والعمرة أو استهداف قبلة المسلمين بالصواريخ والمتفجرات، علينا أن نعود إلى الأدبيات الأيدولوجية التي ينطلق منها هذا الفكر الإرهابي المتطرف، من يتصفح هذه الأدبيات يجد أن العقيدة الصفوية تؤكد ضرورة انتشار القتل والدمار في الحجاز، كعلامات لظهور "الإمام الغائب" لأهداف سياسية قبل أن تكون عقدية النظام الإيراني لا يريد أن تتأخر ارهاصات وعلامات الظهور هذه ولذلك يسعى إلى الاسهام في استعجالها عبر استهداف الحرمين الشريفين، يستشهد الإيرانيون دائما بنص من كتاب "الملاحم والفتن" للمؤلف السيد ابن طاووس، (أصفهان 1416 ه، ص 134) يقول: تكون ملحمة بمنى ويكثر فيها القتل وتسيل فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على الجمرة، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية من عدمها، فإن النظام الإيراني يستغلها لأهدافه السياسية، وإثارة الفوضى في بلاد الحرمين الشريفين، لذلك نجد أن النظام الإيراني عمد منذ انتصار الثورة على إثارة الفوضى والاضطرابات في مواسم الحج المتتالية منذ 1980م، وعمل على تحقق توجهاته تلك وقد تجلى ذلك في الأعوام 1986 و 1987م و 1989م عندما تم استهداف ضيوف الرحمن خلال مواسم الحج في تلك الأعوام، كما أن التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية يعد استراتيجية واضحة للنظام الحاكم في طهران بعد ثورة 1797م، ولقد شهدت دولا مثل البحرين، والكويت، ولبنان، والعراق، والسعودية، والسودان، ومصر، وتونس، والمغرب، ونيجيريا وجيبوتي، على سبيل المثال لا الحصر، تدخلات إيرانية سافرة في الشؤون الداخلية لتلك الدول إما عبر دعم الميليشيات المسلحة أو الترويج للأيديولوجيا عبر ما يسمى بالمراكز الثقافية المرتبطة بقيادة الحرس الثوري ومكتب الخامنئي شخصيا ولعل ما تشهده سورية والعراق هذه الأيام من تجييش إيراني للميليشيات الإرهابية المتطرفة والمرتزقة القادمين من دول مثل باكستان وأفغانستان، وفرق الموت التابعة لفيلق القدس، الجناح الخارجي لعمليات الحرس الثوري خير شاهد على أهداف النظام الإيراني ومشاريعه تجاه الدول العربية.
د.الكتبي: يجب تعزيز مفهوم الأمن العربي المشترك والتوافق على مقاربة واحدة تجاه سياسات طهران
مشروع إيران التوسعي
وأوضح د. السلمي بأن هناك مشروعا إيرانيا توسعيا في المنطقة مدفوعا بمحركين رئيسيين أحدهما طائفي والآخر قومي، فيما يتعلق بالجانب الطائفي فإيران تروج لمزاعم ما يسمى بالدولة المهدوية التي يتزعمها ما يسمى ب"إمام العصر والزمان"، المهدي المنتظر، وترى أن حدود دولته تلك تضم كافة دول المنطقة العربية من لبنان شمالا إلى اليمن جنوبا مرورا بدول الخليج العربي، أما الجانب القومي، فلا يختلف جغرافيا عن حدود الدولة المهدوية المزعومة وترى أن إيران يجب أن تعود إلى امبراطورية كما كانت قبل خمسة عشر قرنا وتسيطر على دول المنطقة. جميع هذه المزاعم أهدافها سياسية في الدرجة الأولى إلا أنها تلعب على الجانب المذهبي والقومي الفارسي لاستعطاف الجماهير وحشد التأييد لهذه المشاريع الهدامة.
ثورة فارسية
وعلقت د. حسناء القنيعير قائلة: تثبت الوقائع والأحداث الراهنة أن دولة الملالي تعاني غصصاً مزمنة، تاريخيا وجغرافيا، جعلتها حتى اليوم عاجزة عن ابتلاع ما منيت به من هزائم وتقويض لإمبراطوريتها على أيدي أبناء جزيرة العرب في موقعة القادسية، فظلت أحقادها تنمو طوال العصور، ويتوارثونها أباً عن جد، ولم تكن جمهورية إيران الملالي أكثر شراسة وجرأة على البلاد العربية من هذه الأيام؛ استكمالا لمشروعها المدمر ضد دول المنطقة، وصار الآلاف من الحرس الثوري وميليشيات حزب الله اللبناني وبعض فصائل الحشد الشيعي العراقي، يقاتلون علانية في سورية، وأصبح قادتها يرددون بأن البحرين محافظة إيرانية، وسورية ولبنان واليمن تحت وصايتهم، وأنهم لن يعيدوا الجزر الإماراتية، أما العراق فقد أعلنوا أنه امتداد لإمبراطوريتهم، وبغداد عاصمة لها، ويدرك كثيرون أن الثورة الإيرانية التي أطلق عليها إسلامية، هي في واقعها ثورة فارسية، لأنها بعيدة تماماً عن مضمون الإسلام، وأن شعاراتها ليست إلا للتغطية على الصبغة القومية الفارسية، والمذهبية الصفوية لهذه الثورة، وهناك كثير من الدلائل على عنصريّتها، أما بعد توقيع الاتفاق النووي مع أوباما فقد كشروا عن أنيابهم، وأصبح إرهابهم مكشوفا للقاصي والداني.
