المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويت العسكرية وامتهنت التعليم وأخذني عالم المال والأعمال
شنان الزهراني المعلم ورجل الأعمال يتذكر:
نشر في اليوم يوم 16 - 07 - 2004

عصامي شق طريقه بعزيمة واقتدار وسط معوقات اجتماعية ومالية , فالمجتمع بقريته(الحلاة) لم يكن يدرك أهمية التعليم كغيرها من قرى وهجر المملكة, وضع نصب عينيه التفوق ولا شيء غيره وعاش متفوقا على اقرانه مصرا على الامتياز هوى العسكرية كغيره من فتيان القرية ولكنه سرت التجارة في دمه من دون أن يدري حينما بدأ ببيع بيض الدجاج والأقلام والمساطر ليعيش ميسور الحال انتقل إلى الدمام للالتحاق بالعسكرية وعدل إلى كلية المعلمين ليتخرج معلما ومديرا لورشة أخيه. له العديد من المواقف والآراء في التربية والتعليم في الحياة الاجتماعية وفي عالم المال والأعمال له فلسفة معينة في تربية أبنائه وله رأي في القبول بالجامعات والإرهاب والاستثمار والانفتاح الاقتصادي ودراسة قيمة عن الغش التجاري.
فإلى حوار لا تنقصه الصراحة مع الشيخ شنان عبد الله الزهراني.
الولادة والنشأة
@ في البدء أرجو أن تحدثنا عن مولدكم ونشأتكم؟
ولدت في بلاد زهران والتي يبلغ عدد قبائلها حوالي 24 قبيلة وتحديدا في قرية الحلاة التي تعد الأقرب لمنطقة الباحة, وتتميز منطقتنا كما هو معلوم بالوعورة والجبال وكنا نعيش على المزارع التي بدورها تحيا بالأمطار ونجاح موسم الخريف فيها.
وترتيبي الثاني من بين خمسة إخوان أكبرهم حسن ثم أنا شنان فسالم وخريس ثم أخت , والدي يعمل بالزراعة وفي موسم الحج يقوم بأعمال التطويف وهو من الذين سافروا من الباحة وحتى الطائف بالأقدام والجمال محملين التجارة والبضاعة.
واضيف لذلك ان التغيرات الاجتماعية الاقتصادية عملت على تغيير كثير من المفاهيم والعادات بالرغم من إنني عملت مع أبي واخوتي في أعمال الحج المختلفة بدءا من التربيط للحجاج ومرورا بخدمات التطويف وانتهاء بكل أعمال المساعدة والتيسير التي من شأنها تعين الحاج, كما أنني كنت اعمل في إجازاتي المدرسية بغية الاعتماد على نفسي والتدريب الروحي للحياة العملية.
مجتمع القرية
@ كيف كان مجتمع قرية الحلاة؟
كان مجتمعا بسيطا ومترابطا ومتكاتفا ومتآلفا كل يسعى للآخر وليس فيه فقير باعتبار أن التكافل يسود هذا المجتمع بصورة غير عادية, فضلا عن أن مجتمع قرية الحلاة كان كريما جوادا مضيافا شأنه في ذلك شأن كثير من مجتمعات القرى في هذه المنطقة.
زواج المجتمع القروي
@ كيف كان يتم الزواج في مجتمع القرية؟
كان من عادة أهل القرية أن يقدم مبلغا من المال وكان يقدم كل بيت في القرية يقدم(بخبز بر) كعادة لاهل المتزوج وسمي هذا الزواج بالفزعة نسبة إلى التعاون الكبير الذي ينتهجه أهل القرية في العمل بجد واجتهاد في مناسبة الزواج , واذكر في ذلك أن أهل المناسبة عادة ما يكونون متفرجين أمام أهل القرية الذين يعملون بإخلاص واجتهاد.
خطوات الحرف الأولى
@ ماذا عن دراستكم؟
التحقت في البداية بمدرسة (نعاش) وهي تبعد عن قريتنا ساعة وحوالي 12 كيلو متر نقطعها بالأرجل وكان يقوم على المدرسة الأستاذ موسى احمد الفقيه وهو من الرعيل الأول الذين ارسوا دعائم التعليم في المنطقة بصفة عامة. وكنت الأول من بين اندادي في القرية الذين انتظموا في مدرسة قرية نعاش الممتازة وكنا نعاني اشد المعاناة لاسيما في فصلي الخريف والشتاء , حيث كنا نحمل أحذيتنا في أيدينا خوفا من أن تتمزق وحينما نصل إلى المدرسة نلبسها وعموما كان أبناء قريتي جميعهم متفوقين.
الزراعة أولا
@ والدك كيف كانت نظرته للتعليم وما هي الإمكانات التي هيأها لكم؟
أبي كان يحثني على الزراعة والرعي أكثر من المدرسة غير أن دافعي الشخصي كان أقوى من كل شيء , ولكن بالرغم من ذلك كنت أساعد بفاعلية في الرعي والزراعة إلى جانب الدراسة.
وأتذكر أن أبي قادني إلى سوق بعيد لبيع الحبوب وكنا محملين احتياجاتنا على الجمال والحمير وعندما وصلنا إلى السوق قلت لوالدي أود أن ارجع إلى البيت فقال لي اركب هذه الحمارة ولكن ربما تلاقيك سباع في الطريق او لا تستطيع الرجوع مع وعورة الطريق وطول المسافة, غيرا نني اصررت على الذهاب علما بأنني كنت ابلغ آنذاك من العمر حوالي سبع او ثماني سنوات واصررت على الرجوع إيمانا مني أنني أصبحت رجلا يعتمد على الرجوع, ومن اغرب ما لقيت في سفري ما لحظته من أمر تلك الحمارة التي تشق المسافات على علم ودراية بما هي متجهة اليه دون توجيه لها مني , وذلك ما زال يحيرني كثيرا, كما إنني ما فتئت اذكره في كل مناسبة عجبا من أمر تلك الحمارة.
معاملة والدينا مميزة
@ كيف كان يعاملكم والدكم؟
كان والدي كثير الحركة والتجوال لذا كانت السيطرة الكبرى علينا من والدتنا فكنا نهابها كثيرا , غير اننا كنا نجلهما ونقدرهما كثيرا ونجد منهما العطف والحنان وكنا دائما كإخوان متفوقين الشيء الذي ادخل السرور في نفوس والدينا حيث إنني كنت ولله الحمد الأول على الدوام.
