يعتقد المراقبون ان ال21 ألف متفرج الذين ستغص بهم مدرجات قاعة "مانشستر ارينا"، مساء اليوم، لمشاهدة مباراة الوزن الثقيل بين بطل العالم السابق الاميركي الشهير مايك تايسون وبطل بريطانيا الحالي جوليوس فرنسيس، سألوا أنفسهم طويلاً قبل اللقاء: "في أي دقيقة وجولة سيفوز تايسون؟"، ولم يسألوا ابداً: "من سيفوز بالمباراة". هذا يعني، مبدئياً، أن منازلة فرنسيس في مباراة تتضمن 10 جولات، ولا يضمن أحد أبداً أنها ستطول لتبلغ الجولة العاشرة، ستكون مجرد محطة من إحدى محطات الصقل الذي يحتاجه تايسون تدريجاً ليستعيد اللقب العالمي. وعليه، أشارت مكاتب المراهنات في لندن الى أن فرصة البريطاني المجهول في الفوز على هذا الذي وصف نفسه بأنه "حيوان على الحلبة ومقاتل شرس ولا أقدر على تغيير نفسي مهما كان شعور خصومي نحوي" هي واحد في المئة. ومع ذلك هناك من يرى أن تايسون بات إسماً فقط ولا يملك حولاً ولا قوة. بلغ القمة عندما هزم الكندي تريفور بربيك عام 1986 20 عاماً وصار أصغر بطل للوزن الثقيل في التاريخ، وبقي متربعاً عليها الى أن قضى عليه طيشه وجهله وطفولته التعيسة ومشكلاته مع زوجته، وكونه دجاجة تبيض ذهباً بالنسبة الى محاميه، فخسر اللقب العالمي فجأة أمام مواطنه جيمس باستر دوغلاس اوائل 1990 في طوكيو. بعد ذلك خاض مباراة واحدة الى أن اودع السجن عام 1992 لاغتصابه واشنطن، تحديداً مواطنته الحلوة ديزيريه واشنطن، ثم خرج منه بشهادة حسن سلوك عام 1994، وعاد الى الحلبة عام 1995 ففاز بمباراتين ثم هزم البريطاني فرانك برونو على اللقب العالمي بحسب تصنيف المجلس العالمي والاميركي بروس سيلدون على اللقب العالمي بحسب الجمعية العالمية عام 1996 قبل أن يخسر أمام مواطنه ايفاندر هوليفيلد. وفي المباراة الثأرية قضم أذني هوليفيلد فأبعد عن الحلبة طويلاً، وعندما عاد اليها العام الماضي كاد يكسر ذراع الجنوب افريقي فرنسوا بوتا عمداً، ومع أن الجولة الاولى من مباراته ضد اورلين نوريس انتهت فإنه وجه ضربة الى خصمه فلم تستكمل المباراة. كل هذا يعني أن تايسون لم يخض أكثر من 9 جولات منذ ثلاث سنوات و27 جولة منذ 10 سنوات... ويعني أنه لم يعد الملاكم البطاش الذي كان يملك يوماً أقوى قبضة في تاريخ اللعبة. لكن لإسم تايسون رنيناً غريباً. فهو سيحصل على الملايين من مباراته المقبلة، في حين لن يقبض فرنسيس سوى القليل وأقل مما دفعه خصمه الذائع الصيت في واحد من المتاجر العديدة التي زارها في لندن. والواقع أن وجود الملاكم الاميركي في العاصمة الانكليزية أوجد حالاً من "تايسون مانيا" أو "حمى تايسون"... تصريحات عنترية في مصلحة الشعب الاسود عندما زار "اشقاءه" في منطقة بريكستون ومؤازرة جماهيرية وأمنية في تجواله وترحاله، الامر الذي استغربه بطل العالم للوزن الثقيل الموحد لينوكس لويس عندما قال: "لماذا كل هذا التأييد لملاكم يملك سجلاً ملطخاً؟ وأستغرب تصرفات البريطانيين الذين يتوجب عليهم تشجيع مواطنهم فرنسيس وحده". ولم يوفر تايسون في تصريحاته الجمعيات النسائية التي احتجت على دخوله الى بريطانيا استثنائياً على رغم بقائه في السجن أكثر من عام بعد "قضية واشنطن"، فوصف معارضاته ب"المهرّجات". ويبقى السؤال الأهم: كم جولة ودقيقة سيصمد فرنسيس أمام تايسون في المدينة التي لم يخف الأخير اعجابه بفريقها الكروي الشهير مانشستر يونايتد؟