العميد حمادة: مايجري في المنطقة «مخطط منهجي» والتصدي له يجب أن يشمل مراحل التنشئة والتعليم لبناء جيل يستشعر المخاطر
مخطط منهجي
من جانبه أكد العميد خالد حمادة أن ما يجري في المنطقة العربية ليس عبثاً فارسياً إنّه مخطط منهجي يعتمد التعبئة المذهبية والإثنية داخل وخارج المجتمع الإيراني، بهدف السيطرة على المقدّرات العربية في ظلّ ظروف دولية مؤاتية، واختراق المجتمعات العربية جاء من باب التقاعس العربي في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن التوترات بين الحكام والمجتمعات، ولقد سجّل التمدد الإيراني في المنطقة العربية تطورات لافتة خلال العامين المنصرمين في كلّ من سورية واليمن، بالإضافة إلى الدور المتمادي في العراق، إبّان وبعد الوجود العسكري الأميركي، والذي أرسى تسوية سياسية لم تراعِ حقوق المكوّنات العراقية بطريقة سليمة وأدّت إلى إدخال العراق في أتون من الحرب الأهلية وتعميم ثقافة التطرّف الديني، ولا شك في إنّ إحجام الغرب عن التدخّل في سورية أعطى دافعاً كبيراً لطهران للحفاظ على بشار الأسد في السلطة.
مقوّمات النفوذ الإيراني وحدود تمدده
وأضاف حمادة: تشكّل مسارح العمليات في كلّ من سورية والعراق واليمن نماذج مختلفة للتدخل الإيراني الميليشيوي في أمن الدول العربية، يُمكن اعتبار التّدخل في اليمن النموذج الأكثر إخفاقاً نظراً لنجاح عاصفة الحزم في قلب المعادلات والتأسيس لمقاومة وطنية قوامها الجيش اليمني والشعب، الأمر الذي كرّس للمرة الاولى حقيقة ميدانية هي إخفاق إيران والميليشيات المدعومة منها في تحقيق نجاحات ملموسة بمواجهة قرار عربي، وفي الميدانين العراقي والسوري، فقد ارتكز التّدخل الإيراني على ضعف السلطة المركزية نظراً لحاجتها للدعم في التّصدي للثورة كما هو الحال في سورية، أو من خلال إلزام الحكومة المركزية في بغداد بقبول ميليشيات الحشد الشعبي وكافة الفصائل الدينية الخارجة عن الشرعية وإشراكها في العمليات العسكرية لمواجهة الدولة الإسلامية، بالرغم من معارضة السكان المحليين الذين مُنعوا قسراً من المشاركة في تحرير أرضهم وتعرضوا لأسوأ أنواع التهجير والإبادة على يدّ الميليشيات الإيرانية، أما في لبنان والذي يُمكن اعتبار التّدخل الإيراني فيه، النموذج الأكثر نجاحاً لأنّه نما بطريقة منهجية إبّان الحرب الأهلية، وفي ظلّ عدم وجود قوى أمنية قادرة على فرض النظام وغياب الأجهزة الحكومية المولجة تأمين الرعاية والتنمية، وقد ساهم الوجود العسكري السوري في لبنان والاتفاقات الموّقعة بين سورية وإيران تحت عناوين استراتيجية، في تغطية الاستباحة الإيرانية للأمن اللبناني وفي التّحكم بمسار الأداء الحكومي ولاسيما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006 الذي ارسى معادلة سياسية تعطيلية للأجهزة الحكومية كافة.