ولم ننس في كل ذلك تعليمات الوالد حيث كنا نتاجر حتى في اثناء الدراسة من خلال بيع الأقلام والمساطر وما الى ذلك , والاهم من ذلك كنت انا وزميل لي قد اشترينا دجاجة ونبيع بيضها في كل يوم سبت وهو يوم السوق, وقد كان مباع البيض يدر لنا دخلا كبيرا نعتمد عليه في تصريف شؤوننا الخاصة.
المرحلة المتوسطة:
@ وماذا عن المرحلة المتوسطة وأيام الدراسة ومدرسيك؟
كانت مدرستنا المتوسطة في قرية العكوس وهي تبعد عن القرية ساعة ونصف الساعة وكان يدرسنا عدد من المعلمين من الشام. كما أذكر من المعلمين الأستاذ موسى الفقيه وكان هناك الأستاذ سالم بن محبس وقد كان مؤهلة ابتدائيا غير أن مقدراته تفوق الجامعيين والأستاذ محمد علي ومن الفلسطينيين جودة وأحمد وخضر وغيرهم من المعلمين الذين لا يتكررون نسبة لعبقرياتهم.
الطموح والوظيفة
@ هل كنت تطمح في وظيفة معينة؟
كانت تنحصر الأماني في التدريب والانخراط في السلك العسكري وهما من أكثر ما تتمناه الأم لولدها، ولم تكن الدوائر الحكومية بذات الشكل الحالي، وأنا كنت أهوى العسكرية وأحب التعليم بحكم التفوق الكبير الذي كنت أحققه أنذاك.
عودة للجذور
@ العودة إلى الجذور (الحلاة) خلال الإجازة السنوية.. هل هي حنين يدقدق أنفاس الصبا أم واجب إلزامي تفرضه عليكم التكيفات الاجتماعية؟
حينما سئل الأستاذ الأديب معالي الوزير غازي القصيبي وهو الذي يتقن أكثر من أربع لغات بأي لغة تحب أن تتحدث. قال أنني عندما أحلم أو ارى رؤية في منامي فأنني لا اراها بالإنجليزية أو الألمانية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات ولكن بالعربية. لذلك فإن الفطرة تقودنا إلى أصولنا وجذورنا حنيناً رفاقا وواجبا فرضيا بكل طواعيتنا.
العودة للريف
@ ولكننا درجنا على متابعة رجال الأعمال في أن صيفهم دائماً ما يكون خارج المملكة.. كيف تنظرون لذلك؟
نحن مدينون للريف بالنخوة والشهامة والكرم عكس المدينة التي يتنافر فيها الناس كثيراً. لذا ترانا نهرع إلى قرانا بكل لهفة وشوق لنتحسس تلك الصفات التي نفقدها في المدينة.
ذكريات الدراسة
@ ماذا تبقى من ذكريات المرحلة المتوسطة والدراسة بشكل عام؟
في المتوسطة كنا قد أقتنينا أنا وزميلي ثلاجة أو " ترمس شاي" اشتريناها من أموال بيض الدجاجة وقد أفادتنا كثيراً تلك الثلاجة حيث أنها ظلت معنا لمدة سنتين ومن ثم تركتها لزميلي الذي يتخلف على بسنة دراسية. وأذكر أنني اصبت بمرض خلال الدراسة أجلسني لمدة شهرين تقريباً وعندما رجعت للمدرسة كان يقول لي الأستاذ حسين منصور هل ستعود للدراسة؟ فاستغربت من ذلك وأحسست بألم شديد من الكلمة. كيف لا أعود وأنا الطالب المتفوق والمحبوب من معلميه قبل زملائه. فما كان منى إلا الاجتهاد الشديد الذي أثمر أن استرددت مرتبتي الأولى دون منازعة، وحينذاك ذهبت للأستاذ منصور وقلت له هل أواصل الدراسة أم ماذا ترى. فقال لي ماذا تقصد بذلك فقلت له: أنك جرحتني عندما سألتني عن المواصلة وأنت تعلم أنني من المجتهدين المتفوقين. كما أنني لم أتوقع هذه الكلمة. وقد علمت فيما بعد أن الأستاذ حسين ظل يحكى هذه الحادثة لطلابه حتى توفاه الله. كما أنه كان يفتخر بي دائماً ويقدرني كثيراً.
ما بعد المتوسطة
@ ثم ماذا بعد المتوسطة؟
أذكر أنني انتهيت من المرحلة المتوسط في عام 1388ه والتحقت بمعهد المعلمين في الدمام وتخرجت منه في عام 1391ه وكنا نجد في تعليمنا أجلالا وتكريما وحفاوة كبيرة من قبل أفراد المجتمع. وأتذكر أن السكن كان في الدمام مشكلة كبيرة للطلاب غير أنني كنت أحظى بأخ يعمل في ورشة خراطة وقد ساعدني كثيراً في حل هذه المشكلة. كما أنني كنت أعمل معه في الورشة خلال الإجازات.
الانتقال إلى الشرقية
@ كيف كانت الدمام آنذاك؟
كانت عبارة عن مباني بيوت وحارات بسيطة جداً مجتمعه في شارعين.
هويت العسكرية وامتهن التعليم
@ تاهت رغباتك ما بين العسكرية ومعهد المعلمين؟!
لا أنكر أن رغبتي الأساسية كانت الالتحاق بالعسكرية غير أن الظروف لم تسعفني في ذلك فاتجهت لمعهد المعلمين لتأمين مصدر رزق من بعد التخرج. ولكن بالرغم من ذلك لم تغب العسكرية عن ذهني حيث أنني التحقت بالفرق الكشفية وفيها نلت دورات متعددة في مجالات مختلفة عدا الموسيقى التي لم تتح لي. وكل ذلك من فرط حبي للعسكرية. والكشافة تعطي الطالب الكثير من التفاني والانضباط، وهي جهاز يوجه مقدرات الشباب ومواهبهم إلى ما يستفيد منه الطالب.
شغفي بالعسكرية وحبي الكشافة
@ ما أبرز ذكرياتك مع الكشافة؟
في كشافة الطائف كان لابد أن تمشي 14 كيلو وتنطلق من نقطة إلى نقطة أخرى، وتكون مزوداً بكل ما تحتاجه فضلاً عن البوصلة. وأذكر أننا تهنا ودخلنا منطقة عسكرية فتمت مساءلتنا وعندما علموا أننا كشافون تركونا.
