هاجس تبليغ الرسالة وتعليم فرائض الإسلام وفق المنهج الصحيح يلوح دوما بين أعين الدعاة والمصلحين.. وفي هذه البلاد مهبط الوحي وقبلة المسلمين انبثقت فكرة «توعية الجاليات الوافدة من غير المسلمين» اقتداء بقول الله تعالى: {وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى اللّهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ }.ولن نبتعد كثيرا فهاهم ابناء الاسلام في مكتب توعية الجاليات بمحافظة الاحساء يرفعون رؤوسهم شامخة محققين شريعة الاسلام بإخراج الضالين من الظلمات الى النور. حيث آمن على يد هؤلاء الدعاة الكثير ممن كانوا في الكفر، فبلغ عدد من اعتنق الاسلام بهذا المكتب منذ افتتاحه عام 1410ه وحتى يومنا هذا «2014» شخص منهم «58» في شهر رمضان لهذا العام من الجنسيات التالية «الفلبين، الهند، سيرلانكا، النيبال»، وغيرها، وسيقوم المكتب برحلة لحج هذا العام يشارك فيه «25» مهتديا وداعية وبعض الطاقم الاداري بالمكتب.. وسيتم توزيع هدايا خاصة بالتوعية واشرطة، وكتب، ومطويات مترجمة لست لغات مختلفة. ذكر ذلك للجزيرة الداعيان ناصر مدني وزميله مطيع الحق اللذان شاركا في ترجمة قصة اسلام من التقت الجزيره بهم. قال: منذ دراستي الابتدائية وحتى دراستي الجامعية غرست في نفوسنا بأنه لا اتجاه ولا خلاص الا بالإيمان بأن عيسى عليه السلام صلب وكنت مخلصا للديانة الكاثوليكية التي تؤمن بأن الله تجسد على شكل رجل وهو المسيح «عيسى عليه السلام» وانه صلب او مات ودفن، وفي اليوم الثالث قام من قبره وسوف يرجع مرة اخرى ليعيش بين الناس. كان هدفي من المجيء الى المملكة هو طلب الرزق ولم يكن لدي ادنى معرفة بالاسلام، وبالرغم من الذين كانوا يعملون معي من المسلمين.. كنت اسمع عن الاسلام والمسلمين، ولكن ذلك يمر مثل الريح العابرة، ولم يكن لدي ادنى اهتمام بهذا الدين.. لقد كان اهتمامي منصبا على الرزق والعمل. ومرت الايام وانا احس بالملل لأن الحياة في السعودية تختلف تماما عن الحياة في الفلبين.. وبعد مضي سنتين من العمل كان يراودني هاجس هل استمر في العمل هنا ام لا؟ اخذت اجازة بعدما وقعت عقدا جديدا ومرت الأزمة والقلق الذي كان ينتابني.. وبعد ان رجعت الى السعودية رجعت نفسي لحالتها من الملل والتعب والقلق وحاولت بكل الوسائل ان ازيح هذا الملل، ولكن محاولاتي كانت مؤقتة. في السنة الرابعة كانت البداية الحاسمة في اسلامي فقد اكتشفت الاسلام وسألت نفسي لماذا المسلمون يصلون خمس مرات؟ وقابلت شابا مصريا وقال لي بلغة انجليزية مكسرة ركيكة: لن يكون لك الخلاص الا اذا كنت مسلما.. لقد دهشت مما قاله هذا الشاب وقلت له: ان هذا الحكم راجع الى الله وحده وليس لشخص، فقال هذا صحيح ولكن الله قال هذه الحقيقة في القرآن الكريم. لقد كانت هذه الكلمات هي اللحظة الحاسمة في حياتي للتعرف على الاسلام وخصوصا القرآن الكريم.. وفي الحال أخذت ترجمة معاني القرآن الكريم وقرأت {وّمّن يّبًتّغٌ غّيًرّ الإسًلامٌ دٌينْا فّلّن يٍقًبّلّ مٌنًهٍ وّهٍوّ فٌي الآخٌرّةٌ مٌنّ الخّاسٌرٌينّ} آل عمران آية 85. لقد ضعفت وأحسست بالخوف من هذه الآية، وكل ليلة كنت أقرأ القرآن الكريم واندهش .. انها تعليمات وإرشادات وليست قصصا تحكى مثل الكتب الاخرى.. لقد كنت أشعر ان حجم رأسي يكبر وشعر رأسي