د.البلوشي: الحوثي صناعة إيرانية ويأتمر بأمرها.. ودول المنطقة مطالبة بالتحرك لإيقاف مخططات الهدم والتخريب
الحوثي صناعة إيرانية
من جهته قال د. عبدالرحيم ملا البلوشي إن ايران دولة طائفية حاقدة ولا يقر لها القرار الا بالاستيلاء على الكعبة كما يعلنون ليل نهار وكما قال مندوب خامنئي في لندن قبل سنوات بأنه: لا يمكننا السيطرة على العالم الاسلامي الا بالاستيلاء على الحرمين الشريفين وكما يعلنون في قنواتهم الطائفية المجرمة أنهم يريدون بناء القبب على قبور أهل البيت في البقيع ويحولونها الى المزارات أو الى بيوت أوثان من جديد والهدف من ذلك كله ومن خلال هذه الادبيات الشركية محاربة الاسلام التوحيدي السني، مضيفاً أن الحوثيين صناعة ايرانية ويأتمرون بأمرها والهدف من استهدافهم قبلة المسلمين هو الاستفزاز وإظهار المملكة كأنها عاجزة عن حفظ أمنها وإشغالها بداخلها.
الاستفزازات الإيرانية والطابور الخامس
بدوره يرى حبيب الأسيود أن الاستفزازات الإيرانية المستمرة لمشاعر المسلمين بوقوفها خلف الأحداث التي تحاول تعكير صفو مناسك الحج في أكثر من موسم، تدل دلالة واضحة لا تدع أي مجال للشك، بأنها تعمل وفق مخطط شرير يبدد وحدة المسلمين على قاعدة التباين المذهبي، للنيل من استقرار دول المنطقة وأمنها، كمدخل يمهد لواقع سياسي يخدم مصالحها وأهدافها القومية، وقد وصلت هذه الاستفزازات ذروتها باستهداف مكة المكرمة أقدس بقعة تهوي إليها أفئدة مليار ونصف مسلم، بصاروخ أطلق من مواقع عملائها في اليمن الشقيق، هذا بالإضافة إلى مخططها التدميري الذي أراق ومازال يريق دماء مئات الآلاف من المسلمين في أكثر من دولة عربية.
وأضاف: لا يمكن فهم هذه الاستفزازات وهذا العدوان، وفك شفراتها إلا على خلفية إقرارنا بأن المشروع القومي الفارسي القديم المتجدد أو حلم الإمبراطورية الفارسية، حقيقة تاريخية لها شواهدها، وليست تخيلات مبعثها - كما يدعي البعض منا- هوس الركون إلى نظرية المؤامرة التي تُحال إليها دائماً قصداً أو جهلاً -لا يهم- كل محاولات المخلصين في دق ناقوس الخطر تنبيهاً للأمة وتحذيراً لها من الأخطار المحدقة بها، والحقيقة الأخرى التي يجب وضعها في هذا السياق، تعود إلى الأهمية الإستراتيجية للمنطقة اقتصاديا وسياسياً وروحياً.. الأمر الذي جعلها عبر التاريخ عرضة لأطماع الآخرين، تمثلت في مشاريع الهيمنة عليها والاستحواذ على مقدراتها فكثيراً ما تقاطعت هذه المشاريع مع الحلم القومي الفارسي المشحون بأحقاد الثأر لأفول إمبراطوريتهم نتيجة للفتوحات الإسلامية التي أخرجتهم من ظلام الوثنية المجوسية إلى نور التوحيد .
الأسيود: العبثية الإيرانية انكشفت والاستفزازات وصلت ذروتها باستهداف أقدس بقاع الأرض
انكشاف العبثية
ولفت حبيب الأسيود إلى أن تعثر إيران بميليشياتها وحلفائها في سورية من تحقيق أي تقدم، وفشل مخططها في البحرين، وتحطم آمالها في اليمن، وانكشاف عبثيتها في العراق، كل ذلك أدى إلى تسرب اليأس في صفوف القائمين على تنفيذ مشروعها في المنطقة العربية، وتكشفت لهم الفروقات بين الخطط التي تمليها الأماني وبين الواقع الذي لم يكون بمقدورهم توقعه في تصوراتهم الخيالية أو في مخططاتهم العسكرية، الأمر الذي يبدو أنه أدى بهم إلى الارتباك والتخبط في إدارة هذا الصراع الذي تورطوا فيه، فمن الطبيعي في مثل هذه الأحوال الضاغطة، اللجوء إلى الارتجالية في معالجة الواقع الذي فلت من سيطرتهم، باتخاذ قرارات غير مدروسة العواقب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وغالباً ما يرجى من مثل هذه القرارات، إحداث مفاجأة غير متوقعة أملاً في تحقيق هزة دعائية تقلب الموازين لصالحهم، وكانت الطّامة الكبرى التي كشفت الفساد العقدي لعقيدة (ولاية الفقيه) التي أملت على عصابات الحوثي العميلة وأباحت لها استهداف مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض التي لها قدسيتها ورمزيتها في قلوب المسلمين.
