يحق للمواطن السعودي أن يفخر بقواتنا الأمنية التي استعرضها ولي العهد الأمير محمد بن نايف مؤخراً في مكةالمكرمة، والتي كانت على أتم الاستعداد لبذل الغالي والنفيس دفاعاً عن الوطن وتسهيلاً على الحجاج لتأدية هذه الشعيرة العظيمة بكل يُسر وسهولة. هذه القوة أكدت أن هذا البلد آمن بعناية الله، ثم عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. جنودنا البواسل يحرسون الثغور والحدود، وقواتنا الأمنية تحمي الوطن، وتحمي أمن الحجيج، وتبذل الجهود كل عام لتسهيل حركة الحجاج، والحشود الكبيرة القادمة من كل أنحاء المعمورة، والناطقة بلغات عدة، لتمكينهم من القيام بواجبهم الديني بأمن وأمان، فقد أثبتت السعودية للعالم أجمع أنها في خدمة ضيوف الرحمن في كل وقت وفي كل زمان. التنظيم مسألة أساسية في مكةالمكرمة، خاصة أنه عندما سقطت الرافعة هبّ المواطنون والمقيمون بالتعاون مع الجهات الأمنية، فمنهم من ساعد المصابين، ومنهم من نقل الجثث، ومنهم من أعان على تنظيم الحجيج وقت سقوط الرافعة.. وهذا دليل على أن حكومة المملكة وشعبها في خدمة ضيوف الرحمن على مدار الساعة. ولا أحد ينكر جهود المملكة في الحفاظ على راحة وأمن الحجاج وزوار مكة والمدينة. فالدولة - أعزها الله - تقدم خدماتها للحجاج والمعتمرين والزوار دون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج والعمرة؛ فهي تنفق الملايين سنوياً لتطوير الخدمات، وبناء المشاريع لحجاج بيت الله الحرام والمسجد النبوي دون مقابل. ولو نظرنا فقط للجوانب المالية التي تنفقها المملكة لاكتشفنا أنها الدولة الوحيدة التي تنفق دون منّة على أحد، كما أنها تضع كل إمكاناتها في خدمة الحجاج والمعتمرين. فعندما سقطت الرافعة في الحرم المكي بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - رعاه الله - جهوداً كبيرة في التخفيف عن شهداء وجرحى ومصابي الرافعة، وقدمت لهم العناية الصحية اللازمة، والتعويضات المالية القيمة؛ إذ أمر الملك سلمان - حفظه الله - بدفع تعويضات مالية لذوي المتوفين والمصابين في حادث سقوط الرافعة، وإلحاقهم بضيوف خادم الحرمين الشريفين لأداء الحج، والتحقيق مع الجهات المسؤولة عن حادث سقوط الرافعة. كما أن استضافة المملكة لأكثر من مليون وأربعمائة حاج من الخارج، إضافة إلى حجاج الداخل، خلال فترة قصيرة جداً، وفي منطقة واحدة، بأمنهم وتحركهم اليومي، بالرغم من لغاتهم وعاداتهم ومذاهبهم المتعددة، في مناسبة إسلامية لها مكانتها الروحية عند أي مسلم، تحتاج إلى فن في الإدارة، والإشراف والمتابعة؛ فهذا الكم من البشر تعجز عن إدارته دول عظمى، لكن من حمد الله وفضله علينا أنّ تجربة المملكة في إدارة هذه الحشود تعتبر ناجحة بكل المقاييس. وعلينا أن نُشعر العالم أن السعودية والسعوديين (غير)، وأن رعايتهم للحرمين ومسؤوليتهم وأخلاقهم تمنعهم من أن تصبح الأمور فوضى واستغلالاً. والمطلوب من المواطنين والمقيمين التعاون مع الجهات الأمنية لإنجاح موسم حج هذا العام مثل كل عام؛ لأن الحج رسالة سلام للعالم أجمع، فيه معانٍ سامية، ووحدة إسلامية، وتنظيمه مسألة أساسية، لا تفيد فيها الحلول العاجلة حتى تكون المملكة أقرب إلى الفضيلة، والأخلاق الإسلامية الحميدة. وختاماً، نشيد بالقدرة الإشرافية العظيمة لسمو ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - على الجهود الجبارة، وما يبذله من تنظيم في السيطرة على إدارة الحشود الهائلة أثناء موسم الحج، وفك الاختناقات، وتنظيم خطة حج هذا العام وكل عام بكفاءة عالية، التي حظيت بتقدير واهتمام الجميع على المستوى المحلي والدولي؛ لما تميزت به من الدقة والإشراف والمتابعة، والتنسيق بين الجهات والمؤسسات المعنية كافة. وكل عام وأنتم بألف خير.