اقترح محمد توفيق بلو أحد رواد خدمات الإعاقة البصرية في المملكة وأمين عام جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية “تشكيل هيئة لتنفيذ برامج المجلس الأعلى للإعاقة” وذلك بسبب ارتفاع حالات الإعاقة في المملكة وحاجتها إلى خدمات إنسانية واجتماعية تواكب النهضة الحضارية والتطور المدني الذي تشهده بلادنا في شتى القطاعات ونمو العدد السكاني ، وإيجاد آلية تطبيقية لتفعيل دور المجلس الأعلى للإعاقة وتسهيل مهامه لتحقيق أهدافه التي أنشئ من اجلها، بموجب المادة الثامنة من نظام رعاية المعوقين الصادر بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم(م/37) وتاريخ 23/09/1421ه القاضي بالموافقة على قرار مجلس الوزراء رقم (224) وتاريخ 15/09/1421ه ، بحيث تعمل الهيئة على تقييم الوضع العام الحالي للمعاقين ووضع الرؤية والخطط المستقبلية لخدماتهم، وتشكيل لجنة تنفيذية تابعة للمجلس تقوم على تنفيذ البرامج والقرارات التي يقرها المجلس. ويضيف بلو : “لقد تقدمت بهذا المقترح من إحساسي بالمسؤولية نحو إخواني المعاقين وواجباتي الوطنية نحو بلدي و من باب رد الجميل و العرفان الذي قدمه الوطن لي فلقد تشرفت بلقاء مقام خادم الحرمين الشريفين في صيف العام 1416ه في مجلسه الذي دأب على استقبال المواطنين وتلبيه احتياجاتهم مسترحماً بكرم إنسانيته وعطائه حينما عانيت من إعاقة بصرية على إثرها أحلت من عملي بالخطوط السعودية إلى التقاعد المبكر وكنت أبلغ آنذاك 32 عاماً فترتب عليه صعوبات مادية و نفسية و اجتماعية، فكان ليده البيضاء ودعمه الإنساني لي بمبلغ (أربعون ألف ريال) الأثر العظيم حيث استفدت منها بدفع تكاليف برنامج للتدريب على التكيف مع إعاقتي البصرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية انعكس علي ايجابياً فعدت منها بمشروع يخدم ذوي الإعاقة البصرية من أمثالي في بلادنا فانعم الله علي بتبني فكرة المشروع من قبل صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود لما لمسه من حاجة المجتمع لها واهتمام الحكومة الرشيدة بالإعاقة متحفزين بنظام رعاية المعوقين الذي أقره مجلس الوزراء آنذاك. لتلد أول جمعية سعودية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية أعلن عن تأسيسها في 10/09/1424ه برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود “يحفظه الله” وأطلق عليها إبصار وسجلت بوزارة الشؤون الاجتماعية برقم 265 بعد أن انضم لها عدد من الخيرين من أبناء هذا الوطن وهبوا أنفسهم طواعية لهذا العمل الإنساني، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن احمد بن عبد العزيز آل سعود “يحفظه الله” الذي قاد مسيرة تطوير طب العيون ومكافحة العمى الممكن تفاديه محليا ودولياً فانتفع به الوطن من خلال موقعه كرئيس لمكتب شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى واللجنة الوطنية لمكافحة العمى والجمعية السعودية لطب العيون، علاوة على معالي الدكتور احمد محمد علي المدني الذي انتخب رئيساً لمجلس الإدارة وسعادة الدكتور عاكف المغربي نائباً له، ومَّن الله علي بثقتهم ودعمهم المتواصل على إدارة الجمعية . “ ويمثل هذا المقترح امتدادا للمسئولية الإنسانية نحو أصحاب الإعاقة ، حيث بدأ بلو مساره في خدمة الإعاقات بتقديم فكرة وجبة الراكب الكفيف في الخطوط السعودية في عام 1992 ميلادي، و على أثرها حقق ثلاث جوائز عالمية، و في غضون 8 سنوات طورت تلك الفكرة لتكون مشروع لمركز يخدم الإعاقة البصرية و تبلور في جمعية إبصار, التي كانت بمثابة الحجر الذي حرك المياه في مجال العناية بضعف البصر و إعادة التأهيل في المنطقة. وعن رؤيته المستقبلية للمشروع أوضح بلو أن موافقة ودعم المقام السامي للإقتراح يشمل تشكيل هيئة مكونة من 7 شخصيات ذوي ارتباط مباشر و خبرة في مجال التعامل مع الإعاقة، من منظور عالمي و بعد اجتماعي ونفسي و اقتصادي وأن تكون مهمتهم دراسة و وضع خطط و مشاريع لتنفيذ برامج المجلس الأعلى للإعاقة على مرحلة أولية، وان تكون مدتها 15 سنة ، إلى جانب تشكيل لجنة تنفيذية مكونة من 7 شخصيات متخصصة في مجال تطبيق البرامج يعنون بمتابعة و تنفيذ برامج وخطط و أهداف المجلس على مدى ال 15 عام أيضا، و أن يكون بينهما مجلس تنسيقي يوفق مابين التخطيط و الاستشارة و المتابعة و التنفيذ، وجميعهم يرجعون للمجلس الأعلى كل حسب اختصاصه. وأضاف أن الأعمال التي خطط لها خلال المقترح هي تقييم الوضع العام للإعاقة بصفة عامة من حيث تحديث الإحصائيات و السجل الوطني للإعاقة، إضافة إلى تقيم الوضع الاجتماعي و النفسي و الاقتصادي و الصحي للمعاقين، ثم بعد ذلك يتم تحديد و تحليل نقاط الضعف و القوة في وضع الإعاقة و المخاطر، ووضع تصور لتحويل الإعاقة إلى نقطة قوة تعود بالنفع التنموي و الاجتماعي، وبعد ذلك يتم رفع تصور إلى المجلس الأعلى في خلال فترة لا تتجاوز السنة لعمل المجلس الأعلى من هذه النقطة.