أنهى الجيش المصري صباح أمس عملية أمنية واسعة حملت اسم «نسر» على البؤر الإرهابية في سيناء وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 26 إرهابيًا منهم 20 قتلوا في قصف جوي لمنطقة التومة وستة في قصف لثلاث سيارات كروز تم استهدافها بصواريخ من مروحية أباتشي. وكانت العملية «نسر» التي تأتي في إطار الرد على هجوم رفح الإرهابي قد بدأت في الثالثة والثلث فجرًا واستمرت حتى الثامنة صباحًا وشاركت فيها مروحيات ومعدات عسكرية ثقيلة ومتطورة في المنطقة (ج) بالشريط الحدودي بسيناء لأول مرة منذ حرب أكتوبر. وأسفرت العملية عن إصابة العشرات من الخارجين على القانون الذين تم القبض عليهم لاستجوابهم والتحقيق معهم، كما تم التحفظ على ثلاث سيارات دفع رباعي تخص عددًا من العناصر المسلحة التي تمت مطاردتها. وفي نفس السياق ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض على كندي للاشتباه في تورطه في اعتداء رفح الارهابي، وذلك أثناء تواجده بمنطقة العريشبسيناء، وتجري الأجهزة الأمنية المعنية التحقيق معه حاليا. وكانت دورية أمنية، بمنطقة العريش، قد اشتبهت في المتهم، وتم ضبطه وتبين أنه يدعى «ديفيد إدوارد» كندي الجنسية، وبالكشف الفني عليه تبين أنه دخل البلاد صباح يوم الأحد 5 أغسطس وهو ذات اليوم الذي وقعت فيه الأحداث مساء، كما تبين أن المشتبه فيه طالب بإحدى الجامعات الكندية. ومن خلال تفتيش المشتبه فيه تم العثور بحوزته على بطاقة رقم قومي مصرية تحمل اسم المواطن أحمد عبد الخالق، ميكانيكى ومقيم في عين شمس، كما تم العثور بحوزته على كاميرا ديجيتال وبفحصها تم العثور بداخلها على مجموعة من الصور الخاصة بمدرعات الجيش المصري، بالإضافة إلى صور أخرى لكوبري السلام. وأكد مصدر أمني مسؤول أن تلك الصور هي ما زادت من شك الأجهزة الأمنية بأنه متورط في ارتكاب أحداث سيناء الإرهابية، وأضاف المصدر أنه جار حاليًا التحقيق مع المتهم حول الصور التي تم ضبطها على الكاميرا، وعما إذا كان هناك عمليات إرهابية أخرى كانت تستهدف كوبري السلام، وصلته بأحداث سيناء. من جانبها، أعربت إسرائيل أمس عن أملها في نجاح العملية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، وقال عاموس جلعاد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية للإذاعة «إن المسؤولية عن سيناء تعود لمصر وحدها وهي تقوم بكل ما بوسعها لمكافحة الإرهاب ونجاحها سيتيح تفادي اعتداءات رهيبة». وأضاف «المنظمات المتطرفة تمثل تهديداً للشرق الأوسط كله وليس فقط لمصر وهذا (الاعتداء) حرك شيئًا ما وهم (المصريون) أدركوا الأمر بشكل أفضل وانتقلوا إلى الفعل». وتابع جلعاد وهو جنرال متقاعد «يجب النظر إلى المستقبل ورؤية ما إذا كان هناك علاج في العمق للإرهاب من قبل المصريين». وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن العملية التي شنها الجيش المصري هي الأهم منذ حرب أكتوبر 1973.