أينما توجد الرياضة توجد الرغبات، وتختلف الميول والغايات، وينتشر بين الوسط الرياضي حب الأندية وتشجيعها سواء كان من اللاعبين أو الأعضاء أو الجماهير، أو من النقاد والمحللين أو غيرهم من فئات المجتمع وخير مثال على حب الجماهير لأنديتها تواجد تلك الجماهير في الملاعب لمتابعة أنديتها، والسفر معها من أجل مساندتها في المنافسات الرياضية الداخلية والخارجية، ومتابعة أحداث الفريق كما يتجلى ذلك واضحاً لدى جماهير الزعيم والعالمي والليث والعميد وقلعة الكؤوس وغيرها، وإن جمهور النصر جمهور الشمس، فنجد جماهير ذلك الفريق العالمي تملأ المدرجات منذ أوقات مبكرة، وشعار الفريق يغطي المدرجات كي تساند الفريق، وتقدم نماذج من الحب والوفاء، إنها صورة جميلة قدمها الجمهور في الزمن الماضي عندما كان فريق النصر يعانق المجد الرياضي، ويعتلي منصات التتويج، ويقدم أجمل العروض، وما زالت تلك الجماهير إلى اليوم باقية على ذلك الود والعهد والاخلاص تقدم المزيد، وتساند العالمي في أصعب الظروف والمواقف، وتقدم الدعم المادي والمعنوي لنجومه، وترسم الصورة المشرقة للعلاقة الطيبة والمتبادلة ما بين النادي وجماهيره، والتي أعجبت الكثيرين والمتذوقين لفنون الحب والوفاء، والتي ينبغي أن تكون قائمة ما بين الأندية والجماهير، وأن تسمو بغض النظر عن الاخفاقات والنتائج، وما أحلى تلك الجماهير الوفية والمتعطشة لبطولات للفريق، والتي بدت عندما لعب فريق النصر على النهائيات، وحقق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد بعد أن غاب عن النهائيات 10 سنوات، واعتلى منصات التتويج واستلم الكأس الغالية بعد غياب طويل في ليلة أضاءت فيها شمس النصر، وليلة أضاءت تباشير الفرحة بعد غياب طويل، بكى فيها النصراويون جميعاً، فاختطلت فيها دموع الفرح بالحزن. فكان الانجاز فرحة لجماهير النصر خاصة المشتاقة أن ترى النصر بطلاً ومنافساً وقوياً كما كان في عصره الذهبي وعهده الماجد عصر ماجد عبدالله ومحيسن والهريفي وغيرهم من نجوم النصر الذين قدموا الكثير من العطاء والإبداع والمواهب الرياضية السعودية، وخدموا الوطن، وإن تحقيق النصر تلك البطولة عودة الغائب وعودة النصر للمنافسة والبطولات والقوة والإثارة للرياضة السعودية التي غاب عنها لفترة طويلة، وهي عودة للأمل وللأماني لجماهير النصر أن يقدر الفريق هذا الحب والوفاء، وأن يرضي تلك الجماهير المتعطشة للمجد والبطولات، وأن تراه بطلاً يعتلي منصات التتويج كما كان بالأمس القريب منافساً قوياً للفرق الأخرى، وخاصة أمام منافسه التقليدي الزعيم.