ساد الانزعاج والتذمر في الوسط الجماهيري النصراوي، بعد المشاركة الباهتة في البطولة العربية التي تستضيفها مصر، والتي كشفت قصور جاهزية النصر قبل نحو أسبوعين من خوضه غمار "دوري جميل"، على الرغم من بداية الاستعدادات النصراوية الباكرة، من خلال التجمع في الرياض، ثم معسكر تركيا، إلا أن خروج الفريق بخسارتين وتعادل وحيد، وتلقي شباكه سبعة أهداف مقابل تسجيله هدفين، كانت أرقاماً شاهدة على تواضع المشاركة النصراوية في البطولة، وأحبطت معها تفاؤل المدرجات الصفراء بحضور قوي، خصوصاً بعد الصفقات الأخيرة مع اللاعبين غير السعوديين الجدد في صفوف الفريق. وساهم هبوط المعدل اللياقي للاعبين، في تقليص حظوظ الفريق في الذهاب بعيداً في البطولة، على الرغم من مشاركة النصر بعناصره الأساسية دون غيابات تذكر، ما طرح الكثير من التساؤلات حول الجدوى العامة لمعسكر الفريق في تركيا، بدءاً من اختيار مكان المعسكر في أجواء ضبابية، ساهمت في توقف بعض مباريات الفريق الودية خلاله، إضافة إلى تأخر التحاق الرباعي السعودي الدولي بالمعسكر، ومن ثم مشاركتهم كأساسيين في لقاءات البطولة العربية، غير الحضور الزمني المتفاوت للاعبين غير السعوديين، وآخرهم المدافع البرازيلي برونو أوفيني، ما تسبب في انتفاء أي فائدة من التجمع الخارجي للفريق، وظهور اللاعبين بمستويات لياقية متدنية، مع غياب الانسجام بين خطوط الفريق، ما تسبب في ظهور أخطاء بدائية في مباريات الفريق، مع غياب الحماس والتركيز الذهني. سهام النقد الجماهيري توجهت كالعادة إلى مدرب الفريق البرازيلي ريكاردو جوميز، وتحميله مع مدرب اللياقة السوء الفني واللياقي للاعبين، حد المطالبة برحيل الجهاز الفني للفريق، فيما رأى بعض النقاد المتخصصين من جانبهم أن الفريق لايزال في طور الإعداد والتجهيز للموسم الجديد، وأن المعدل اللياقي للفريق من الطبيعي ألا يكون في مستويات عالية، بعد الانقطاع عن المشاركات الرسمية بعد نهاية الموسم. رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، قلل من تداعيات الخروج الباكر للفريق من منافسات البطولة العربية، بحديثه عن خطط الفريق للموسم الجديد، وتجديده الثقة في الجهاز الفني واللاعبين، وهو حديث طبيعي للمسؤول الأول في النادي، بعيداً عن اتخاذ قرارات انفعالية خصوصاً في هذا التوقيت، إلا أن آراء الجماهير تتوجس من مستقبل الفريق، ومدى قدرته هذا الموسم في العودة للمنافسة في الاستحقاقات المنتظرة. لاتزال إدارة النصر ومع غياب شرفي ملحوظ تواجه الأزمة المالية، التي ظهرت جلية قبل الموسم المنصرم، من خلال تأخر تسليم اللاعبين لبقية مرتباتهم الشهرية، فالديون المتراكمة، والمطالبات العالقة في أروقة اتحاد الكرة، إذ مازالت تأثيراتها وتداعياتها تطغى على أوضاع الفريق الإدارية والفنية، وتبرز كأهم أسباب القصور في إعداد الفريق، كما حدث في منافسات البطولة العربية. الجهاز الفني النصراوي حالياً لا يبدو مقنعاً بدرجة عالية للمدرجات "الصفراء"، بدءاً من مدرب الفريق، ومروراً بمدربي اللياقة والحراس، كما أن ظهور اللاعبين غير السعوديين الثلاثة الجدد مازال بعيداً عن التأثير الإيجابي على الفريق، وستكون المباريات الأولى للنصر في "دوري جميل" فرصة متاحة، لتقييم عادل لعمل الجهاز الفني للفريق وعناصره الجديدة، لتدارك أخطاء التعاقدات الصيفية في وقت باكر، أو منحهم الثقة في حال عودة الفريق لتقديم مستويات مقنعة ونتائج إيجابية. وتلقي جماهير النصر المسؤولية كذلك في قيادة الفريق على خبرة وعطاءات بعض لاعبي النصر الفنية، الذين مازالوا بعيدين عن مستوياتهم المعروفة مع الفريق، والمساهمة في حفظ توازن المنظومة الفنية النصراوية، إذ ستكون المرحلة المقبلة مفصلية في استمرارهم في تمثيل الفريق، قبل منح الفرصة المنتظرة أمام اللاعبين الشباب، لأخذ دورهم في قيادة الفريق وتقديم العطاءات الفنية التي تعزز صفوف النصر لاستعادة الهيبة والانضباط الفني داخل الملعب.