ثبَّت النصر أقدامه في المركز الرابع لدوري المحترفين، بعد نهاية الجولة السابعة عشرة، ولا تزال له مباراتان مؤجلتان، وكشفت المواجهات الست الأخيرة التي قدم فيها مستويات مبهرة رغم خسارة واحدة غير مستحقة من الشباب أن الفريق (الأصفر) كان يستحق التواجد في صلب المنافسة على المراكز الأربعة الأولى باكرا؛ لكن التحولات التي عاشها الفريق بعد نهاية الموسم الماضي، والتغييرات الجديدة التي طرأت، وحاجة الجهاز الفني بقيادة الأورجواني (الشجاع) جورج ديسلفا للوقت لتمحيص لاعبيه، واختيار الأنسب أجَّل تكوين المجموعة التي رأى قدرتها على تنفيذ استراتيجيته المثيرة التي صنعت فريقا جيدا يحسب له ألف حساب. وبصراحة تامة أعتقد أن التجربة النصراوية في صناعة فريق جديد بدأ الموسم ضعيفا كان من الصعب الاستمرار في تطبيقها؛ لأن الأندية الجماهيرية ذات المتابعة الإعلامية الكبيرة تجد صعوبة بالغة في إقناع الشارع الرياضي بأهمية الصبر، وأن البحث عن البطولات خارج الخيارات هذا الموسم، وتزيد المشاكل مع استمرار النزيف النقطي، الذي أدى مع النصر أول الأمر لضغط إعلامي شديد على الإدارة مطالبا بإقالة ديسلفا، لكن أهم عمل قامت به هذه الإدارة تمثل بتطنيشها مطالبات المتعجلين اللاعبين على وتر العاطفة الجماهيرية عند أي خسارة، أو تعادل، في بطولة كبيرة كانت أو تنشيطية، مهملين منطق كرة القدم الذي يقول بأهمية حاجة الأجهزة الفنية لسنوات لدراسة وضع فرقهم، والتعرف على لاعبيهم، ونقل أفكارهم، ووضوح بصماتهم؛ لا لأسابيع قليلة كما كان يرى أولئك الذين اعتذروا نهاية المطاف عن آرائهم المتسرعة. ولو استجابت الإدارة النصراوية لتلك الآراء المتعجلة التي أطلقها محللون وإعلاميون، وقررت بالفعل تسريح ديسلفا لعادت دوامة النصر الشهيرة في وضع المدربين أكباش فداء؛ في وقت هو يبحث فيه عن هويةٍ فقدت منذ سنوات طويلة؛ ولكم أن تعرفوا أن من أكبر مشاكل النصر في السنوات الأخيرة كانت متمثلة في عدم ثبات الأجهزة الفنية، وتعدد المدربين خلال الموسم الواحد، وأعتقد أن ثقة مسيري النصر بأنفسهم وتركيزهم على صناعة فريق منافس لسنوات بعيدا عن المنجزات الآنيَّة التي ربما تتحقق وتنتهي آثارها سريعا كان داعمه جودة التخطيط، وحسن التنفيذ الذي جعل من الفريق اليوم مختلفا؛ مدعومين بأغلبية جماهيرية واعية؛ صفقت عند الخسارة وهي ترى فريق البداية يقدم المستويات المبهرة، وهاهي اليوم تفرح بالانتصار الرابع على التوالي الذي يعد أول فوز نصراوي على نجران في نجران منذ صعوده للدوري الممتاز. محلك سر!! حكم مباراة نجران مع النصر مرعي العواجي ارتكب أخطاء عدة أهمها احتسابه ركلة جزاء لنجران لا وجود لها، وطرد مدافع النصر الشاب عبدالله القرني الذي يسجَّل له هدوؤه وتقبله للقرار. المنافسة في البطولات السعودية تزداد قوة؛ بينما لجنة التحكيم والحكام محلك سر!!.