شهدت مكةالمكرمة اعتناق 23 فلبينيا وصينيا الإسلام دفعة واحدة، وهم من العاملين في المشروعات التطويرية في العاصمة المقدسة. وتأتي الخطوة بعد الجهود الخيرية والدعوية التي بذلها دعاة إلى الإسلام من أبناء جلدتهم يعملون في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجالية في حي التنعيم في مكةالمكرمة خارج نطاق الحرم. أحد المسلمين الجدد الذي أسمى نفسه جابر عبدالله، أوضح أنه سمع في المنام قبل مجيئه المملكة شخصا ما يقول له «أنت مسلم، أنت مسلم»، وما زالت تلك الأحلام تراوده بعد وصوله المملكة، وعندما سمع الآذان شعر وكأنه سمعه من قبل، مع أنه كما يؤكد لم يسمع أي أذان للصلاة في حياته، يقول جابر معقبا: «بدأت نسائم الإيمان تدخل قلبي شيئا فشيئا، حتى أطمأن قلبي للدين الإسلامي وأنه حق، فلما عرض علي أسرعت واعتنقته، والحمد لله وجدت فيه ضالتي». أما المسلم الجديد «عبدالرحيم»، فيقول: «كنت أسمع في الفلبين عن المسيح وأنه ابن الله، ولكني لم اقتنع بذلك، وكنت أعتقد أنه نبي مرسل فحسب إلى أن هداني الله إلى الإسلام الذي عرفت عدله وسماحته ووسطيته، وارتاحت نفسي له عندما بدأت أقرأ القرآن الكريم الذي قدم لي الحل لكل إشكالاتي التي كانت تؤرقني». ويقول المسلم الجديد «جميل»: «تمت دعوتي عن طريق أحد الدعاة، وأبيت أن أعلن إسلامي حتى أعرف الإسلام عن قرب جملة وتفصيلا، ولما جلست لتعلمه اقتنعت بما جاء فيه من محاسن وعدالة ووسطية وسماحة وسلام، فأعلنت بعدها اعتناقي لهذا الدين العظيم». «خالد».. مسلم جديد من الفلبين يوضح أن له صديقا من أبناء جلدته ممن سبقوه في الإسلام، ويسكنان في غرفة واحدة، ورآه يوميا يقوم للصلاة عندما يؤذن بالخروج إلى المسجد، كما كان يصلى بعض السنن في الغرفة. يضيف خالد بقوله: «سألت ذلك الصديق: ما الصلاة؟!، فأجابني: من يصلي يدخله الله الجنة وينجيه من النار، من يصلي يجد راحة وطمأنينة في الدنيا وفي الآخرة، ثم سألته: ماذا علي أن أفعل إذا أردت أن أصلي؟، فيجيبني: عليك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فأعلنت إسلامي ونطقت بالشهادتين، والحمد الله». هؤلاء الأربعة من المسلمين الجدد وغيرهم من بقية ال 23 مسلما جديدا ممن اعتنقوا الإسلام، مؤخرا، أجمعوا على أن أبرز ما جذبهم للدين الإسلامي هو حسن التعامل والأخلاق الحسنة التي وجدوها في كثير من المسلمين، ثم الدعوة لهم بالرفق واللين والقول الحسن، واحتكاكهم مع بعض المسلمين الذين عرفوا الآخرين بمحاسن الدين من خلال تعاملاتهم الحسنة. أما رد فعل الأهل في أوطانهم بعد إسلامهم، فقالوا أن الغالبية منا لم يعرف أهلهم بإسلامهم. ولكن من أسلم سابقا البعض قد واجه شيئا من المشاكل وشيئا من الاضطهاد، ولكن الباقين على العكس من ذلك، بل هناك الكثيرون منا كان سببا في هداية أهله ووالديه وجماعته وأقاربه، وهناك إقبال كبير على الإسلام، وبخاصة من الجالية الفلبينية، فهي أكثر الجاليات دخولا في الإسلام، والحمد لله. وعن أبرز ما يحتاجونه بعد إسلامهم قالوا «نحتاج إلى الدروس الشرعية والعلمية، ودروس التوحيد وأركان الإسلام والإيمان ودروس فقه العبادات، وعمل برامج خاصة كالعمرة وزيارة المدينة». من جهته، أكد رئيس المكتب هاني الشريف أن المسلمين الجدد اعتنقوا الإسلام رغبة منهم وطواعية، بعدما تعرفوا على محاسن الدين الإسلام من دعاة المكتب، مشيرا إلى أنهم حضروا إلى مقر المكتب لإكمال أوراقهم الرسمية وحضور الدرس الأسبوعي الذي يقام في المكتب للمهتدين الجدد.