الحزم باغت إيران!
وعن دور عاصفة الحزم، قال د. عبدالرحيم البلوشي: لا شك أن عاصفة الحزم باغتت ايران وأصابتها في مقتل ولهذا هي تريد اعادة الوضع الى ما كان قبلها من الفوضى السياسية في اليمن كما في لبنان مثلاً، مشيرا إلى أن الدافع الايراني وراء كل ذلك هو الهدم والتخريب وإفساد الدول السنية وإحلال الرفض والتشيع مكانها كما أعلنوها في خططهم الخمسينية الجهنمية وضرب هذه الدول ببعضها.
كما علق حبيب الاسيود على ذلك قائلاً: عاصفة الحزم المباركة كانت كما توقعنا نحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، رداً قويا على تمادي إيران في غيها، بعد أن استباحت دماء المسلمين في العراق وسورية واليمن، ودمرت حواضرهم، وكانت بدخولها إلى اليمن تسعى لتطويق المملكة من الجنوب، فضلاً عن كون اليمن على مرمى حجر من مكة والمدينة، الأمر الذي يمكنها النيل منهما وكأن التاريخ يعيد واقعة أصحاب الفيل الذين كانت خاتمتهم كالعصف المأكول، إلا أن آمال هؤلاء البغاة في اليمن بعد عاصفة الحزم بدأت تتبدد، وأحلامهم تتبخر فليس من سبيل أمامهم سوى البحث عن مخرج يحفظ ماء وجههم.
وعن دور عاصفة الحزم في ردع التمدد الإيراني في المنطقة، قال العميد خالد حمادة: لقد شكّلت عاصفة الحزم الرد الميداني العربي الوحيد على التمادي الإيراني ونجحت في وقفه من خلال النجاحات العسكرية النوعية، كما ساهمت في تثبيت الحكومة الشرعية وإطلاق دينامية مقاومة يشارك فيها الشعب اليمني تحت مظّلة الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولقد أطلقت عاصفة الحزم جرس الإنذار الأخير بمواجهة الاستباحة الإيرانية للأمن القومي العربي والعبث بمكوّنات المجتمعات العربية وتجنيد ميليشيات من بينها وإضعاف المؤسسات الدستورية والأمنية في أكثر من دولة.
خدري: النظام الفارسي يعتمد «سياسة التوحش».. وأفعاله في المنطقة جزء من تاريخه السياسي
سياسة التوحش
من جهته قال سوران خدري: إن جميع أفعال النظام الايراني في المنطقة سواء كان استهداف الاماكن المقدسة او التدخل في شؤون الدول والمجتمعات بالمنطقة تشكل جزءا من التاريخ السياسي الايراني تجاه شعوب المنطقة، فعندما نطلع علي روايتهم للتاريخ البشري نجد بأن الجزء الأخير يتركز علي الصراع الداخلي أي القتال بين المسلمين، وهذه الرواية تحدد سياق تحركات النظام الايراني الحالي تجاه دول المنطقة. وعن دلالات استهداف ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من إيران لمكة وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، قال: بالنسبة للفرس لا يوجد شيء اقدس من تاريخ الامبراطورية الفارسية المفربكة، والايرانيون يعلمون جيدا، بأن تحركاتهم، مقيدة، ليست فقط من قبل المجتمعات والدول، وإنما من قبل النظام العالمي، رغم كون إيران أحد أهم مرابط النظام العالمي في منطقة الشرق الأوسط، لذا فالنظام الإيراني يعتمد علي سياسة التوحش، عبر إيجاد الازمة او المشكلة داخل المجتمعات والدول، ثم فرض الاجندات الايرانية-الفارسية كحل وسبيل وحيد للوصول الي انهاء الازمة.
