ما تزال أم خالد تترقب ساعة الصفر، التي ستنقلها وأسرتها، من منزلها المستأجر ، إلى جحيم الرصيف وآلام التشرد، إن هي فشلت في تأمين الإيجار السنوي لأسرتها، والبالغ 19 ألف ريال، مناشدة أهل الخير، أن يساعدوها على توفير احتياجات أطفالها الأيتام ، و بخاصة السكن . أم خالد تعرض مشكلتها مع السكن (اليوم) وتعول أم خالد خمسة أيتام ، تركهم أبوهم بعد أن قضى في حادث مروري العام الماضي، ولم يترك لها سوى الحرمان والحسرة التي تتجرعها وصغارها منذ أن واروى جثمانه الثرى، وإن عرفت الابتسامة طريق الأطفال، فما هو إلا وسيلة اتخذتها أمهم لتنسيهم فراق أبيهم كلما سألوا عنه . 2500لا تكفي المتطلبات الحياتية الكثيرة تقول الأم «توفي زوجي قبل عام تقريباً ، و ترك لي خمسة أبناء، أحدهم معاق ، و لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن تنقلب حياتي إلى جحيم، كما هي الآن، حيث كان عائلنا يرحمه الله، لا يعمل، و ليس لديه مصدر للدخل، مما جعلنا نقاسي آلام الفقر و لوعة الجوع، بعد وفاته»، مضيفة «قمت بتحمل المسؤولية وإعالة أبنائي من خلال ما يعطيه لنا الضمان الاجتماعي، و هو 2500 ريال ، و لا أعلم ماذا نفعل بهذا المبلغ أمام المتطلبات الحياتية الكثيرة « ، موضحة «أبنائي يدرسون، ولا أجد لهم مصاريف المدرسة، كما أن إيجار المنزل، قد يمثّّل لي شبحاً، لا يتركني أنام مرتاحة البال»، مشيرة إلى أن «الإيجار قدره 19 ألف ريال، ولم أجد أي سكن بديل بأقل من هذا السعر، مما جعلني أسلّم بالأمر الواقع، تلافياً لتشرد أبنائي وعدم انتظامهم في المدرسة». وتتابع الأم «لدي صك ولاية على أبنائي، فأنا المسؤولة عنهم، ولا أريدهم أن يحسوا بفقد والدهم أو يشعروا بالحرمان مما جعلني أسعى إلى تأمين الحياة الكريمة لهم، إلا أن أوضاعنا المادية زادت سوءاً ، و أصبحت مهددة بالطرد من المنزل، لأنني لم أعد قادرة على تأمين الإيجار، ناهيك عن مصاريف المنزل من أكل وشرب ولبس ومواصلات»، موضحة «لقد عانيت كثيراً منذ أن توفي زوجي، فلم يلتفت لي أحد من إخوانه أو من إخواني و أصبحت وحيدة في المنطقة، ليس لي سوى الله تعالى ثم أهل الخير، وألتمس منهم من خلال هذا الطرح أن يؤمنوا لي سكناً مناسباً ، يعوضني و أطفالي فقدان عائلنا « .