أربعة أضعاف الراتب
@ ماذا بعد تخرجكم من معهد المعلمين بالدمام؟
تخرجت في عام 1392 وعملت بعد ذلك معلماً في الدمام وسيهات وقد تزامنت فترة عملي بالتدريس بالكثير من المعلمين منهم من زهران والأحساء وغيرهم وأذكر منهم منصور أبو كنان والأستاذ حسين القحطاني والعديد من الأخوة الذين اعتز بالعمل معهم.. وبما أنني قد تخرجت بتقدير ممتاز كان لدى حق الاختيار في مكان العمل غير أنني آثرت أن أعمل بعيداً عن أنظار طلابي. وخلال كل ذلك كنت أعمل في الإجازات مع أخي بالورشة وهي كانت مغريه- وأثناء تلك الفترة كنت أتحرك عقب نهاية دوام الخميس إلى الكويت وأعود منها ليل الجمعة لأواصل تدريسي صباح السبت وأذكر في ذلك أن ما كنت أحمله من زيوت وقطع غيار السيارات على سيارتي النقل الصغيرة يساوي أربعة أضعاف راتبي في مجال التعليم. فكنت إلى جانب عملي بالتدريس أمارس التجارة بصورة كبيرة وانتقل ما بين الرياض والكويت وأعمل في كل المجالات التجارية.
توسع العمل التجاري
@ من الطبيعي أن يتوسع عملكم التجاري؟
نعم توسعت الورشة وافتتحنا أخرى وثالثة ورابعة ثم بدأنا نشاط توزيع الزيوت والفلاتر بالجملة، وانطلاقاً من التوزيع " بالهايلوكس" أنشأنا مركزاً ونبيع للمحلات وقد كان رأس المال التأسيسي آنذاك حوالي 190 ألف ريال. وفي خلال سنة رزقني الله كثيراً حيث أصبح مالنا ينقص المليون ريال ب 30 ألفا. وكان يعمل معنا عامل من الجنوب وآخر هندي ظللنا متمسكين بهما جداً بالإضافة إلى أخ مصري كان لديه آنذاك بنت فقط والآن ابنه دكتور بمستشفى المانع وقد عاصر معنا كل مراحل التطور.. وأننا نعتبرهم المعول الحقيقي لما حققناه من نجاح بفضل الله.
العمل الشريف
@ ذكرتم أنكم طلبتم العمل في الخبر وسيهات لتكون بعيداً عن أنظار طلابكم.. هل هذا يعني أنكم تستعيبون من عملكم في الورشة؟
بالتأكيد لا ولكن كما تدرك ونعرف أن لباس الورشة المتمثل في البدلة. وكنت أرى أن المعلم قدوة لطلابه في كل شيء لذا لم أرغب أن يروني بتلك الحالة.. بالرغم من أنني أدرك تماماً أن العمل شرف وليس فيه عيب.
عمل دائم
@ أذن البداية لم تكن مفروشة بالورود والحظوظ؟
فعلاً لقد اجتهدنا كثيراً وعملنا بجد وإخلاص وحرمنا أنفسنا من متع كثيرة، وكنا نعمل في الأعياد ولا نعرف معنى الإجازة أو العطلة وقد بدأنا مع الشركات في نطاق التوزيع والبعض منها تعاملنا معه بنظام الشيك المؤجل بحيث نعطي مهلة شهراً مثلاً، وكنا نتطوق بالأمانة والصدق حيث أننا نطالب تلك الشركات بالحضور لتحصيل المبالغ التي لها علينا، باعتبار أنه مال مؤجل لابد من وفائه، كما أن بقاءه معنا يراكم علينا المديونيات في يوم ما. وذلك كان رصيدنا الحقيقي في التعامل والنمو.
أزمة الخليج
@ مرت عليكم أزمة الخليج فما الآثار التي خلفتها وعانيتم منها فيما بعد؟
كانت ضرراً كبيراً في معناها العام ولكنها أعطت درساً حيث أن الناس لم تكن تحسب للتغيرات مثل أزمة الخليج، وبالتالي فهي علمت الكثيرين كما قال القائل:
"جزى الله الشدائد كل خير علمتني عدوي من صديقي"
واذكر بعد الخليج كنت في دورة وكان يقودني أمريكي هرم فقال لي بشفقة أنكم تضررتم من حرب الخليج فقلت له: كلا اننا تعلمنا ما لم نكن نتعلمه من أكبر الجامعات ولو دفعنا أضعاف ما دفعناه لم نتعلم من حرب الخليج ما تعلمناه، كما أننا عرفنا وصديقنا فسألني من عدوكم قلت: قد تكون أنفسنا وبالتالي راجعنا أنفسنا وتطبيق عقيدتنا الإسلامية في أنفسنا فتمسكنا أكثر بديننا الذي نراه من أفضل الديانات في الدنيا لأنه يهذب النفوس والأرواح.
وعندما نزلت منه أنحني أمامي إجلالاً وتقديراً لقناعتي الكبيرة بديني. فاخبرته بأن ديننا يحث كذلك على احترام الكبير وتوقير الصغير.
وعموماً فإن الأزمة تركت أثراً كبيراً غير أن الإيجابية الكبرى تلك الفائدة الكبيرة التي جنيناها والدروس التي تعلمناها. وأعتقد أن هذه واحدة من إيجابيات الحروب رغماً عن أنها كلها سلبيات لأنها تقوم على التقتيل والتهديم والترويع والتشريد وإشاعة عدم الأمن والاستقرار.
التعليم والعمل الحر
@ كنت في وقت ما معلماً ورجل أعمال في آن واحد .. كيف تخليت عن التدريس واتجهت للأعمال؟
كنت استغل الإجازات الصيفية لعمل الدورات الخارجية وبحكم العمل المتطور ذهبت لسويسرا وعملت دورة في هندسة المبيعات والإنشاءات لأننا كنا نتعامل مع شركة لأنظمة التثبيت والمباني الحديدية وعملنا في جدة ودول الخليج أيام الطفرة وكان لزاماً علي ترك التدريس والاتجاه لمجال الأعمال بالرغم من أن حبي للتعليم كان ومازال قائماً. وكان الموظفون الذين يعملون معنا يتعاطون رواتب أضعاف راتبي. وأعتقد الآن تعليمنا مازال بخير بالرغم مما يقال عن مناهجنا فمازال أبناؤنا الذين درسوا هذه المناهج متفوقين داخليا وخارجيا الأمر الذي يدل على سلامة المنهج والطرق التدريسية. وفضلاً عن ذلك فان مناهجنا مقتبسة من عقيدتنا ومبادئنا وقيمنا الاجتماعية.
