عقدت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ورشة عمل للتخطيط الوقائي لموسم الامتحانات أمس الأربعاء بمقر الأمانة بالرياض، تحت رعاية مدير عام مكافحة المخدرات عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، وبحضور نائب مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عبدالله الجميل، وبحضور سعادة أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف. وشارك في الورشة عدد من المتخصصين والمستشارين في مجال مكافحة المخدرات، وقد افتح الورشة نائب مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عبدالله الجميل نيابة عن مدير عام مكافحة المخدرات، قائلاً: إن للعمل الوقائي أهميته في تحصين الطلب ضد المخدرات، مؤكداً أنه يوازي الأعمال التي يقوم بها ضباط الميدان من محاربة العرض، مشيراً إلى أن الأمانة العامة بالتعاون مع المديرية بدأت في تنفيذ برامج المراكز التوعوية بالحصول على أراضي لها في مختلف مناطق المملكة. وأكد الزملاء المشاركون الحرص والاهتمام للحضور والمشاركة في مثل هذه الورش التي يتم من خلالها تبادل الخبرات والاطلاع على كل جديد في مواجهة هذه القضية. من جانبه أوضح مستشار اللجنة الدكتور نزار الصالح كيفية استغلال التعاطي والترويج في فترة الامتحانات، وأن الاستغلال في إيهام الشباب بأن بعض أنواع المخدرات فيها قوة على المذاكرة وقدرة على السهر والتحمل مثل حبوب الكبتاجون ويتم تسويقها بمسميات مختلفة ومشوقة بعيدة كل البعد عن المخدرات. وقال إن الأشخاص الأضعف شخصية والأشخاص الأكثر اتكالية والأشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية والأشخاص المهملين الذين يعانون من نقص تربوي شامل سواء من الأسرة أو المدرسة أن هؤلاء هم الأكثر عرضة لرفاق السوء، وبين أن المخدرات تعطي قوة وهمية وتسبب في تدني مستوى نتائج الاختبارات. ونوه «الصالح» إلى أن تقصير الرجال المعنيين في مجال مكافحة المخدرات ينعكس سلبياً على شباب المجتمع، وأن التقصير إذا حصل فهو نتيجة التزايد في التعاطي والترويج والتهريب، وأنه يجب أن نختزل الأفكار في سبل الوقاية على جهتين، جهة المدرسة وجهة المنزل، لأن جهود رجال المكافحة وحدها غير كافية، إذ لابد من إشراك الأسرة والبيئة المدرسية والجامعية. كما أوضح طريقة المروج في إقناع الشباب بالتعاطي، وقال إن طريقته تأتي على شكل خدمات بسيطة يستهدف من خلالها الشباب في الشوارع والأسواق، كأن يعرض على الشاب توصيله بالسيار أو ألعب معه أو زيارة للاستراحة، وأكد أن العصبية على الأبناء في وقت الامتحانات تعد سبباً من أسباب تعاطيهم المخدرات وتقديهم للمروجين. وذكر أن فترة الاختبارات هي مصدر القلق الكبير على الطلاب لأن نسبة التسرب خلالها أكبر من فترة الدراسة على مدار العام، لذلك يجب تقليل نسبة تسرب الطلاب إلى الشوارع. بعدها تحدث مدير إدارة الدراسات والمعلومات الدكتور سعيد السريحة عن الدراسات وظاهرة المخدرات محلياً وكيفية المواجهة، كما شارك مستشار اللجنة الدكتور نزار الصالح في الورشة وتحدث عن تأكيد الدور التنسيقي للأمانة العامة والمديرية العامة لمكافحة المخدرات والجوانب الوقائية كما قدم نبذة تعريفية عن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس». وقال إن ظاهرة المخدرات هي أخطر ظاهرة في المجتمع وتتجاوز خطورتها خطورة الإرهاب وحتى الحروب، وأن الشخص الذي يتعاطي داخل الأسرة يدمر بقية الأسر من الأب والأم وحتى الإخوان والأخوات والأبناء، ويتعطل إنتاج الأسرة فالأم لا تستطيع أن تهتم بالمنزل والأبناء لا يستطيعون المذاكرة، فالمخدرات ضررها لازم ومتعد. وأشار إلى أن 40% من الطلاب معرضين للوقوع في المخدرات لعدم معرفتهم بها وبأضرارها وأنواعها. من جانبه أوضح مستشار اللجنة الدكتور سعيد الغامدي كيفية استهداف الطلاب والطالبات لتحصينهم ضد المخدرات قبل وبعد الامتحانات وتحدث عن مدى تأثير التوعية بأخطار المخدرات بين صفوف الطلاب. مشدداً على أن وسائل الإعلام لها أدوار مهمة وخطيرة في الوقت نفسها، فظهور قادة الرأي على وسائل الإعلام يمثل توجيهاً لمتابيعيهم، وليس كل قادة الرأي كتاب أو مسؤولين، فمن قادة الرأي الممثلين والمغنيين وحتى الراقصات يصنفن على أنهن قادة رأي بحسب الحجم الكبير للمتابعين لهن. وطالب وسائل الإعلام بتقديم معلومات أكثر عن المخدرات حتى تصل للناس من خلال التقارير والتحقيقات والأخبار والاحصائيات، وذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستجرام وسناب شات أصبحت مكمناً لكل مفسدة، واختتمت الورشة أعمالها بمعلومات عامة قدمها للأستاذ سمير الخطيب مدير إدارة التخطيط والتطوير والذي إدار محاورها وتحدث بمعلومات عن عصابات التهريب وأساليبهم تهريبهم وانتهازهم للفرص كما تحدث عن الدول المهربة للمخدرات. يذكر أن هذه الورشة جاءت تزامناً مع قرب الامتحانات في المدارس والجامعات، لحماية الشباب من الطلاب والطالبات من الوقوع في براثن المخدرات وعدم التغرير بهم من قبل المروجين، وتعد هذه الفترة هي فترة انتعاش للمروجين حيث يستهدفون الطلاب والطالبات وإغرائهم بحبوب ومواد مخدرة على شكل حلوى أو أدوية بحجة أنها تساعد على الفهم وتقوية الذاكرة، وهنا تقف الأمانة العامة بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وجه هؤلاء الفاسدين المغررين بشباب الوطن لحمايتهم من الوقوع في آفة المخدرات.