رغم طفرة الحياة وكثرة الأخبار والصور والتقارير وكسائر البشر الذين هم في سنه (الغالبية وليس كلهم) كبارا أو صغارا تعود عندما ينوي التوجه إلى غرفة نومه للراحة أو للمبيت أن يصطحب معه الراديو ليسلي نفسه حتى تأخذه غيمة نوم أو سحب نعاس، فيظل يلف أمبير الراديو متنقلا بين مختلف الإذاعات.. فكان حريصا منذ أن أدمن هذه الطريقة في الاستماع إلى الراديو على أن يخفي الجهاز تحت الوسادة والسماعة بأذنه فقد كانت جدته لأبيه -يرحمها الله- تأتي خلسة عندما تشعر أنه نام (اعتقادها) وهو في الواقع ما زال مستيقظا.. فعندما يشعر بخطواتها قادمة يثبت الوسادة على الراديو لكن جدته بخبرتها ومعرفتها تستخدم حسها حيث تتبع مكان الراديو من خلال الصوت وعندما تعثر عليه وتهم بجذبة من تحت الوسادة يرفع الغطاء ويسألها ماذا تريدين يا جدتي الحبيبة؟! فتتظاهر العجوز بأنها جاءت لتغطيته، ويستمر الحال كما هو بشكل يومي طيش الشباب وقلة التجارب وضعف الإمكانات آنذاك كانت سبب إدمان الشاب على اصطحاب الراديو معه بشكل مستمر وعصيانه لمطالبة جدته بالبعد عن هذه العادة السيئة واستبدالها بذكر الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقراءة القرآن والأذكار حتى يأتي النوم واليوم.. فكلما تذكر تصرفاته تلك ونصائح جدته ندم على أنه لم يستمع لكلامها لكنه يعلم أن رحمة الله واسعة ويقبل توبة عبده؛ إذا كانت صادقة حيث بطل تلك العادة السيئة وأصبح عندما يريد أن يخلد للنوم يغلق أية جهاز حوله ويبتعد عن وصلات الغناء، وأي أمور مكروهة وأن يتغمد الله جدته بواسع رحمته وجميع موتى المسلمين.. فقد كانت بلا شك تريد له الخير.