أشياء لا تُصدق، ومشاريع لا تُستكمل! هذا طريق الباحة – الطائف مثال حي على استمرار المشروع الحكومي في الغالب الأعم فترات طويلة متأخراً عن الموعد، بلا تسليم نهائي.. يقتات على الوعود المعسولة والأحلام الوردية التي تدغدغ مشاعر المستفيدين منه والشاعرين بحرقة النار التي تكوي مستخدميه، وفيه ما فيه من مخاطر التحويلات والموانع والصبات. هكذا ذكرت الحياة (9 نوفمبر) عن الطريق الذي شهد تولي وزراء وغياب وزراء وهو صامد لا يريد أن يغلق ملفه ويريح المعانين منه. صحيح أن جزءاً كبيراً منه قد انتهى لكن لماذا لا ينتهي كله؟ وأخص مخارج الطائف وأجزاء أخرى من الطريق. ولنفترض أن مقاولاً تحايل (وما أكثر الحيل) ووسّط حتى فاز بجزء من العقد الكبير (قيمته 662 مليون ريال)، ثم عجز عن الوفاء بالتزاماته، فهل يعني ذلك انتظار الناس إلى الأبد؟ لماذا تظل هذه البثور السوداء في الوجه المشرق الجميل؟ نعم لا يجحد عاقل روعة الطريق وقد أصبح مزدوجاً في معظم أجزائه مما يعني لمستخدميه درجة عالية من الأمان والراحة والانسيابية. وكنت أحسب أن لدى وزارة النقل كما غيرها من الوزارات آليات واضحة لاستكمال ما نقص، واستبدال من عجز! لكن يبدو أن في الأفق شيئاً وأن ثمة رؤوساً عصية على التغيير، غير قابلة للمس إطلاقاً، هل تراه خللاً في الأنظمة واللوائح ؟ أم في التطبيق والتنفيذ؟ وحتى المشاريع الصغيرة تعاني ما تعاني! فمثلاً ما أكثر المباني المدرسية التي تُسلم معاقة منذ الوهلة الأولى، وتستمر إعاقتها لأمد طويل دون إلزام للمقاول بعمل شيء ذي بال لتأهيل ما أفسدت يداه، بالرغم من كل شروط التخويف والتهديد والإذعان التي تفيض بها العقود الحكومية، حتى بات المقاول المحتال يردد دائماً: (أبشر بطول سلامة يا مربع). ولعل مستشفى شمال جدة خير مثال آخر صارخ على الحلم الذي تبخر، والأمل الذي يكاد يُفقد، بل وزادني أحدهم من البيت شعراً فأخبرني بأن مشروع إعادة تأهيل المستشفى إياه (لطول العهد عليه خاليا) والذي لا زال بكراً سيكلف قرابة 280 مليون ريال! هل نحن في علم أم حلم!! [email protected]