فترة العمل بالتعليم
@ ما الفترة التي قضيتها بالحقل التعليمي ؟
حوالي عشرة أعوام وتركت التعليم مجبراً لأتفرغ لتحصيل بعض المستحقات والديون في السوق ولو قدر لي أن أعمل في التعليم مئة عام لما جمعتها. واذكر أنه عندما جاء الدكتور أبو عالي وكنت قد تغيبت ستة شهور قال لي: الملك خالد حينما يذهب خارج الرياض 40 كيلو يترك خبره فما بالك أنت تغيب 6 شهور ولا تخبرنا بما أنت عازم عليه. فقلت له: لو أتى مدرس لابنك ولم أكن مرتاحا نفسياً ولدى مصالح خارج المدرسة الأولى أن أضحى بنفسي ولا أضحي بابنك وأبناء الناس وأحمد الله أنني لم أقصر في واجبي على الإطلاق من باب حب الأمانة والخوف من الله. وعموما كان قرار ترك التعليم قرارا صعبا لأن التعليم آنذاك كان عميقا ومضموناً وكان نموذجيا ويقتدى به في كثير من الأماكن. ولذا الجمع بين المعلمية والتجارية كانت تستحيل يوماً بعد آخر وقد ترك التعليم أثراً كبيراً في نفسي واستفدت من تجربتي في الحقل التعليمي كثيراً وهو كان بمثابة سلاح بالنسبة لي وقد صقلني، بالإضافة إلى ذلك فإنني لم أتقاعس عن التعليم يوماً حيث انني اشتركت في دورات تعليمية مختلفة خارج المملكة.
أقول لأبنائي
@ ماذا تقول لأبنائك بعد طول هذه التجربة؟
لو أنهم استناروا بهذه التجربة وغيرها من التجارب الثرية الأخرى لأعطت مدى عمق التواصل بين الماضي والحاضر والفرق بين العيشة التي كنا نعيشها وما ينعمون به من رفاهية الآن. واذكر أننا عشنا في الدمام دون أن تكون لنا حتى مروحه، وكنت أداوم على دراجة بخارية تقلني إلى سيهات، وفوق كل ذلك نحس بطعم الحياة والنوم الهادئ.
@ ما أبرز خسارة خالدة في ذاكرتك؟
اعتقد أن الرجل المفكر الذي يخسر ويعرف نقطة خسارته فأنه ليس خاسراً، وإذا كسب يعرف من أين كسب ليستزيد أنه الرابح الحقيقي أما أن لم تكن تعرف الخسارة ومنابعها والربح وطرقه فأنك لا تعرف أسس الخسارة والربح. ومثال على معرفة الربح الحقيقي اذكر أنني عندما كنت بسويسرا عرض علي مصنع لتعليب التمور وهو القائم الآن فقد صادف نجاحاً كبيراً وكان من أول المصانع العاملة في هذا المجال على مستوى المملكة والخليج وعندما كنت في هولندا عرض على كذلك مصنع لشحوم السيارات فاشتريناه بكل طاقمه حيث تم نقله إلى المملكة وقد وصلت خسارتنا فيه حوالي 700 ألف ريال وذلك لأن الطاقم مربوط ذهنياً ببلده، ونحن من جانبنا ظللنا نخسر لمدة سبع سنوات حتى تعلمنا كيف يدار المصنع وعرفنا أسرار نجاحه وتشغيله ولدينا مصنع آخر سنفتتحه إن شاء الله العام المقبل . وأضيف لك في ذلك أن الورش كانت ثلاث فعملنا بنجاح حتى أصبحت حوالي 40 ورشة كما عملنا في مجال الاستثمار العقاري والزراعة وسلسلة مخابز ونبيع كل ماركات الإطارات وكذلك قطع غيار السيارات بالجملة، ونعتبر أنفسنا الموزع الأول للزيوت لأغلب أنواعها وحائزين على شهادات متعددة. والحمد لله أننا قفزنا قفزات هائلة في زمن قياسي.
السعودة والشباب
@ كيف تنظرون للسعودة؟
الشباب هو العماد للدولة ولا يمكن الاستغناء عنه إلا أن شبابنا ينقصه التأهيل. واعتقد أن كل مؤسسات القطاع الخاص تفرح بتوظيف الشباب السعودي غير أن تلك الشركات لها مواصفات في التوظيف باعتبار أنها تسعى للربحية. فيما نجد معظم الشباب ينقصهم التأهيل والانضباط. واذكر في هذا المقام أن لدى أكثر من بحث في هذا المجال من خلال عضويتي في الغرفة التجارية.
واعتقد أن العلم لا يسعى إلى أحد، ومن لا يذهب إليه يفقده طوال حياته. ومجتمعنا يعاني من تلك المفارقة، وعموما تبقى العملية التربوية منظومة تبدأ من البيت فالمدرسة ثم الجامعة.
ويجب أن يعد الطالب مبكراً للمهنة التي سيمارسها في مستقبله، وأعتقد أن ذلك ما يفيد البلد حقيقياً.
وإذا نظرت لأصحاب الشركات يسعون للربحية لذا فإنهم لا يقبلون إلا بمن تسلح بالتعليم والتدريب.
الاستثمار بالتعليم
@ بما أنكم معلم في الأساس .. لماذا لم تستثمر في هذا المجال؟
عرض علي أكثر من مرة في هذا المجال غير أنني أرى أن التعليم يأخذ أكثر مما يعطي، وبما أنني أعرف التعليم وأهميته إلا أنني لم ادخل في الاستثمار في هذا المجال .