التدخل الإيراني في اليمن
وفي سؤال حول مسلك السياسة الإيرانية ومطامعها التوسعية قبل وبعد عاصفة الحزم، علق خدري قائلاً: عاصفة الحزم استطاعت تقييد الحلم الايراني التاريخي في بسط السيطرة التامة علي باب المندب، وكما قلت سابقا طبيعة النظام العالمي لا يتناسب مع احياء الامبراطوريات التقليدية، والمشروع الايراني لم يتغير ببدء عاصفة الحزم، ولكن الي حد ما حاول النظام الايراني ضبط النفس وعدم التدخل المباشر في اليمن بسبب الازمات الداخلية والاقليمية التي كانت تواجهها عندما بدأ الحوثيون بالتقدم في اغلب المدن والارياف اليمنية، والمخاطر الايرانية في اليمن لم تنته رغم تقدم القوات الشرعية علي الحوثيين بمساعدة طائرات التحالف التي تقودها المملكة، والتطورات الاخيرة التي حصلت بين الايرانيين والاتحاد الاوروبي، خاصة في المجال الاقتصادي ومساعي الغرب لانضمام إيران الي منظمة التجارة العالمية يشكل خطرا رئيسيا في اليمن، أي بمعني آخر، تهديد العلاقات الاقتصادية بين ايران والاتحاد الاوروبي يفتح مجالا اوسع للنظام الايراني بتمويل الحوثيين بالمال والاسلحة اكثر، ونحن نعلم بان النظام الايراني استثمر بصورة مبرمجة في اليمن منذ عام 1994 عندما استقبل بدر الدين الحوثي وابنه حسين، واصبحوا مصدر القوة البشرية للنظام الايراني، من خلال ارسال الطلاب اليمنيين الي ايران لاكمال الدراسة في معاهد خاصة تابعة لفكرة ولاية الفقيه.
سياسة الاستبداد والديكتاتورية وزرع خلايا الشر
قال د. زهير الحارثي عند الحديث عن السياسة والمصالح، ان السعودية لها مصالح بطبيعة الحال في هذه الدولة او تلك وكذلك إيران، ويعتبر حقا مشروعا لكل منهما في ان يبحثا عما يحقق مصالحهما، هذا من الناحية النظرية جيد انما ليس بالضرورة ان ينطبق على الطرفين، بدليل ما نلمسه ليس في اختلاف الأهداف فقط بل حتى في التكتيك ولذا على الأرض نجد ان سلوك إيران يتنافى كلية مع خطابها الرسمي وقد سبق ان نوه بذلك الأمير سعود الفيصل رحمه الله مشددا على تباين الموقف الإيراني بين الخطاب القولي، والممارسة العملية، ولاحظ تعاطي السعودية وإيران مع القضايا لتفهم عقلية كل منهما، السعودية وقفت في البحرين مع الشرعية في حين ان إيران دعمت شريحة من المعارضة ضد الدولة البحرينية، كما جاءت عاصفة الحزم للوقوف مع الشرعية في صنعاء في حين ان إيران دعمت الحوثي في انقلابه على الشرعية، وفي لبنان ظلت دائما تدعم السعودية الشرعية ووقفت على مسافة واحدة من الجميع في حين ان طهران لا تدعم سوى حزب الله الذي يضع ارادته فوق الدولة والقانون، اما في العراق فالسعودية تؤيد الشرعية واحترمت خيارات الشعب العراقي، وها هي تلتزم الان بدعم العراق ضد الإرهاب وارسلت رسائل إيجابية للمسؤولين العراقيين الجدد، في حين ان إيران رسخت الاستبداد والديكتاتورية في السنوات الماضية عبر عناصرها ومؤيديها هناك، وحتى في مصر وقفت الرياض مع الشرعية على الدوام واحترمت خيار الشعب المصري.. اذن النتيجة ان السعودية كانت دائما مع الشرعية وخيارات الشعوب في حين ان إيران تدخلت أيضا في كل تلك الدول، وكانت تقف مع أطراف محسوبة عليها لخدمة مصالحها ومشروعها، وكانت وما زالت مشكلة إيران، أنها تنطلق في تعاملها مع دول الجوار من رؤية طائفية وليست من مفهوم الدولة.
سجل حافل بالاضطرابات والفتن ومخالفة المعاهدات الدولية..!
أوضحت د. حسناء القنيعير في تعليقها على سؤال عن النفوذ الإيراني ومشروع الحلم الفارسي في المنطقة إلى أين ينتهي؟، بأن إيران اعتادت اللعب بالنار، فذلك مفردة من أهم مفردات بقائها، وحضورها في العالم كله، دولة مارقة تستمد مقومات وجودها من مخالفة الشرائع السماوية، والقيم الإنسانية، لتثبيت نفسها قوة ضاربة بممارساتها سيئة السمعة التي لم تعد خافية على أحد في العالم كله. ومنذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م، وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، ومخالفة كافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، وهناك مشروع قومي إيراني رسمي غير معلن، يعتمد على نظرية اسمها (أم القرى) تجعل إيران مركز الإسلام العالمي، والولي الفقيه قائدها الأوحد، وقُم البديل عن مكة المكرمة، في مخالفة صريحة للقرآن الذي خصّ مكة باسم (أم القرى).
طهران تنفق المليارات لتأسيس ميليشياتها الطائفية كذراع لسياستها الخارجية!
