لا ينكر مسلم أن الإنسان محاسب على كل كلمة ينطقها ولا ينكر عاقل أن الشعر لغة يحسن الكثير من الناس فهمها ولكن لا يحسن التحدث بها وصياغة عباراتها إلا القليل من الناس وهم ما يسمون بالشعراء فئة وهبها الله موهبة اختصهم بها عن غيرهم استحوذوا من خلالها على تقدير العامة واعجابهم. ولكن من العجيب أن البعض يظن جهلا انه يحق للشاعر مالا يحق لغيره ناسيا بذلك أن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح وهو لا يعدو كونه كلام بشر والبشر محاسب على كل كلمة، بل قد يكون الشعر أكثر اثما إن كان به ما يعيبه شرعا لكونه أكثر انتشاراً من باقي الكلام لذلك فليحرص كل شاعر على سلامة لفظه من الزلل والفحش والغيبة. شعراءنا الكرام نحمد الله أنه في الفترة الأخيرة لوحظ ندرة قصائد الهجاء ونأمل أن ينتهي هذا الغرض من أغراض الشعر في الفترة القادمة لما يصاحبه من بهتان وكذب وزور وغيبة وتعرض لأعراض المسلمين وهذا كله معارض لتعاليم شرعنا الحنيف بل تعدٍ على حرمات الله واضرار بخلقه واستهانة بما توعد الله به فاعله من غذاب والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الداخلة على تعظيم ذلك الذنب كثيرة. ومما يتعرض له الشعراء في شعرهم وبه ما به من الحرمة ما يسمى بالغزل الفاضح أو الجراءة في الغزل ومع انه منافٍ لعقيدتنا ومنافٍ لعادات مجتمعنا وأدبنا العام الا انا في هذه الفترة لاحظنا انسياق الكثير من الشعراء له تأثرا بفئة من الشعراء الذين تنصلوا عن دينهم وأخلاقياتهم وانجرفوا وراء شهواتهم أو لإرضاء المتذوق متناسين حرمة الكلمة وتعاليم الشريعة ومتجاهلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم). شعراءنا الكرام ومما لاحظت من خلال متابعتي للصفحات والمجلات الشعبية ندرة شعر الدعوة، الا نعلم ان الكلمة الطيبة صدقة، إذا بما أنا نعلم ذلك فلنجعل من شعرنا زادا لآخرتنا فمجتمعنا يتأثر تأثرا كبيرا بشعرنا الشعبي فلنجعله طريقاً من طرق الدعوة الى صلاح الأمة. وسبحان الهادي إلى كل خير نسأله المثوبة على ما أصبنا به ونستغفره من الزلل، اللهم ارزقنا الصواب في القول والاخلاص في النية والصلاح في العمل.