القبول بالجامعات
@ كيف ترون آلية قبول خريجي الثانوية وعدم قبولهم بالجامعات؟ وما دور رجال الأعمال في ذلك؟
ان عدم قبول عدد كبير من خريجي الثانوية وعدم استيعاب الجامعات لهم اصبح يشكل قضية محورية هامة في مسيرة التنمية لما لها من ابعاد وانعكاسات اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية واصبح الوضع ملحا لإيجاد خطط وتصميم مسارات قصيرة المدى وطويلة المدى تحدد آلية تصحيح استيعاب جامعاتنا لجميع خريجي الثانوية الذين يرغبون مواصلة دراستهم. ان المواطن المتعلم يشكل أهم الركائز التي يقوم عليها التطور والتنمية الاقتصادية في أي بلد في العالم, ويجب الابتعاد عن الحلول المؤقتة فقط بوضع استراتيجية متوازنة بين التخصصات التي تحتاجها خطط قطاعات التنمية حاليا ومستقبلا وبين اعداد خريجي الثانوية لسنوات قادمة لضمان استيعاب الجامعات من يرغب الالتحاق بها.
وان على رجال الأعمال واجبا وطنيا كبيرا واقل ذلك الواجب هو توظيف المواطن السعودي واعطاؤهم الدور الفعال في أعمالهم ووضع حوافز تشجيعية لهم والمتابعة الجادة لتقييم أدوارهم في العمل وتدريبهم على رأس العمل وخارج العمل اعطاؤه الثقة والادوار التي تشعل لديهم الحماس والغيرة والروح الوطنية.
الاقتصاد والإرهاب
@ كيف ترون تأثير العمليات الإرهابية في الناحية الاقتصادية والاجتماعية؟
نحمد الله سبحانه وتعالى على ما وهبه لبلدنا الغالي ولمواطنيه من قوة إيمان وعزم وتحمل وصبر على الشدائد, فبرغم الأحداث الإرهابية التي حدثت في الأشهر الماضية ووجود بعض الأبواق الإعلامية المطبلة المهولة للأحداث إلا إننا لم نلمس أي تأثير يذكر في الاقتصاد الوطني بل ان بعض المراقبين والمحللين الاقتصاديين يؤكدون ان حركة النمو الاقتصادي بالمملكة تدور عجلتها متسارعة الى الأفضل وان المواطن السعودي كعادته يقف صامدا متفانيا في خدمة وطنه شعورا منه بالمسؤولية والولاء لوطنه ولحكومته وتحديا لكل من تسول له نفسه المساس والاضرار والتأثير على الوطن واي من منجزاته ودعائمه وثوابته الوطنية.
العفو لمن غرر بهم
@ العفو والفرصة التي منحها وطرحها خادم الحرمين الشريفين لمن ساهم أو غرر به في الأعمال الإرهابية.. ما هي نظرتكم لذلك؟ وما هي كلمتكم لهم للاستفادة من هذه المكرمة الكريمة؟
ان ولاة امرنا كرام وكرمهم تمتع به القاصي والداني على مدى العقود الماضية والعفو من شيم الكرام وتأكيدهم على العفو مع قدرتهم الفائقة لاجتثاث عناصر الفتنة والإرهاب من جذورها وموضحين لكل الحاقدين والضالين عن الطريق ان مبادرة العفو واعطائهم مهلة لمن غرر بهم للمساهمة في الأعمال الإرهابية فرصة ثمينة لمن هداه الله للاستفادة منها بالعودة الى جادة الصواب ومن لم يستفد منها فسوف يتصدى له جميع المواطنين الشرفاء ورجال الأمن البواسل والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الإخلال بأمن وطننا الغالي منبع الأصالة والعروبة وبلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في شتى أنحاء المعمورة وانني اقدر لولاة امرنا الكرام هذه اللفتة الحانية الكريمة التي ليست مستغربة منهم واعطاء الفرصة لعناصر الفئة الضالة والإرهابيين الذين غرر بهم واستخدمهم الحاقدون والأعداء للوطن السعودي الذي ينعم بأرقى أساليب العزة والكرامة والاستقرار والتطور والنمو في شتى المجالات.
وكلمتي لعناصر الفئة الضالة المغرر بهم هي:
كما لاحظتم الأحداث المؤسفة التي مرت بها البلاد أن رجال الأمن البواسل وصلوا بكل جدارة الى المخابئ والكهوف القذرة وكشفوا نواياكم الدنيئة (ولا يحيق المكر السيىء الا بأهله) وسوف يبقى من لم يسلم نفسه ويغتنم الفرصة والعفو من ولاة الأمر حبيسا ومنبوذا من أهله ومن جميع المواطنين الشرفاء لأن تصرفاتكم المشينة أثبتت أنكم أعداء للدين وللوطن وبالتالي فان من لم يغتنم الفرصة فقد اصبح عديم القيمة ومنتهى الصلاحية ولا يلوم الا نفسه وكما قيل (العاقل من اتعظ بغيره) ويجب أن تأخذوا العبرة بمن سلم نفسه للسلطات الامنية وما حظي به من كرم وعفو جميل جعله يرى أهله ويعود لمزاولة حياته الطبيعية بعد إعلان التوبة الصادقة.
الاستثمار بالوقود
@ الاستثمار في بيع الوقود لا يرغبه الكثير من رجال الأعمال..لماذا؟
ان الاستثمار في محطات الوقود وخدمات السيارات يمثل احدى وسائل الكسب الشريف واقصر الطرق الى الربح لكنه يحتاج الى جهود مضنية ومتابعة جادة ويقظة مستمرة وبعض رجال الأعمال الذين يستثمرون في مجالات أخرى لا يعني ذلك أنهم لا يرغبون الاستثمار في هذا المجال او أن هذا يعد عقوقا منهم لخدمة الوطن في هذا المجال لكن تعدد مجالات الاستثمار والفرص المتاحة جعلت المستثمر يختار المجال القريب الى ميوله واختصاصه الذي يرغب فيه والبعد عن المنافسة التي قد تكون غير شريفة وقاتلة للتطوير والتحديث وتحقيق هامش الربح المنشود .. ولكي أكون منصفا في الإجابة فانه بحكم قربي من هذا المجال لكونه يمثل جزءا من مجالات أعمالنا فانني اوضح بكل صدق وشفافية ان المواطن الذي يبحث عن الكسب الشريف في هذا المجال يواجه صعوبات وتحديات هدامة وقاتلة جراء مزاولة التستر من العمالة الوافدة وممارستها للمنافسة الغير شريفة للمواطن حيث ان مرض التستر انتشر بطريقة ذات تأثير سلبي على المواطن الشريف واصبحت العمالة المتستر عليها مهيمنة على مجال خدمات السيارات ومن ضمنها محطات الوقود مستغلة الدعم والتسهيل من بعض ضعاف النفوس من المواطنين الذين لا يبحثون عن الكسب الشريف والذين باعوا وطنيتهم مقابل التستر على العمالة الوافدة والحصول على ثمن بخس لذلك وهم بهذه الطريقة يشكلون معاول هدم لمصلحة المواطنين الشرفاء والاستنزاف والأضرار بمصلحة المواطن والاقتصاد الوطني وما حجم تحويلات العمالة الوافدة الذي وصل الى اكثر من 80 مليار ريال الا خير دليل على حجم الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الوطني ناهيك عما يصاب به المستهلك من الأضرار التي يولدها التستر مثل الغش التجاري وتدني الجودة في المواد والخدمة لأنه من المعروف ان المتستر عليه يهمه كمية الربح التي يحصل عليها لا كيفية الأداء والجودة ولن يتحقق له ذلك الا من خلال الغش والتدليس واتباع الأساليب الملتوية.