أوضح العميد خالد حمادة أنّ نقطة القوة الأساسية في التمدد الإيراني هي الميليشيات الطائفية التي أنفقت إيران مليارات الدولارات لتأسيسها، وهذه الميليشيات كانت دائماً جاهزة للعب أدوار هامة في إضعاف الأنظمة وقد أصبحت الذراع الطولى في سياسة إيران الخارجية، ولا شك أنّ كلّاً من حزب الله والحشد الشعبي يمثّل النموذج الأكثر وضوحاً للتأثير الإيراني في السياسات اللبنانية والعراقية وفي القرارات الأمنية والسياسية على السواء، وأدوار هذه الميليشيات تتطور بقدر ماتتداعى السلطة المركزية في الدول الحليفة لإيران وبقدر ماتفقد الحكومات سيطرتها على أجهزتها الأمنية والحكومية.
دول المنطقة أمام سيناريو أسوأ في مواجهة «الحلم الفارسي»..!
أكد سوران خدري أن الايرانيين يعلمون جيدا بأن مجرد تملك المشروع ليس كافيا لانجاز الحلم الفارسي في المنطقة لذا، حسب طبيعة النسيج الاجتماعي والسياسي في دول المنطقة فالنظام الايراني يتخذ خطوات عملية في الدول المذكورة وهناك مقومات بشرية، ومالية وعسكرية تخدم السياسة الايرانية في المنطقة، كونها طرفا ثابتا في الأزمات الداخلية المتعلقة بتلك الدول ليست ناتجة عن القوة العسكرية الايرانية، وإنما لوجود ما يحتاجه النظام من الثروات البشرية والعقدية الموالية للنظام الايراني.
وأضاف: المسأله ليست مقتصرة علي نهاية الحلم الفارسي، وإنما تتعلق بالازمات السياسية والامنية التي يمر بها النظام العالمي في الشرق الأوسط، فهناك الصراع الروسي-الامريكي حول كيفية عمل النظام العالمي وإعادة هيكلته لكي يعكس مصالح الروس والغرب، والاوربيون يسعون بكل مافي وسعهم لافشال المخطط الروسي في إعادة الهيكلة، ويعلمون جيدا بانه من أجل إبعاد المخاطر الروسية علي مصالحهم في المنطقة بصورة عامة، وفي سورية بصورة خاصة يجب عليهم الاقتراب من الجهات الفاعلة الرئيسية، ولكن إذا نظرنا لطبيعة التقارب الغربي من الاطراف الفاعلة الرئيسية نجد بان مصالح الغرب أكثر اقترابا من المصالح الايرانية بسبب طبيعة الصراع الدائر في كل من سورية، العراق، لبنان واليمن، وقانون الكونجرس الامريكي الاخير ضد المملكة دليل علي ذلك، وبلغة اخري توازن القوي التي يمشي عليها النظام العالمي في الشرق الاوسط تتجاوز المعايير التقليدية، وتتخذ طابع الديني-المذهبي أي بأن توازن القوة في المنطقة من الممكن بناؤها من خلال التوازن المذهبي وبمعني آخر أي قراءة حول الحلم الفارسي يجب ان يكون داخل سياق النظام العالمي وليس النظام الاقليمي فقط، لأن النظامين مترابطان لا نستطيع فصلهما وأي تغيير في النظام الاقليمي يؤثر علي النظام العالي، وكذلك العكس صحيح لذا، يجب علينا كمجتمعات ودول المنطقة إعداد أنفسنا لسيناريو أسوأ لكي نستطيع مواجهة الحلم الفارسي في المنطقة.
ما المطلوب؟
د. زهير الحارثي:
-العالم الإسلامي معني اليوم بالتصدي للمشروع الإيراني بكل وضوح ولا بد من إيجاد اليات محددة للتعاطي مع ابعاد هذا المشروع الخطير الذي يهدف الى تفتيت الامة وتدمير العلاقات وخلق الفتنة الطائفية، واعتقد ان رسالة سياسية واضحة بإخراج إيران من منظمة التعاون الإسلامي كفيلة بان تجعل طهران تُعيد التفكير مليا في سياساتها وممارساتها المنافية لمبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية.
د. حسناء القنيعير:
-تكشف إيران عن جرح ثقافي وعقدة تاريخية كلما انغمست في صراعها مع العرب، لقد أصبحت كل الدول العربية هدفاً لدولة الملالي التي وضعت نصب أعينها جرها إلى حروب أهلية، بتشكيل خلايا من بعض مواطنيها، تخزن الأسلحة والمعدات العسكرية استعدادًا لساعة الحسم، كما تؤكده تصريحات خامنئي الذي لا يكاد وزير خارجيته ينهي كلامه عن علاقات حسن الجوار مع دول الإقليم، حتى يصرح أنّ بلاده مستمرة في تسليح ما يسميها «الشعوب المستضعفة» ودعمها، ويجب أن يعدّ العرب لها كل ما استطاعوا من قوة وتسليح وخطط استراتيجية لوقف عدوانها.
