منذ أن نصب النصراويون الأمير فيصل بن تركي رئيساً لناديهم قبل أعوام عدة وصيف النصر ساخن بالصفقات الكبيرة بدءاً من المهاجم محمد السهلاوي ثم عبدالرحمن القحطاني وأخيراً يحيى الشهري ويظهر النصر منفرداً في صدارة الأرقام المالية أثناء الانتقالات الصيفية إذ يرسم النصراويون ملامح موسمهم الجديد يترقبون عودة ناديهم العريق من بعيد لمنصات الذهب ويحلمون بنهاية سعيدة يرفع معها قائد فريقهم كأس الذهب ليعيد لخزائن النصر الحياة من جديد وبعد أن ينهي النصراويون صفقاتهم الكبيرة ينتظرون أكثر من غيرهم بداية الموسم الجديد ويتطلعون لموسم مختلف يشدون في بدايته من أواصر صبرهم ويحتشدون في مدرجات الملاعب بداية من ملعب ناديهم في تدريب فريقهم يهتفون لنصرٍ اختاروا له لقب (النصر الجديد)، ولا يلبث الطموح النصراوي أسابيع بعد بداية الدوري إلا وتتبخر الأحلام وتزول الآمال ويبقى النصراويون في مدرجٍ حزين يتفرجون على فريق خذل طموحاتهم وقتل حماسهم واغتال حلم عودة النصر الجديد فيرحل المدرب ويتبعه الأجانب وتتحول الصفقات الأعلى (مادياً) إلى مجرد صفقة عادية تبرز في مباراة وتختفي في أخرى وينهي النصراويون موسمهم مبكراً كبدايته وتظهر مطالبات باستقالة الإدارة ورحيل الجميع حتى يعود نصرهم القديم والذي أهداهم البطولات وربط بين قلوبهم و"الأصفر"، وتبدو أحكام جماهير النصر تغلفها العاطفة فالمتابع المحايد يتفق على أن الرئيس النصراوي يقف وحيداً أمام الأمواج المتلاطمة مابين ديون متراكمة وعزوف شرفي وغضب جماهيري ومستحقات مالية وفي الركن البعيد للكرة السعودية نصره مازال طريح الفراش عليل الحال ويكافح الرئيس أمام الجميع لينهض بناديه الذي عشقه منذ الصغر وفي عينيه كؤوس رفعها نجوم النصر في أعوام سابقة إلا أن اخطاء الإدارة تبدو متكررة في كل موسم وأهمها نفاذ صبرها على المدربين كالأورغواني خورخي داسيلفا والإيطالي والتر زينغا رغم تقديمهم لعمل جيد إذ أعاد داسيلفا النصر إلى المشاركة في البطولة الآسيوية بعد غياب أعوام طويلة فيما قاد الإيطالي زينغا فريقه للمنافسة على صدارة الدوري في بعض الجولات ورغم ما قدمه النصر من مستويات معهما إلا أن الرئيس النصراوي استجاب للضغوطات التي تصاحب أي خسارة واستغنى عن خدماتهما وعاد بفريقه من نقطة الصفر ومع التغيرات التي حدثت بعد إقالة أي مدرب منتصف الموسم لم يتحسن النصر إطلاقاً عدا الموسم الحالي مع الأورغواني كارينيو والذي نجح في قيادة الفريق لنهائي كأس ولي العهد ودور الثمانية في البطولة العربية والمركز الرابع لتقود هذه المستويات إدارة النصر لتجديد عقد المدرب كارينيو لموسم آخر لتبدأ بعد ذلك بالعمل للموسم المقبل إذ إغلاق ملف الأجانب وعلى صعيد الصفقات المحلية فقد ضربت الإدارة النصراوية بقوة من خلال تعاقدها مع يحيى الشهري بصفقة تكاد تكون هي الأكبر على مستوى الكرة السعودية معها ينتظر النصراويون موسمهم الجديد باستقرار فني وإداري، ومع جهد إدارة النصر في حسم الصفقات باكراً والحرص على استقرار الجهازين الفني والإداري موسم آخر يجب عليها أن تدعمهما وتمنحهما فرصة الاستمرار موسم كامل لا أن تنجرف وراء الضغوطات المصاحبة لأي نتيجة سلبية مستقبلاً فالفرق الناجحة التي تحقق بطولات جرت العادة أن تكون مع مدربين حصلوا على كامل فرصتهم ومن النادر أن يتوج مدرب مؤقت نفسه ببطولة مع الفريق في فترة قصيرة. لذا فعلى إدارة النصر رفع شعار الاستقرار الفني للفريق مهما كانت النتائج لموسم واحد على الأقل وسيخرج النصراويون بموسم جيد يسعد معه الجماهير وينتفع النادي بصفقات الصيف والتي كانت على مدى الأعوام الماضية مجرد (سحابة صيف) تظلل البيت الأصفر وتمطر سعادة لحظة توقيع العقد ولا تلبث فترة بسيطة حتى يتلاشى معها كل شيء ويعود الحزن يخيم على "البيت الأصفر".