سيبقى الكبير كبيرًا، مدرسة تزرع القيم، وتعمق المثل. ولا يعرف قدر الكبار إلا الكبار!! هكذا صدحت دواخلي فرحًا بهذا الوفاء من الأديب الكبير عبدالرحمن بن معمر لصديقه الأديب (الأملجي) عبدالعزيز الرفاعي وأنا أشاهد المعمر الزاهد في الأضواء والأمسيات يهرع نحو أملج؛ ملبيًا دعوة لجنتها الثقافية الوليدة والتابعة لنادي تبوك الأدبي للحديث عن صديقه الراحل عبدالعزيز الرفاعي في الأمسية التي أدارها ببراعة الكاتب الدكتور أحمد العرفج. كان المعمر يتحدث حديث المحب، ورغم امتلاكه روح الدعابة وسحر العبارة، فلم يخل حديثه من حزن يمض الكلمات تؤكده دمعة رأيتها تنساب خلف نظارته وكأنه حديث عهد بالفراق. تحدث المعمر عن المكتبة الصغيرة وشراكتهما معًا. ونقل عن الرفاعي قوله لمن يسأل عن قيمة الأديب: بأنه يعمل على زيادة الجمال للحياة، وأوضح كيف كان الرفاعي مخلصًا للمعرفة والثقافة، عاملًا على نشرها، وما فكرة إصدارات المكتبة الصغيرة إلا من باب تشجيع القراءة.. تحدث عن مواقف الرفاعي باذخة السمو في الإنسانية، وعرج على الرفاعي الإداري ورجل الدولة المتمرس، والأديب الذي يجمع النخب في مجلسه. استشهد المعمر ببيتين للرفاعي يدلان على السمو والتغاضي والاعتداد بالذات والحكمة في إدراك أن عداوة الناس دونما سبب منه أمر وارد الحدوث ومما لا يستطاع منعه، لا أجد أجمل منهما ختامًا: أبدا تحاول يا فلان إثارتي ليقول عنك الناس خصم فلان لن يستحق عداوتي إلا الذي عاديته أنا لا الذي عاداني !!