على شاشات اليوتيوب، وفي الصفحة 8 من هذه الصحيفة عدد أول أمس السبت صورة للسد المنهار الذي أسمي سد (أم الخير)، بينما واقع الصورة يقول إنه سد ( أم الأكاذيب) و(قمة الغش) و(أبو السرقة). السد المزعوم عبارة عن عقم ترابي لا يكلف (المقاول الأمين) سوى ألوف معدودة خاصة إذا كان لديه اسطول من (القلابات) يجمع بها (ترابًا مجانيًا) من (مكان) ما، ثم يجعل بعضه فوق بعض، ثم وياللهول يضع فوق الهضبة الترابية ألواحًا من (الخرسانة) الجاهزة ليسمى الناتج (الهزيل) سدًا، وليمرر الصفقة أحدهم، فيستلم المشروع، ويستلم معه حصته (المعلومة)، فلا بارك الله في منفذ ولا مستلم ولا مصمم. كلهم آكلو سحت واضح وحرام بين!! بالله هل تسمون هذه المهزلة سدًا، والطفل الصغير يعلم أن السد لا يُصنع إلاّ من صبة خرسانية حديدية تصمد لملايين الأطنان من المياه كما في السدود الزراعية مثلاً. والله ثم والله العلي العظيم لا أستطيع أن أفهم كم من الادلة نحتاج حتى ندين المسئولين عن هذه الكوارث الضخمة التي تذهب الأرواح والأموال وتتسبب في نتوءات نفسية مؤبدة! لو أسميتم هذه المهزلة عقما ترابيا لكان الأمر أهون وأصدق، ولما تجرأ أي مسئول على التصريح أكثر من مرة بأن هذه المهزلة لن تُقهر، وأن السيل سيعود في مواجهته حسيرًا خائبًا يجر أذيال الخيبة.. جاتهم 60 ألف خيبة! وأعرف سيدة أرملة استشارت مسئولاً كبيرًا في الأمانة نحو رغبتها بيع فلتها الواقعة شرق الخط السريع بالقرب من السد المهزلة، فطمأنها بانه يضمن لها (على رقبته) عدم انهيار السد (المسخرة)، فرممت الفيلا وخسرت دم قلبها مرة ثانية تأثيثًا واصلاحًا واستبدالاً عقب أربعاء حج 1430، ثم عادت لتخسر كل شيء مرة ثانية عقب الأربعاء الماضي، وهذه المرة لن تنفعها لا رقبة المسئول ولا تصريحه غير المسئول! من يعوض هؤلاء.. ليس على المال والممتلكات فحسب، بل على القهر والكمد والشعور بالخذلان الشديد والاهمال المتواصل واللامبالاة التي لا نهاية لها بالرغم من كل الوعود المعسولة والضمانات (الفاشوش) والخرطي الذي لا سقف له! اللهم أرنا في كل سارق أربعاء اسودا!! [email protected]