يقف، عندما اقرأ القرآن الكريم، وفي يوم من الايام زارنا في المجمع السكني بعض دعاة مكتب الجاليات ولكن من سوء الحظ لم اكن موجودا في هذا اللقاء الذي اسلم فيه اثنان منا، وداومت على قراءة القرآن الكريم كل ليلة وكنت ابكي خوفا من الله. وعندما ذهبت الى الفلبين في اجازتي نسيت كل شيء برغم استمراري في قراءة القرآن الكريم لانه لم تكن هناك رغبة من المحيطين بي بأن أكون مسلما.. وانني في الحقيقة لم ارد ان اكون مسلما بسبب ما نسمعه عن المسلمين من اكاذيب تدعي بأنهم لصوص ومجرمون، وقرأت ايضا في بعض كتبنا ان المسلمين اعداء المسيح لا يخافون الله وكنت قبل ان اسلم غارقا في شرب الخمر، ولم افكر في مستقبل حياتي اذا مت لأننا سوف نحصل على الخلاص بايماننا بأن المخلّص عيسى عليه السلام، وبرغم كل هذه المتعة الا انني لم اكن سعيدا ابدا.وعندما رجعت الى السعودية تذكرت القرآن الكريم وندمت على كل ما فعلت في اجازتي.. لقد بدأت بالتعرف على الاسلام اكثر عن طريق الرجلين اللذين اسلما في المجمع السكني وذهبت الى مكتب توعية الجاليات بالاحساء للاستفسار عن الاسلام. واستقبلوني بكل ترحيب ومحبة وحضرت عدة دروس ومحاضرات عن الاسلام، وبعد اربعة اشهر من الزيارة المتواصلة تبدد الظلام وحل محله الايمان الراسخ بالله الواحد الاحد، وعلى الفور اعلنت اسلامي ولكن برغم هذا احتفظت بسرية اسلامي لكيلا تحدث مشاكل مع اصدقائي. وكنت امارس الصلاة في المسجد البعيد عن سكني ومحل اقامتي ولكن الاخوان في مكتب الجاليات ثبتوني في مواجهة هذا الخوف، وعندما رسخ واستقر ايماني واسلامي اعلنت اسلامي في مسجد كفيلي الشيخ ناصر بن حمد بن زرعة وأحمد الله الذي هداني.. وعندما علمت اسرتي باسلامي قاطعتني ولكن كل ذلك لم يشكل لي ادنى مشكلة وبفضل الله ثم بفضل هذا المكتب والداعية الشيخ ناصر بن زرعة اصبحنا في المجمع السكني اربعة مسلمين معي أخي يحيى واخي عبد المجيد والاخ رامي. محمد أنور: قال كان اسمي قبل الاسلام «جاندران سيفارامان» كانت ديانتي الهندوسية حيث يعتقد الهندوس بتعدد الآلهة واهم الآلهة عندهم «برهمان وفيشنو وسيفان» اما برهمان فهو الخالق. وفيشنو هو الذي يحيي، وسيفان هو الذي يميت، وهناك من يعبد الاصنام والاشجار والحيوان والشمس ومثل ذلك.. كما توجد طبقات مختلفة مثل «برهمان وشاتريان وإيشان وشودران وهم يعتقدون ان برهان خلقوا من وجه الاله فهم الامراء، وشاتريان خلقوا من يد الاله فهم الجنود وواييشان خلقوا من فخذ الاله فهم التجار، وشودران خلقوا من قدم الإله وهم يخدمون الجميع. قدمت للمملكة سائق نقل تحت كفالة الشيخ محمد بن صالح الراشدي وكنت أتنقل بشاحنتي داخل وخارج المملكة وقد حاول كفيلي عدة مرات ان أعتنق الاسلام ولكني انكرت ذلك لأنني متشدد ومتمسك بديني الهندوسي، وفي اثناء قيادتي لشاحنتي خارج المملكة الى حدود عمان نزلت في الصحراء للراحة كالعادة وكنت وقتها وحيدا فرأيت ميتا وكنت أعرفه سائقاً مثلي كان سبب موته العطش الشديد لحظتها اثر في قلبي منظره فاسترسلت افكر في الموت والحياة وعن الغاية والهدف من الحياة.. ولم انس ذاك المنظر، وشاهدت عدة حوادث فوردت في قلبي تساؤلات من يكون هذا الذي يحيي ويميت وبيده كل شيء وهو على كل شيء قدير.. ومن هذا وذلك اخذت افكر من يكون له المصير؟