أكدت مسؤولة بنك في الطائف أن نحو 50 في المائة من الموظفات محاصرات بالديون جراء الاقتراض من البنوك، وأشارت إلى أن المعلمات يتصدرن قائمة المديونات، تليهن موظفات في قطاعات حيوية أخرى، ومعظمهن مطلقات وأرامل. وذكرت أن وقوع النساء تحت طائلة الدين يؤثر على حياتهن الصحية والاجتماعية، وفئة منهن يعلن إفلاسهن ويستسلمن لمصيرهن وربما يدخلن السجن، وفئة أخرى يقاومن الضغوط ويقتطعن من احتياجاتهن الإساسية لسداد الديون. وتؤكد موظفات أنهن وقعن في الدين بسبب الإقتراض، أما للتجارة أو العلاج أو حتى السفر، وترى المعلمة نوف العتيبي أن كثيرا من النساء وخاصة الموظفات يقعن في دوامة الدين بسبب أو بدون سبب أو للثقة العمياء التي تجعلها تغفل عن مصلحتها إلى أن تجد نفسها غارقة في الدين لسنوات عديدة. وتذكر أنها أفرطت في ثقتها لزوجها الذي أقنعها بالاقتراض من البنك لشراء أرض وبناء منزل العمر، «إلا أنه وبعد اقتراضي للمبلغ وبعد أن اكتمل بناء المنزل، تزوج بامرأه أخرى وجعلني غارقة في الدين لوحدي». وأما الموظفة (أ ن) فلم يعد راتبها المتواضع الذي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال ملكا لها بسبب القروض التي حصلت عليها بداعي العلاج، تقول إنها أجرت عمليتين تكلف الواحدة منهما 50 ألف ريال وأصبحت اليوم تحت الضغط النفسي بسبب هذه القروض. وهناك من النساء من يقترضن لتوفير متطلبات الحياة، وهو ما تفعله لمياء القثامي التي طلقها زوجها منذ أربع سنوات وترك لها أربعة أبناء، فاضطرت للاقتراض من البنك من أجل أن تنفق عليهم، وتؤكد إنه مع تقدم أبنائها في العمر يزداد حجم ديونها واليوم باتت لا تعرف كيف تتخلص منها. أما الموظفة أم حسام فكانت ضحية الأسهم كغيرها، تقول «عندما ارتفعت الأسهم أصابنا مرض الطمع فأصبحنا نقترض ونقترض حتى طار الجمل بما حمل». وحول ذلك ترى الأخصائية النفسية نوف الجعيد أن الكثير من السيدات لديهن مفهوم خاطئ عن السعادة، فيشعرن بأن السعادة والحياة الكريمة فيما يشترينه ويمتلكنه من كل جديد، ويتناسين أن الإنفاق وتراكم الديون يزيد من التوتر والنزاعات الزوجية. وتضيف أن العواطف تشكل لب الإفراط والدوافع نحو مزيد من الإنفاق، وموسم الأعياد الناجح بالنسبة للمرأة هو عندما تلجأ إلى التسوق والإنفاق ببذخ مما قد يوقعها في مشاكل نفسية بسبب تراكم الديون حتى تصبح لا تستطيع التفكير، وفي النهاية قد تصاب بحالة نفسية لعدم قدرتها على مواجهة الواقع. مديرة قسم نسائي في بنك فاطمة عسيري تؤكد أن البنك يسجل معدل 10 طلبات اقتراض يومياً في كل الفروع، وتشير إلى أن البعض يعتبر الاقتراض حلا مناسبا للتعايش مع متطلبات الحياة، لكن جزءا كبيرا من المقترضات يتورطن في مشاكل مع البنوك بسبب تعثر السداد.