السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تنوعت الطروحات وتعددت التي تناقش ضعف التحصيل لدى طلابنا وكثرت المداخلات فهذا مهاجم وهذا مدافع وأضحت هذه القضية مكشوفة للجميع ويتحدث عنها الجميع ولكن النظرة الموضوعية الفاحصة تنقص البعض ويجهلها الكثيرون.إن المتأمل للواقع التعليمي وما قد يصيبه من ضمور يدرك تماما ان عزو ذلك الضمور إلى سبب وحيد نوع من العجز والسطحية.والذي يظهر في الميدان التعليمي ان هناك أسباباً عدة تساهم في إعاقة العملية التعليمية وتحجزها عن بلوغ أهدافها وغاياتها.ونحن إذا أدركنا ذلك كله وتلمسنا الأسباب وشخّصنا المشكلة ووزّعنا الأدوار استطعنا - بإذن الله - ان نتغلب على كثير من مشاكلنا التعليمية والتربوية.وتكمن الخطورة كل الخطورة إذا ركنّا إلى التدافع والتلاوم ومارسنا تعليق أخطائنا على غيرنا وتعامينا عن مشاكلنا ونسبنا القصور إلى غيرنا.ولعلي أوضح نوعاً من التدافع الخادع الذي يقع فيه بعض المعلمين ويؤدي عادة إلى الفتور والتقاعس ويظهر ذاك في التلاوم المستمر الذي يحدث من بعض المعلمين وذلك حينما ينسبون ضعف طلابهم إلى المرحلة السابقة لمرحلتهم الحالية أو إلى المعلمين الذين درسوهم قبلهم فترى معلمي الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية يلومون اخوانهم معلمي الصفوف الدنيا، ومعلمي المرحلة المتوسطة يلومون معلمي المرحلة الابتدائية ومعلمي المرحلة الثانوية يلومون معلمي المرحلة المتوسطة وأساتذة الجامعة يلومون معلمي التعليم العام ومعلمي المواد يتلاومون فيما بينهم.وتظل المشكلة هي المشكلة، ولايزال الطلاب ضعيفين تعليمياً ومتخلفين دراسياً ولاندري من نلوم ولا من هو الملوم.وقد يظهر التلاوم في جنبات المدارس فيما يخص التنفيذيين وقد يتعدى ذلك إلى المشرعين والمنظمين.وقد تتسع دائرة التلاوم حينما يتلاوم التربويون فيما بينهم أو يلومون غيرهم كالعادات الاجتماعية أو المشاكل البيئية. وأخطر أنواع التلاوم حينما يحدث بين المجتمع والتربية أو بين التربية ووسائل الإعلام ويبقى الجرح راعفاً وتبقى الهموم التربوية مجالاً للتدافع والتلاوم.إن هذا التلاوم المقيت وهذا التدافع الأعمى يجعل ان العملية التربوية عربة يجرها حصانان واحد يجري شرقا والآخر يعدو غرباً.والذي يظهر ان إحلال التحاسب مكان التلاوم والاعتراف مكان التدافع هو الأجدى والأجدر لمسيرتنا التربوية فكل منا على ثغر والجميع مسؤولون.ولعل صراحة الأمريكان في «أمة معرضة للخطر» (حمى سبوتنك) جعلتهم يتعدون الروس في سنوات معدودة. ويشاركهم اليابانيون في صراحتهم حينما فتشوا عن أخطائهم ثم اعترفوا فعدّلوا وتفوّقوا. ومهما يكن فنحن أجدر وأشجع من أولئك لأن سياستنا التعليمية واضحة ومتينة ويبقى تحديد المهام وتوضيح المسؤوليات ونبذ التلاوم والتدافع فنحن كالجسد الواحد. محمد بن شديد البشري/مشرف لغة عربية - شرق الرياض