في مثل هذا اليوم من عام 1986، أصبح مايك تايسون الفتى ذو العشرين عاما أصغر بطل في العالم في بطولة الملاكمة للوزن الثقيل بهزيمته المدوية لتريفور بيربيك في جولتين. كانت الدلائل جميعها تشير إلى أن تايسون قد بلغ الآن عنفوانه وأنه مستعد للتعامل مع المجد الذي سيصاحب مكانته كالملاكم الأشد خطرا.في عام 1986، أصبح مايكل تايسون - ملاكم الوزن الثقيل الأكثر وحشية عبر العصور-أصغر رجل على الإطلاق (كان في العشرين من عمره) عندما حمل لقب بطل العالم في ملاكمة الوزن الثقيل. ومع أن تايسون امتلك هالة لم تتح لأي شخص آخر، إلا أن ملامحه كانت ترسم صورة أقبح رجل على ظهر البسيطة، بالقطع، قاتل تايسون كما لم يقاتل أي ملاكم آخرفي الوزن الثقيل، مع أن طوله كان 5 أقدام و11 بوصة لا غير، كانت اللكمة التي يطلقها بالغة القوة وخاطفة ومحكمة لدرجة تذهل الخصوم قبل أن تفقدهم الوعي. اتسمت حركته وأسلوبه بدرجة عالية من المراوغة، وكان يدعم ذلك بحركات جانبية نشطة، تجعله في منأى من أي لكمات يصوبها الخصم. خاض تايسون 27 مباراة في طريقه إلى تحدي بيربيك على لقبه، وقد كانت له فيهن جميعا السيطرة الكاملة التي تنتهي بضربة قاضية لا يفيق منها الخصم. من جانبه، كان بيربيك ملاكما مقتدرا ومتمرسا، يملك دون شك المميزات الكافية التي تؤهله للبقاء بطلا في عهد من الركود، وإن كان يفتقد لذلك النوع من الهيمنة على الحلبة التي تتأتى لملاكم من شاكلة تايسون. إن أفضل ما يمكن أن يذكر به بيربيك ربما يكون تغلبه على شبح محمد علي في مباراته الأخيرة، لا تغلبه على بينكلون توماس وحصوله على لقب بطولة الوزن الثقيل الذي انتزعه منه تايسون بعد ذلك بثمانية أشهر فقط. منذ انطلاق المباراة، هجم تايسون بردائه أسود اللون على بيربيك مبقيا إياه في زاوية الحلبة لا حيلة له لاحتواء اللكمات العنيفة التي يسددها تايسون في ليلته الموعودة. كانت الجولة الأولى هي الفاصلة في الواقع، وعند نهوض بيربيك في الجولة الثانية كان وجهه ناطقا بحاله، والذهول في عينيه.