أقل من 48 ساعة تفصل بيننا وبين الوداعية الثالثة لموسيقار الكرة السعودية فهد الهريفي، نعم الثالثة فالأولى كانت قسرا والثانية كذلك أما الثالثة فهي مختلفة شكلا ومضمونا بل أنها هبة من الله وعطاء من المستشار ورئيس الهيئة العامة الرياضة تركي آل الشيخ الذي غمر بكرمه نجوما أفذاذا عانوا من التجاهل المرير من إدارات أنديتهم وأعضاء شرفها حتى كاد أن ينساهم الزمن. فهد الهريفي وبعد أن أدارت له الدنيا ظهرها كما قال هو في لحظة فرح ممزوجة بالدموع أتاه الفرج ومن الرجل الأول في رياضتنا بتكفله بكامل تكاليف حفل اعتزاله وأمام فريق كبير وصاحب صيت لامع «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج». نية الهريفي الطيبة وإخلاصه للنصر منذ أن أرتدى شعاره بعد توفيق الله هي من جلبت له هذه النهاية السعيدة بعد أن ملأ الملاعب فنا وعطاء وإبداعا وعلى كافة الأصعدة المحلية والقارية والعالمية. لن أتحدث عن إنجازاته مع ناديه النصر والمنتخب فهي مكتوبة بمداد من ذهب بسجلات التاريخ وصفحات مشرعة للقراءة لمن أراد أن يخلد الزمن اسمه مع العباقرة، بل أنني لا أبالغ إذا قلت إن مسيرته مع ما اعترضها من عقبات وصعوبات ومنغصات من بعض المحبين قبل المنافسين تستحق أن تدرس للأجيال المقبلة؛ فالهريفي من القلائل الذين يعدون فريقا فريق داخل فريق بل أن المنصفين يعدونه مع رفيق دربه محيسن الجمعان وأستاذه ماجد عبدالله من عملوا توازناً في مواجهات النصر والهلال في ظل التفوق الرهيب فنياً للأخير في تلك الحقبة إلا أن وجودهم وحضورهم الفني الكبير ساوى بين الكفتين وساهم في انتشار النصر جماهير وبطوليا. مساء الأربعاء هو مساء جماهير النصر الجماهير التي عشقت الكيان قبل الأشخاص، وحفظت للأشخاص الذين قدموا للكيان الجهد والعرق والدم وساهموا في بناء وتنامي شعبيته وبطولاته على امتداد عقود طويلة من الزمن. أدرك أن جماهير النصر الوفية والعاشقة لناديها ونجومه لا تحتاج لدعوة لدعم ومؤازرة ابن من أبناء ناديها كيف لا إذا كان هذا الابن بتاريخ وعظمة ومكانة وموهبة الهريفي الذي لا توجد صفحة من صفحات النصر عبر تاريخه الطويل إلا وله بها بصمة يفتخر بها كل محب نصراوي، فمساء الأربعاء هو يوم الجماهير النصراوية ويوم فرحها خصوصاً لمن لم يشاهد فهد في عز عزفه ولحنه، أما رفاقه فلعل هذا المساء فرصة لكم ليرد البعض منكم صنيع معروفه معكم بعد أن كان يقودكم للانتصارات ويكمل كل نقص فني لديكم لتستمروا بشعار النصر وفرصة للبعض الآخر ليغتسل مما اقترفته يداه ضده خلال مرحلة مضت تعرض من خلالها للجحود والنكران. Your browser does not support the video tag.