د. محمد السلمي:
-على مستوى دول المنطقة العربية، يجب أن يتم اتخاذ موقف موحد من التحديات التي تعيشها المنطقة ومن مشروعات التدخل الإيراني وإثارتها للطائفية وتهديد النسيج الاجتماعي لهذه الدول، ومن هنا من الأهمية بمكان أن تنظر دول المنطقة إلى العبث الإيراني عبر هذه العدسة الواقعية وتقف صفا واحدا لحماية أمنها واستقرارها المرتبط ببعضه البعض فإن حاولت طهران حاليا التقرب من بعض الدول ومهادنتها أو اللعب على العواطف فإن ذلك خطة تكتيكية تهدف لشق الصف الخليجي والعربي وعدم اتحاد الكلمة وسيتغير ذلك مستقبلا.
-على مستوى العالم الإسلامي، يجب أن تتخذ الدول الإسلامية موقفا من التدخلات الإيرانية الصارخة في الشؤون الداخلية لها، فقد حان الوقت للتصدي لذلك لحفظ العالم الإسلامي والعالم أجمع من الصراعات المذهبية والعمليات الإرهابية،والخطوة الأولى والأهم تكمن في تجميد عضوية إيران في كافة المنظمات والهيئات الإسلامية حتى تعود إلى رشدها وتوقف تدخلاتها وعبثها فليس هناك أخطر من استهداف بيت الله الحرام والمقدسات الإسلامية بالصواريخ.
العميد خالد حمادة:
-أنّ التصدي للنفوذ الإيراني هو مسار لمجموعة من الإجراءات والبرامج التي يجب أن ترافق مراحل التنشئة والتعليم في المدارس والجامعات لبناء أجيال لها تطلعات وطنية واحدة وتستشعر المخاطر الكيانية، كما أنّ الكليات العسكرية العربية والخليجية، معنية بإعادة الاعتبار للأمن القومي العربي على الصعد كافة وبمباشرة التدريب على فرضيات تُحاكي التهديدات في البحر الأحمر ومضيق هرمز وأمن البحر المتوسط وسائر النقاط الساخنة الاخرى.
د. عبدالرحيم البلوشي:
-المطلوب من الدول الاسلامية ايقاف ايران عند حدها وتغيير عقيدتها الهدامة الطائفية وتقوية السنة فيها حيث ان ايران محاطة بأطرافها الاربعة من الداخل والخارج بأهل السنة فيجب تقوية هؤلاء عقديا وسياسيا كما فعلت ايران بالحوثة الذين لا يشكلون اكثر من 3% من الشعب اليمني فاستغلتهم ايران بعد الثورة وأخذتهم الى ايران وعلمتهم في حوزاتها ودربتهم سياسيا وعقديا الى أن وصلتهم الى ما وصلوا اليه في اليمن، وأما السنة في ايران 30% فأين من يستغل وضعهم ليكونوا رأس حربة في الداخل الايراني.
حبيب الأسيود:
-تجاوزات ملالي إيران «قرامطة العصر»، في الاعتداء على أمن حجاج بيت الله الحرام، وتجرئهم وعملائهم على استهداف مكة المكرمة أقدس بقاع الأرض وأطهرها، ليست إلا محاولة لتكرار جرائم أسلافهم القرامطة، بل فاقوا عليهم، بإراقة دماء الآمنين من المسلمين وتدمير أوطانهم، وإثارة الفتن المذهبية للنيل من دين الله، وأما وقد بلغ الحال من السوء ما بلغ، لم يبق أمام المسلمين سوى الوقوف في وجه البغاة وردعهم، لتعود الأمور إلى نصابها.
سوران خدري:
-هناك صراع، وطبيعة هذا الصراع يتطور يوم بعد يوم، ولكن آليات عمل مواجهة للمشروع الإيراني ليست واضحة لحد الآن، ومحاربة المشروع الايراني يجب ان يتخذ طابعين: الطابع الخارجي كما هوة الحال في اليمن، وكذلك الطابع الداخلي، اي مساعدة الشعوب المضطهدة في ايران، فمساعدة هؤلاء يؤثر علي مسار المشروع الايراني خارجياً، كما يجب على جميع الدول العربية ان يتعاونوا مع السعودية، لانها ليست هي المستهدفة الوحيدة وإنما الامة الاسلامية، وجميع الوطن العربي مستهدف من قبل النظام الايراني.