نصيحة للمستثمر
@ ما نصيحتك لمن يريد ان يستثمر كيف يستفيد من الانفتاح التجاري بين المملكة والعديد من الدول الأجنبية؟
لقد أثبتت الظروف التي عاشها العالم بعد أحداث 11 سبتمبر ان الاستثمار في الخارج كان له بعض السلبيات واثبتت الظروف لنا كسعوديين ان الاستثمار يحقق فائدة للاقتصاد الوطني ويحقق دخولا مجدية في الأمن والاستقرار والأرضية الصالحة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي واثبتت الظروف ايضا انه مهما كان الاستثمار مجديا في بعض الدول العربية والأجنبية فان المشاكل الاقتصادية والمتغيرات السياسية سرعان ما تعصف به وتجعله في مهب الريح قد يصعب الوصول اليه بسبب القرارات السياسية التعسفية وصعوبة الحصول على التأشيرات وهنا يتضح لنا معنى قول الشاعر: ( جزى الله الشدائد كل خير تعلمني عدوي من صديقي) وما عودة الكثير من الأموال المهاجرة الى الخارج الا تأكيد لذلك المعنى ويظل وطننا الغالي المكان الامن لاستثمارات مواطنيه مهما كانت الظروف.
وبلا شك ان سياسية الانفتاح التي يتبعها الاقتصاد السعودي منذ سنين عديدة ومسايرته للتطور العالمي والمتغيرات الدولية جعلت المستثمر السعودي يحقق نجاحات باهرة ومشرفة يشار اليها بالبنان في كل دول العالم الصديقة وذات العلاقات الوطيدة مع المملكة وساهمت حركة التصدير والاستيراد وحجم الاستثمارات السعودية في الداخل والخارج في المحافظة على ميزان تجاري مرموق وتحقيق التوازن المطلوب مع أغلب الدول العربية والأجنبية.
اللجنة التجارية
@ ما مهام اللجنة التجارية. وما دوركم فيها؟ وما أبرز القرارات التي اتخذتها اللجنة؟
أن مهام اللجنة التجارية عديدة لا يمكن حصرها في المساحة المخصصة لإجابة السؤال وأن من مهامها على سبيل المثال أن اللجنة تمثل حلقة وصل بين جال الأعمال والشركات والمؤسسات والمستثمرين وبين الغرفة التجارية ممثلة في أعضاء مجلس الإدارة والقيام بتقديم الدراسات والمقترحات للارتقاء بأساليب التجارة وحل المشاكل والصعوبات التي تعترض سيرها والقيام بالمشاركة في الوفود التجارية واستقبال الوفود التجارية وتبادل الخبرات والإجابة على استفسارات الجهات الحكومية والاستبيانات التي ترفع للجهات المعنية كمشروع لتبنيها وإصدار القرارات اللازمة والقيام بدراسة الصعوبات والمشاكل التي تواجه القطاع الخاص وتقديم المقترحات والحلول ورفعها لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية لتبني الصالح منها ورفعها إلى الجهات المختصة والمتابعة المستمرة لمتغيرات السوق والتواصل مع الجهات المعنية والهيئات الاقتصادية في الداخل والخارج وإقامة الندوات التي تقدم المعلومات والتحديث والتطوير وحل المشاكل للقطاع الخاص. أما دوري في اللجنة التجارية. فإنني أحد أعضاء اللجنة التجارية حاولت وسأظل أبذل قصارى جهدي لخدمة الاقتصاد الوطني والقيام بأداء الدور والمهام المسندة إلى من رئيس اللجنة وأعضائها المحترمين. أما أبرز القرارات التي اتخذتها اللجنة التجارية فهي كثيرة وتحتاج إلى مساحات كبيرة لنشرها وتوضيحها حيث أن اللجنة التجارية في دورة مجلس إدارة الغرفة التجارية الحالي الواعي والنشط خطت خطوات كبيرة وطموحة وكانت جداول أعمال اجتماعات أعضاء اللجنة خلال الاشهر الماضية مليئة بالمواضيع الهامة والهادفة لخدمة الاقتصاد الوطني ورجال الأعمال وقد ساهمت في رفع دراسات ومقترحات في مجالات عديدة إلى رئيس الغرفة التجارية وتم صدور الكثير من القرارات والتوصيات التي تساهم في تطوير القطاع التجاري بالمنطقة الشرقية ومنها على سبيل المثال:-
@ التواصل مع ميناء الملك عبد العزيز وسكة الحديد لحل مشاكل التخزين ومناولة البضائع وحل المشاكل للمساهمة في انسياب الاستيراد خلال حرب الخليج الأخيرة.
@ التواصل مع مختبرات الجودة وهيئة المواصفات والمقاييس لحل مشاكل طول مدة إعطاء النتائج على العينات والتوصل إلى حلول مرضية ومناسبة.
@ تقديم دراسة عن ظاهرة الغش التجاري واقتراح إنشاء لجنة لمكافحة الغش والتستر التجاري لمساندة الجهات المختصة.
@ تقديم دراسة عن معوقات السعودة في القطاع الخاص والحلول التي تساهم في تطبيق قرارات السعودة.
@ تقديم المقترحات لحل مشكلة الشيكات بدون رصيد للجهات المختصة.
