لا شك أن أي اجتماع أو تواصل بين النخب الثقافية والفكرية يحمل في طياته الكثير من الفوائد؛ لعل من أبرزها تلك اللقاءات والاجتماعات الجانبية التي على هامش البرنامج الرسمي للملتقى.. إذ من خلالها تنشأ الصداقات وتتوطد العلاقات وتتحاور العقول والأفكار ائتلافا واختلافا. أما فيما يخص تمثيل الملتقى لقضايا المثقفين فإن هذا يستدعي مساءلة الآلية التي على ضوئها تم اختيار محاور وموضوعات الملتقى ومدى انبثاقها عن رغبات المثقفين وخياراتهم؟؟!!.. والمتأمل في موضوعات البرنامج سيجد انه لم يبتعد كثيرا عن الملتقى السابق؛ الأمر الذي سيثير التساؤلات حول مدى تحقق التوصيات السابقة؟؟!! حقيقة لا أعلم كيف تم اختيار موضوعات هذا الملتقى.. وهل قام أمينه محمد نصر الله بالتشاور مع المثقفين وما حجم هذا التشاور؟! ولكم كنت أتمنى لو أدرجت في برنامج الملتقى ورش عمل يتم تنفيذها بالتزامن لضمان مشاركة جميع النخب في المحاور المقترحة.. ولكي نصل إلى توصيات تمثل الفكر الجمعي للمشاركين.. أما بهذه الآلية التي تعتمد أوراق عمل معدة وفق جدول مزمن لن يتيح فسحة كافية للمشاركات فإنني لا أتوقع التوصل إلى توصيات تمثل آراء المجتمعين بقدر ما ستكون للأصوات الأقرب إلى المايكروفون.. كل ما أتمناه أن تطرح مجموعة من التوصيات وتعقد من أجلها ورش نقاش ليتم إدراج التوصيات بعد ذلك وفق التصويت مرتبة حسب أولويتها.. ولا يكتفي بذلك؛ بل لابد أن تخرج التوصيات مصحوبة بالإجراءات المقترحة لتحقيق هذه التوصيات على أرض الواقع وفق جدول زمني واضح!! (*) باحث وشاعر