د. إبتسام الكتبي:
-يجب تعزيز العمل العربي المشترك والتوافق على مقاربة واحدة تجاه السياسات الإيرانية، من خلال تعزيز مفهوم الأمن الجماعي العربي المشترَك، وحل الخلافات البينية العربية، ومواصلة الجهود لتحقيق الحد الأدنى من التوافق الخليجي والعربي على استراتيجية احتواء شاملة، ويمكن في هذا السبيل إنشاء آلية عمل أو جهاز مشترك ضمن إطار جامعة الدول العربية أو في إحدى الدول (السعودية مثلاً)، ولا يمكن إغفال أهمية الردع العسكري، الذي يتطلب أن تُنشئ دول المنطقة شراكات عسكرية تكنولوجية صناعية فيما بينها، مع ضرورة اعتماد منهج التكاملية في البنى العسكرية، وسياسيا يتعين عمل مراجعة وتقييم للسياسات التي اتخذتها الدول الخليجية والعربية لمواجهة السياسات الإيرانية، والتأكيد على توصيف الصراع مع إيران على أنه سياسي وأمني، وليس مذهبيا أو طائفيا.
هل ستقبل طهران برفع معارضيها للشعارات في الحج..؟!
في شأن محاولات إيران المستمرة لتسييس الحج ورفع الشعارات تساءل د. زهير الحارثي: هل لو سمحت السعودية للأحوازيين ومعارضي النظام برفع شعارات ضد الجمهورية الإيرانية في موسم الحج هل ستقبل طهران بذلك؟ اذن هنا تكمن الإجابة حول إصرار السعودية على عدم السماح بتسييس الحج ولكن ما زلنا نسمع ونرى للأسف اقوالا وأفعالا مشينة باستخدام شعيرة الحج لأغراض سياسية، والهدف محاولة او بقصد تشويه سمعة السعودية وإظهارها على أنها دولة ذات طابع طائفي، ومع ذلك تتعامل السعودية بحكمة وروية وتنفذ تعليمات صارمة يتم تطبيقها على الجميع دون تمييز، كما ان ملف حقوق الإنسان في إيران يعتبر الأسوأ وفق تصنيف المنظمات الحقوقية الدولية ويعاني السنة من التهميش والمتابعة الأمنية والملاحقة والاعتقالات والتعذيب فضلا عن عدم تمكينهم من ممارسة العبادة وبناء المساجد وقد بلغ عددهم أكثر من 20 مليون شخص، وقد شهدنا الى أي مدى وصل الصلف الإيراني في الأحواز وإقليم بلوشستان ما يعكس حجم التضييق والتكبيل في ملاحقة السنة، الامر الذي دفع مجلس حقوق الإنسان الأممي ليستمر في تغطية الوضع هناك لعام آخر.
أدوات «الولي الفقيه» في المنطقة
تعليقاً على مسلك السياسة الإيرانية ومطامعها وكونها طرفا ثابتا في جميع الاضطرابات في المنطقة، قالت د. حسناء القنيعير: دأب الملالي على إطلاق كثير من الشعارات عن احتلالهم عواصم عربية، وعن نيتهم إشعال منطقة الخليج العربي ناراً، وقد انكشفت مؤامراتهم في البحرين والمنطقة الشرقية من بلادنا والكويت واليمن، فلا ريب أن تباهي الملالي باحتلال دول عربية ذوات سيادة، وعضوية في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يشير إلى عمق العلاقة بين النظام الإيراني والميليشيات الطائفية في كل من لبنان والعراق وسورية واليمن وسواها التي مكنته من تنفيذ مشروعه، فتلك الميليشيات مجرد أدوات تنفذ أوامر «الولي السفيه»، كما يؤكد طبيعة النظام الصفوي التوسعية والعدوانية، وما يعرف بالهلال الشيعي ليس إلا هلال قتالي؛ حيث ميليشيا الحشد الشيعي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحوثيون، والحرس الثوري الإيراني، والجيش السوري، كلها جيوش مدربة، تخوض حروبا حقيقية، وتمتلك خبرات قتالية، وأما ما يحدث في المدن السورية فليس إلا إبادة جماعية، كذلك ما يحدث في مناطق العرب السنة في العراق ليس إلا مظهر من مظاهر التطهير العرقي ضد المكون السني هناك.
المشاركون في الندوة
د. زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى وكاتب ومحلل سياسي
د. محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية
د. ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات وأستاذ العلوم السياسية
د. حسناء القنيعير عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وكاتبة سياسية
العميد الركن خالد حمادة مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والاستشارات
د. عبدالرحيم البلوشي مؤسس رابط أهل السنة في إيران وناشط إيراني
حبيب الأسيود نائب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في إيران
سوران خدري باحث سياسي في الشأن الإيراني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.