هو شاهد على الحركة الرياضية، وكرة القدم خصوصاً, عاصر ولادتها ومجدها وانكسارها.. رائدٌ من روّاد الإعلام الرياضي, مستقلّ وصاحب رأي حرّ . إذا كتب قرأنا.. وإذا تحدث أنصتنا.. إنه محمد بن سليمان الدويش الذي خص صحيفة “المواطن” بالحوار التالي:
س: كيف تنظر للإعلام الرياضي هذه الأيام، وقد اتسعت آفاقه وتنوعت أطيافه ما بين المرئي والمقروء والمسموع والإلكتروني، إضافة إلى ما تحتويه مواقع التواصل الاجتماعي من سرعة انتقال الخبر والرأي؟ ج: لن يكون حكمي على الإعلام موضوعيّاً؛ لأنني لست متابعاً جيداً.. نعم أنا قارئ نهم.. ولكنني قارئ كتاب ومقال.. ويمكن أن أقول انطباعاً وليس حكماً: المجتمع السعودي في كل المجالات يعيش مخاضاً قد يطول، والإعلام الرياضي كذلك.. س: ما هو المفترض من الإعلام الرياضي, أن يكون رقيباً على الحركة الرياضية أم شريكاً في صناعتها؟ ج: رقيب أم شريك.. سؤال سُلطة، وإن شئت سَلطه.. لا هذا ولا ذاك.. إنه جزء من المجتمع. يتفاعل معه وبه.. يذهب بالمجتمع إلى حيث يريد أحياناً، ويذهب به المجتمع إلى حيث يريد أحياناً. والمقصود بالمجتمع هنا ليس الرأي العام، وإنما الرأي الخاص لتوجه معين قد يكون التوجه الرسمي، والإعلام الرياضي كذلك.. س: كانت لك تجارب صحفية مشهودة في عديد من الصحف, لكن تجربتك الصحفية في جريدة الجزيرة تعتبر الأغرب.. حدثنا عنها. ج: كانت تجربة ثرية ومؤثرة، اختارها بذكاء عملاق الصحافة السعودية خالد المالك، وأظنني سجلت خلالها عديداً من الأهداف، كما فعل ماجد عبدالله، وإذا كان هدفه في نهائي كأس 1407ه لا يُنسى، فإن مقال: (زعيم أم زعيق). كان هدفاً لا يُنسى.. س: رغم ما يكتنزه محمد الدويش من تجربة إعلامية عريقة وخلفية قانونية، فإن محمد الدويش بعيد عن العمل الرسمي في الاتحاد السعودي عبر لجانه الإعلامية والقانونية؟ ج: لم أُخلق للمناصب ولا للطموحات الأسمنتية، التي لا بد أن يملك صاحبها وجوهاً عدة، وأنا لا أملك إلا وجهي.. منذ صغري وأنا أشعر أن وجودي في ذاتي، وليس في أي شيء يُضاف لي، وعندما كبرت كبر هذا الشعور داخلي، فلم أجد ذاتي إلا في رأسي.. س: ما رأيك في المركز الإعلامي النصراوي, ثم ما هو تعليقك على استحداث منصب المتحدث الرسمي لفترة وجيزة شغل المنصب فيها الأستاذ طارق بن طالب؟ ثم إلغاء المنصب من جديد؟ ج: كل المراكز الإعلامية في الأندية تذكرني بوزارة “أشاد” ووكالة “نفى”.. مجرد شرهة من شرهات الرئيس المتعددة.. هدر مالي.. المنسق الإعلامي يكفي! س: “الناقد الرياضي” لقب تمنحه القنوات والصحف -كيفما أرادت- لأشخاص قد لا يراهم الجمهور الرياضي كذلك.. ما تعليقك؟ ج: وانت وش حارق رزك…؟ خلهم ينبسطون.. يا عمي شهادة الدكتوراه صارت تُباع في ورشة سيارات.. جت على لقب ناقد؟! حلال عليهم إذا نقدوا ولم يُقادوا فينقادوا.. س: أجاب الإعلامي إدريس الدريس في ندوة عن الإعلام، عندما سئل عن الإعلام الرياضي: الصحافة الرياضية هلالية والبرامج التلفزيونية نصراوية.. ما تعليقك؟ ج: إدريس الدريس شاهد على العصر في الصحافة الورقية، بل قد يكون أحد صانعيها.. أما البرامج التلفزيونية، فأظنه لا يتابعها وإلا لشاهد من يقدمونها وهم تغشاهم الرجفة كلما قال أحد شيئاً عن الهلال وليس له. س: طالب بتال القوس -في إحدى مقالاته باتحاد الإعلام الرياضي- أن يكون مسؤولاً عن تنظيم العلاقة بين المؤسسات الإعلامية ورجال الإعلام الرياضيين, هل يرى محمد الدويش أن هناك أرضاً خصبة لتأسيس هذا الاتحاد؟ ج: لا أصدق أن “بتال القوس” يكتب هذا أو يقوله.. كل ما تراه من أكشاك مدنية مجرد ذر رماد في عيون الغرب، فما الذي يمنع أن يكون لدينا كشك إعلامي رياضي؟؟ س: كيف ترى تكريم نادي الهلال للإعلامي الرياضي تركي السديري، بعد فوز كتابه “الرياضة في الإسلام” بجائزة وزارة الثقافة والإعلام؟ وماذا يعني لك الاحتفاء بالإعلامي؟ ج: تكريم يليق بالمكرم (بكسر الكاف) والمكرم (بفتحها).. أما الكتاب، فإنني لم أطلع عليه لأرى إن كان قد احتوى على ما كتبه الكاتب عن جماهير النصر في شارع ثليم وحي الفيصلية، وعن زول ما بطال وفلكس سواجن، وغيرها من ممارسات ضد الأصل والجنسية والشكل.. س: المؤامرة في النصر, هل هي لعبة إدارية أم مناورة إعلامية؟ ج: نظرية المؤامرة ليست اختراعاً نصراوياً كما يُروج بعضهم، فما قاله بعض الهلاليين عن أحمد عيد لم يقله أي نصراوي عن أي مسؤول رياضي..دعنا من الماضي.. في الحاضر يعيش النصر مؤامرة من داخله وعلى يد أدعياء حبه.. هؤلاء كلما نهض النصر أقعدوه.. كنت أشك في هذا، ولكن بعد كارينو تأكدت.. لن تقوم للنصر قائمة بوجود هؤلاء!! س: هل تأمل من اللجنة الإعلامية في الاتحاد السعودي -برئاسة الإعلامي والمؤرخ محمد القدادي- إنهاء الجدل الإعلامي الجماهيري حول توثيق البطولات للأندية, وأرقام البطولات المختلف عليها؟ ما رأيك في هذا الجدل؟ ج: الكل ينتظر من الزميل محمد القدادي عملاً مختلفاً مميزاً، لا سيما من حيث توثيق البطولات وأرشفة المباريات، وهو قادر على ذلك، لولا أن جماعة (يبقى الوضع على ما هو عليه) قد يقفون في طريقه.