الغش التجاري
@ لديكم دراسة عن الغش التجاري.. كيف درستم هذه الآفة؟ وما توصياتكم حولها؟
نعم بتوجيه من رئيس اللجنة التجارية وبمساندة من أعضاء اللجنة المخلصين قمت بإعداد دراسة واقعية عن الغش التجاري وطرق ممارسته وأضراره وتقديم الحلول المقترحة. لقد أوضحت الدراسة أن الغش التجاري والتستر يمثلان وجهين لعملة واحدة وساهما مجتمعين أو منفردين في انتشار الغش التجاري بأنواعه لتصريف البضائع الغير صالحة والمنتهية الصلاحية وكذلك تأجير السجلات والتراخيص المهنية وإحداث المنافسة الغير شريفة من الوافد المتستر عليه للمواطنين الشرفاء والنظاميين وساهم التستر في انتشار الفساد الإداري والأخلاقي وأثر تأثيراً بالغاً في زيادة البطالة للعمالة السعودية وأوجد شريحة من المواطنين الغير شرفاء من ضعاف النفوس ممن باعوا وطنيتهم ومصلحة الوطن والمواطن مقابل كسب غير شريف وثمن بخس. وتضمنت الدراسة اقتراح إنشاء لجنة بالغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية لمكافحة الغش التجاري والتستر تقوم بالمتابعة عن قرب لمشاكل التجار والمواطن المستهلك الذي يعتبر أمانة في أعناق المسئولين عن سياسة الاقتصاد والنظام والتنظيم للمتابعة للقضاء على الغش التجاري والتستر في مهده وإمداد الجهات المعنية بالمعلومات والبيانات والإحصاءات ومتابعة استصدار القرارات اللازمة للقضاء على الغش التجاري والتستر وقد تم اقتراح الآلية لاختيار الأعضاء الممثلين لكل القطاعات بالغرفة لقيام القطاعات الاقتصادية بالتنسيق فيما بينها وتتحد تحت مظلة لجنة مكافحة الغش التجاري والتستر وتوحيد التكاتف في جميع الأمور والأعمال التي تخدم مصالح كل القطاعات الاقتصادية باعتبار لجنة مكافحة الغش التجاري والتستر أسرع طريقة للخروج بحلول ناجحة بعكس العمل الانفرادي السابق الذي يؤدي إلى زيادة التكلفة المادية والوقتية وبذل جهود أكبر.
ومن مهام وأهداف لجنة مكافحة الغش التجاري والتستر:-
1- التوعية المستمرة بأضرار التستر والغش التجاري وأساليب التدليس للمستهلك وطرق تزوير العلامات التجارية والمواصفات والتعريف بهذه الظاهرة الخبيثة وأثرها السلبي على المواطن والاقتصاد الوطني.
2- دعم الجهود التي تبذلها القطاعات الحكومية المعنية وحماية المستهلك والتاجر للقضاء على الغش التجاري والتستر.
3- دعم الموثوقية بالصناعات السعودية والاقتصاد الوطني وحماية الصناعات الوطنية من الإغراق والمنافسة الغير شريفة.
4- تقديم الدراسات والبحوث عن ظاهرة الغش التجاري والتستر للجهات المختصة.
5- إقامة الندوات والمؤتمرات المتخصصة وإقامة المعارض للبضائع الأصلية والتحذير من البضائع المقلدة والمغشوشة وأضرارها.
6- الترتيب وتنظيم الإجراءات التي تضمن تكاتف وتوحيد الجهود مع الجهات المختصة واللجان بالغرف التجارية بالمملكة.
اندماج أداء المؤسسات
@ ما تأثير الاندماجات على أداء المؤسسات الاقتصادية؟
أن الاندماجات التي حدثت في بعض الشركات والمؤسسات ذات الأنشطة المتشابهة ظاهرة اقتصادية حديثة لها تأثير إيجابي على دعم أنشطتها في المجال المادي والتقني وتوحيد سياسات التطور والإنتاج والتسعير وتحقيق الأرباح المستهدفة بعيداً عن المنافسة الهدامة التي غالباً ما تؤدي إلى الإفلاس وتدني الجودة ونوعية الخدمات.
@ ما رأيكم في الطفرة العقارية الحالية؟ وهل هي طبيعية أم حالة ناتجة عن أزمة في الأوعية الاستثمارية؟
أن النشاط العقاري أصبح نشطاً في السنوات الأخيرة في المنطقة الشرقية نظراً لموقعها الاستراتيجي على ساحل الخليج وأصبح الكثير من العقاريين يسمونها النهضة العقارية وليست الطفرة وأن الاستثمارات العقارية الحالية تعتبر إفرازا طبيعيا لتوفر السيولة بالمنطقة وعودة بعض الأموال المهاجرة عقب أحداث 11 سبتمبر المعروفة واثبت الواقع ان العقار اصبح يزاولها عقاريون لديهم الحس الوطني اولا والحس الاستثماري الواعي من خلال الطرق الحديثة للتطوير والتحديث لأساليب العرض والبيع وخدمة ما بعد البيع واتباع الأساليب الحضارية التي تساهم في خلق واجهة جمالية واقتصادية راقية تلبي حاجة المواطن والوطن وتساهم في جذب الاستثمارات المهاجرة والأجنبية. وهذه النهضة لم تكن تحدث لولا الجهود الكبيرة الواعية من ولاة الأمر تمشياً مع النهضة والتطورات التي تعيشها حكومة المملكة والمناخ الاستثماري الذي نحظى به في المنطقة. حيث أن العقار يعتبر من الركائز الأساسية لاقتصاد جميع دول العالم وما تشهده المملكة ويشهده السوق العقاري من تطور يبشر بمستقبل زاهر بإذن الله تعالى.
الاستثمار البديل
@ ما رأيكم في الاستثمار البديل؟ وهل هو الأفضل عن الاستثمار الداخلي؟
ان الاستثمار في الوطن يمثل واجبا وطنيا وفرص الاستثمار الداخلي متاحة في مجالات عديدة وما قيام العديد من الشركات العالمية بالسعي للاستثمار في المملكة إلا دليل واضح لتوفر القناعة وثبوت الجدوى الاقتصادية فكيف بالمواطن الذي يفرض عليه الواجب الوطني تركيز استثماراته في بلده أولا ثم أن التفكير في الاستثمار الخارجي ليس محرماً وأعتقد أن المستثمر الناجح في بلده يستطيع أن يحقق نجاحات في الخارج وبلا شك أن الانفتاح على الاستثمار في الدول العربية والأجنبية يشكل داعما للاقتصاد الوطني في أغلب حالاته من خلال مساهمته في توطيد العلاقات الاقتصادية وتبادل المصالح والاستفادة من الخبرات لنقلها إلى الوطن بعد نجاحها ونضوجها.
