تعاني أم سماهر (45 عاما) من الأمراض نتيجة ضغوط نفسية عاشتها، فهي مصابة بداء السكري ولديها ثقب بالقلب، وآلام في المفاصل إثر حادث مروري، وكذلك من المرارة وضعف بالنظر وهشاشة بالعظام، بالإضافة لإصابة ابنتها بثقب بالقلب مع أنها تعاني أيضا من صعوبات في التعلم نتيجة لضمور بالمخ. وتحكي أم سماهر معاناتها منذ أكثر من عشرين عاما تولت تربية أبنائها وإخوتها إلى هذه اللحظة، فتقول قصتي ومعاناتي لها أكثر من عشرين عاما أنا وبناتي وإخوتي ومنذ العام 1405ه، الذي توفي فيه والدي رحمه الله بعد معاناة من المرض، وقبل ذلك بسنتين توفيت والدتي، ولي أربعة إخوة وثلاث أخوات أكبرهم لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وأصغرهم لم يتجاوز سن السنتين والنصف، تخلى عنهم أقرب الناس أعمامهم وأخوهم الأكبر لأبيهم، الذين أرادوا تفريقهم عن بعضهم البعض وتشتيتهم، ولكن إرادة الله ثم بصمودي تحديت كل الصعاب في تربيتهم مع بعضهم. ثم بدأت معاناة أخرى مع زوجي عندما خيرته إما أن يقبل العيش معي ومع إخواتي أو الانفصال، وقبل بالضغط في البداية وعاشوا لدي قبل أن يستولي الشيطان على زوجي والذي حتى الآن نحسبه الأب الميت، وهو ما زال حيا، فقد أثرت عليه المخدرات في حاله وعمله حتى طرد من عمله. وتضيف أصبح كالمريض يأتينا يوما ويغيب شهرا كان وقتها لدي ثلاث بنات وليس عندنا مصدر دخل سوى راتب زوجي وقدره 1300 ريال، ونسكن بالإيجار وخمسة أعوام في ضيق وحاجة ماسة للمادة، حتى توظف أخي الأكبر الذي لم يدم طويلا بالعمل لما أصابه من جلطة قلبية، ولقلة المال لا نستطيع علاجه أو علاجي أنا وابنتي. وتستطرد أم سماهر بدأت أكافح وأخذت أعمل بالزنابيل والمعالف والمراوح اليدوية من أجلهم ودفعت الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، عملت وصرفت من صحتي إلى أن استولى علي المرض من كل حدب وصوب، فأنا مريضة بالسكري ولدي ثقب بالقلب وآلام في مفاصلي إثر حادث مروري، وكذلك أعاني من المرارة وضعف بالنظر وهشاشة بالعظام. وتقول أم سماهر أنا الآن أسكن في منزل من الجمعية، ومررنا بكثير من الأيام بل والشهور مفصول عنا التيار الكهربائي والماء لعدم قدرتنا على دفع الفواتير، فدخلنا 2576 من الضمان الاجتماعي، أما من الجمعيات الخيرية فهو دخل ليس ثابتا فقد يمر الشهران ولا نستلم شيئا، ونحن 13 فردا، هذا بخلاف أنني احتاج أدوية اشتريها بالشهر أكثر من مرتين، فنضطر بالشهر الواحد بل بأول أسبوع من الشهر إلى اللجوء للدين، وحتى اليوم نصوم عن الطعام أكثر من يوم بل وأكثر من يومين. من جانبه أوضح مدير الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة حاتم بري أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعنى بكل حالة إنسانية ومرضية، لمن يشملهم الضمان وغيره، فمن اتجاهات الوزارة الحفاظ أولا على الحياة الكريمة للمواطن والمواطنة، لذلك عملت على احتواء المحتاجين ماديا وعلاجيا بالكثير من القنوات الداعمة لهم كمثل حالة أم سماهر، والتي تحتاج إلى طلب للتأهيل الشامل لصرف إعانات لها ولمن يشكو من الأمراض أو التخلف العقلي، بحيث إنه لا يمنع أن يأخذ في هذه الحالة من الضمان ومن التأهيل الشامل، وذلك لما للمريض من احتياجات تفوق ما يأخذه من الضمان.