دوماً ودائماً لك السبق في مشاركة قرائك همومهم.. بالأمس القريب وبالتحديد يوم السبت 25/1/2003م كتبت الاخت الأديبة خيرية السقاف تحت عنوان «متى يتقافز المعلمون فرحاً؟» وحيث انني كنت فرداً من تلك الفئة شاقني التحدث نتيجة خبرة ليست بالبعيدة.. سأتحدث وكلِّي امل ان اجد فيمن يعنيهم هذا الموضوع النظرة الواقعية.. النظرة الموضوعية الفاحصة دون ان يكون فيها أثر للمجاملة.. نحن في هذه البلاد ننعم بنعم كثيرة في مقدمتها العلم والتعليم الذي شمل بفضل الرعاية الحكيمة كل شبر وعمّ نفعه على الصغير والكبير.. لكن علينا ان نقف في تساؤل.. هل يتناسب ما يحدث من التوسع الكمي مع التكيف والنوع؟؟ ولماذا هذا الخلل في التوازن بين الطرفين؟ حتى اصبح تدني المستوى مدار حديث العامة والخاصة وخاصة عندما نضع أبناءنا في موضع المحك والتطبيق. ان هذا التوسع الكمي اضطرنا ان يدخل المهنة أناس غير مؤهلين لممارستها واصبح همُّ المعلم والتلميذ على حد سواء النجاح في الامتحانات العامة والحصول على اعلى معدل ممكن يؤهل صاحبه للالتحاق بالجامعة.. ومن هنا انصبّ الاهتمام على الحفظ والتذكُّر دون الاستيعاب والتفكير ودون العمل على صقل شخصية الطالب واكتشاف مواهبه.. واخذنا بتكديس المعلومات واختزانها في العقول دون العمل على توظيفها والإفادة منها.. وبعد هذا كله لماذا لا نعيد النظر في سياستنا التعليمية؟ وفي الوسائل التي تؤدي الى تحقيقها؟ ولماذا لا نحدد موقعنا التعليمي؟ ونتعرف على نقطة البدء لنسير قدماً نحو الافضل ودون خوف او تردد ودون ان نخشى الصراحة والصدق في تحري الحقيقة. وخاصة اننا في هذه البلاد هدفنا كما رسمته حكومتنا الرشيدة نهدف الى نقلة شاملة بكل أبعادها وعناصرها المختلفة والمتمثلة في المعلم القدير والطالب المجد والمنهاج المتجدد والبيئة التربوية وان يتم التفاعل بين جميع العناصر لنبلغ هدف مبادئنا في بناء وخلق المواطن الصالح الذي يفيد مجتمعه ووطنه وان تدفعه الى القدرة على حل ما يعترضه من مشاكل ومواقف طارئة.