التستر وتوظيف الأموال
@ ظهر في الاوساط الاقتصادية المحلية عدد من الظواهر السلبية مثل توظيف الأموال والتستر وما شابه ذلك .. ما العوامل والظروف التي أدت إلى ذلك؟
إن ظاهرة توظيف الأموال التي ألحقت أضراراً بالغة بمجموعة كبيرة من المستثمرين ناتجة عن قلة الوعي الاستثماري لدى المستثمر وبالأخص صغار المستثمرين الذين وقعوا ضحية التغرير بهم والمبالغة في تعظيم نسبة الأرباح . أما التستر فهو مرض خبيث فتاك بالاقتصاد الوطني ويعد مصدر تفريخ للعديد من الأمراض الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وللأسف أن هذا المرض الخبيث أصبح مزمناً نظراً لعدم وجود متابعة جادة للقضاء عليه ولوجود ثغرات وفجوات في الأنظمة المعنية ساهمت في انتشار هذا المرض العضال حتى أصبح المواطن والاقتصاد يعانون معاناة بالغة من أضراره الهدامة مثل تأجير السجلات التجارية والرخص المهنية وخلق منافسة غير شريفة للمواطنين الشرفاء وساهم في انتشار الغش التجاري والفساد الإداري والأخلاقي ورفع نسبة البطالة للعمالة السعودية وأوجد شريحة من المواطنين ضعفاء النفوس الذين باعوا وطنيتهم ومصلحة الوطن والمواطنين الشرفاء مقابل كسب يحصل عليه بطريقة غير شريفة.
أسئلة سريعة
@ كيف ترسم مستقبل أبنائك ؟ وما الأسلوب الذي تتبعه لذلك؟
ان تربية الأبناء التربية الدينية والتحلي بالأخلاق والمثل الاسلامية والعادات الحميدة وتشجيعهم على التحصيل العلمي لأن العلم والأخلاق الإسلامية هما من الركائز التي تضمن المستقبل الزاهر لهم بإذن الله تعالى لأن العلم والعمل بهما يحقق المكاسب ولا يستطيع المرء شراء الأخلاق أو العلم انطلاقا من مقولة الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حينما سئل لماذا يا أمير المؤمنين لا تترك لأبنائك من بيت مال المسلمين ما يقتاتون به ويساعدهم على أمور الدهر. فأجاب (أنني تركت لهم العلم الذي لن يضلوا بعده أبداً).
أما الأسلوب الذي اتبعه معهم فهو النصح والإرشاد والتوجيه وتشكيل الشخصية المستقلة لكل منهم للاعتماد على نفسه.
@ لمن تقرأ ؟
إنني والحمد لله أحب القراءة وأقرأ يومياً بمعدل ساعة مقسمة على الصحف المحلية والنشرات الاقتصادية والقراءة في مجال الأدب والشعر والتاريخ والكتب الاقتصادية والإدارية لكثير من كتاب العصور الماضية والحاضرة.
@ مدينة زرتها وأعجبتك؟
مدينة الرياض.
@ هواياتك وكيف تمارسها؟
هواياتي القراءة، السباحة، التصوير
أمارس القراءة اليومية بحمد الله وتوفيقه، التصوير دائما أحمل آلة التصوير معي لاستخدامها عندما أرى منظراً أو معلماً يجذب انتباهي. أما السباحة للأسف فإن ظروف العمل كثيراً ما تحول دون الاستمتاع بها.
@ ما مساهمتك في الأندية الرياضية؟
لا توجد لي مساهمات تذكر في الأندية الرياضية فجل مساهماتي والحمد لله تكون في المسابقات التي تقيمها بعض الجهات التعليمية والهيئات الخيرية وخدمة المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة.
@ كيف ترى انتشار الفضائيات؟ وكيف يمكن الاستفادة منها؟
أن انتشار الفضائيات يعتبر إفرازا طبيعيا لما وصل إليه العالم من متغيرات ثقافية وعلمية وتقدم علمي وهي نعمة إن أحسنت طرق ووسائل الاستفادة منها, ونقمة ووسيلة هدم لمن أساء استخدامها .
ويمكن الاستفادة منها في استثمار أوقات الفراغ لمتابعة البرامج والندوات الهادفة والاطلاع على الأخبار والمتغيرات الأمنية في شتى أنحاء العالم كوسيلة تثقيفية ومصدر للتعليم والثقافة .
@ كيف ترى المجاملة ؟ الواسطة ؟
المجاملة مطلوبة أحيانا كوسيلة للنصح والإصلاح بين الناس وترويض الخارجين عن طريق الحق كنوع من المرونة التي تساهم في العودة إلى الصواب وتحتاج إلى الفراسة وتعتبر وسيلة من وسائل التمويه "المناورة" والتوضيح. لكنها مرفوضة حين تساهم في إضاعة الحقوق أو تكون أسلوبا متبعا بصفة دائمة وتعتبر وسيلة ضعف وانهزام. أما الواسطة إذا كانت في أعمال الخير والتي تدل على البر وحل الخلافات والمشاكل فهي واسطة مستحبة.
@ ما أسباب عدم تطور أراضي الدخل المحدود ؟
أراضي الدخل المحدود هي منح تمنح من الدولة في الغالب لذوي الدخل المحدود ونظراً لكثرة المستفيدين منها وتوزيعها وتسليمها لأصحابها قبل توصيل الخدمات بها ولعدم توفر الاعتمادات اللازمة للتطوير وأيضا عدم المطالبة المستمرة من أصحابها لأن أصحابها الذين منحت لهم في الغالب قاموا ببيعها. لهذا فإنها ستبقى على حالها حتى يلتفت لها ولاة الأمر وتعتمد ا المبالغ اللازمة لتطويرها وتوصيل الخدمات إليها.
الضيف يتحدث ل المحرر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.