مع انشغالات الحياة وتراكم الأعمال قد ننشغل عن بعض الأمور الهامة والتي قد لا نلقي لها بالاً لأنها تقع في فئة المربع الثاني ذات الأولوية الهامة ولكن غير مستعجلة. ومثالاً عليه القضايا المتعلقة بالصحة والتي لا تلقى اهتمامًا جيدًا من قبل المجتمع بشكل عام، ومن افرادها بشكل خاص، فتجد أنها في ذيل قائمة الأولويات، إن لم تكن غير موجودة أصلا إلا عند الطوارئ والأزمات. فمن منا حرص أن يدرج ضمن قائمة أولوياته وخطته السنوية المشروعات المتعلقة بصحته مثل التخلص من السمنة، واستعادة اللياقة بالتسجيل بأحد النوادي، أوالاشتراك بأحد الألعاب الرياضية، أو حتى الالتزام بالمشي نصف ساعة على الأقل يوميًا.إن المحافظة على الصحة في الحقيقة هي المحافظة على رأس مالنا الحقيقي، وكما قيل الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. إلا أننا نجد ذلك الاهمال المتعمد في مسألة الحفاظ على الصحة حتى مع من نحب! فتجد أن الأطفال أغلب وجباتهم اليومية من عشاء أو غداء هي وجبات سريعة ذات سعرات حرارية عالية وسيئة وذلك من باب إدخال السرور عليهم، والحقيقة أننا نلقي بأيدي من نحب نحو التهلكة لكن على المدى البعيد. فعندما يكبرون تبدأ تظهر علامات الإصابة بالأمراض المشهورة مثل السكري، وأمراض القلب ونحوها بسبب السمنة وعدم المحافظة على الصحة منذ الصغر بإهمالهم وعد إعطائهم الأطعمة الصحية من الخضروات والفواكه ونحوها. ليبدوا أو نبدأ نحن كذلك بسبب إهمالنا طول السنين مشوار صرف كل ماجمعناه وادخرناه في الأدوية ومراجعة المستشفيات، والمراكز الطبية، من أجل أن نسترجع رأس مالنا الذي أضعناه بأيدينا وبكل إصرار وإرادة. إذًا فلنحافظ على رأس مالنا بحفاظنا وعنايتنا بصحتنا؛ فهي أغلى ما نملك، فما هي قيمة الحياة حين لا نستطيع أن نستمتع بملذاتها بسبب العلة والمرض. روي عن أحد من السلف أنه قفز قفزة من حافة النهر إلى سطح القارب على نهر الفرات وهو شيخ كبير، فتعجب الفتية من قوته فقال: تلك أعضاء حفظناها في الصغر، فحفظتنا في الكِبر . ودمتم في صحة وثراء. [email protected]