فاطمة اليامي شابة تسرد حكايتها مع الحياة فهي من أم سعودية وأب يمني كلاهما رحل عنها. تحمل بين طيات ملفها الأخضر شهادة ثانوية عامة، وشهادة أخرى لا تستطيع وضعها فيه هي شهادة أصنع ذاتك وواجه الحياة. كانت بدايتها في تجميل الدميات «العرائس»، ثم طورت من نفسها وقامت بتزين سلات الأفراح، والعشش التي تزينها بالزنابيل الصغيرة والعطور، وبالتدريج إلى أن وصل بها التطور إلى عمل المظلات الزنابيل التي فيها عرائس وعرسان. وكان هذا العمل هو باب الرزق الوحيد لها، ولا يوجد لها عمل غيره. وبالرغم من أن أمها سعودية إلا أنها لم تستفد من حافز وبالأصح لم تقبل إلا أنها سوف تقدم مرة أخرى في شهر ذي القعدة. وأن أمها حين كانت على قيد الحياة كانت تستفيد من الضمان الاجتماعي، والآن لا والدين ( الأب والأم ) ولا ضمان ولا دخل آخر يساعدها على صراعات الدنيا واحتياجاتها. وجدت نفسها وحيدة تتكلف وتتكفل بكل شيء، وتعول نفسها وأخاها الذي يصغرها سنًا. مسؤولة عن إيجار المنزل الذي قامت باستئجاره لها وله بمبلغ وقدره 1500 ريال شهريًا. كذلك دفع فاتورة الكهرباء التي تتراوح ما بين 100 150. وحين سئلت عن هذا العمل هل يقوم بتغطية جميع احتياجك أو على الأقل تكاليف الإيجار؟ أجابت: «والله الحمد لله لدي زبونات، وكل شيء بإرادة الله. كذلك أبيع العطور والظفر والمجموع، وهذا هو دخلي البيع والشراء». وكما ذكر سابقًا إنها تعيش مع أخيها، وتشعر بالأمان؛ لأنها تسكن مع رجل في البيت، وأنه طيب يقوم بشراء مستلزمات المنزل، ووصفت حالته بأنه مسكين أنهى دراسته الثانوية، وهو جالس في المنزل ولا يعمل. وإن لديهما ثلاثة إخوة متزوجين ويعني كل واحد فيهم همه زوجته فقط، وهناك من اتصل بي في العيد، وهناك من لم يتصل ولم يسأل عني بتاتًا. وختمت حديثها أن الحمد لله رب العالمين كونها امرأة عاملة، وأمنية وحيدة أن يكون لديها بيت يضم شتاتها أيًا كانت أوصاف هذا البيت أو مكوناته يخلصها من الإيجار وتبعاته.