النوم أثناء الحمل قد يمثل مشكلة لا تتوقعها كثير من السيدات. رغم أن المرأة قد تشعر خلال الثلاثة شهور الأولى أنها تنام لاثنين (بعض السيدات تعانين من نعاس شديد خلال الثلاثة شهور الأولى نتيجة التغير الذي يحدث في الهرمونات)، إلا أنه خلال المراحل المتقدمة من الحمل قد لا تستطيعين النوم جيداً أثناء الليل. لا أستطيع فتح جفوني بالنسبة لكثير من السيدات، أول علامة من علامات الحمل التي تلاحظنها هي الشعور بالإجهاد. وهذا يحدث نتيجة زيادة مستوى هرمون البروجسترون في الدم. قد يضايقك شعورك الدائم بالنعاس، لكن لا تشعري بالضيق، فأغلب السيدات الحوامل معك في نفس المركب. تقول د. نيفين الحفناوي أستاذة أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة: «أتذكر مريضة قالت لي أنها تعرف أنها حامل عندما لا تستطيع البقاء مستيقظة!» للمساعدة على التخفيف من الشعور بالإجهاد، حاولي النوم لبعض الوقت أثناء اليوم. أغلب السيدات الحوامل، خاصة خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل، تنمن على الأقل مرة أثناء اليوم. لكن اطمئني ستشعرين بنشاط أكثر خلال الثلاثة شهور الثانية. رغم أن النوم لبعض الوقت أثناء اليوم قد يعطيك بعض الطاقة لاستكمال اليوم، إلا أن النوم أكثر من اللازم أثناء اليوم قد لا يجعلك تنامين جيداً في الليل. إذا شعرت أنك ترغبين في مقاومة النوم، تجنبي الجلوس في غرفة نومك إلا عندما تريدين النوم فعلاً، قومي ببعض التمارين - التي نصحك بها طبيبك - عندما تشعرين أنك منهكة، وعندما لا تكون لديك القدرة على فعل أي شيء، يمكنك القيام ببعض الأنشطة التي تستمتعين بها مثل قراءة كتاب أو مشاهدة برنامجك المفضل. النوم الكثير قد يسبب شعورا بالإجهاد مثل النوم القليل وقد يؤدي هذا إلى شعور بعدم توازن لا تستطيعين مقاومته. مشكلة الكافيين بالنسبة للسيدات المعتادات على شرب القهوة والشاي، لا تعتبر الهرمونات هي السبب الوحيد لكثرة النوم بالنسبة لهن في المراحل المبكرة من الحمل. إذا كنت تشربين الكثير من القهوة والشاي، لا تعودي من أول زيارة لك عند الطبيب بعد إخبارك بأنك حامل وتقلعي عن شرب القهوة والشاي مرة واحدة. إقلاعك تماماً بشكل مفاجئ عن الشاي والقهوة يمكن أن يسبب صداعاً شديداً ونعاسا شديدا. يمكنك الإقلاع بالتدريج إما بتقليل الكمية التي تتناولينها كل يوم بمعدل كوب إلى أن تستطيعي الإقلاع تماماً أو بتقليل كمية الكافيين في كل كوب إما باستخدام قهوة أقل أو باستبدال كمية من القهوة العادية بكمية من القهوة الخالية من الكافيين. أهم شيء هو أنك إذا استمررت في تناول كوب كل يوم، احرصي على أن يكون ذلك في الصباح وليس بعد الظهيرة أو في المساء لأن ذلك قد يؤثر سلبياً على نومك ليلاً. لا أستطيع الاستمتاع بنوم متصل من شكاوى الحمل الشائعة الأخرى هي عدم الاستمتاع بنوم متصل. بالنسبة لكثير من الحوامل، تكون المثانة هي السبب، فأغلب الحوامل تصدمن من عدد المرات اللاتي تحتجن فيها للاستيقاظ للذهاب إلى الحمام وتبدأ هذه الظاهرة من بداية الحمل. ويرجع هذا إلى أنه خلال الحمل يحتوي جسمك على 03% إلى 05% دم أكثر ويحتاج هذا الدم إلى التنقية عن طريق الكلى، وهذا يعني تبول كميات أكبر من البول. أيضاً تضخم حجم الرحم مع الوقت يحدث ضغطاً على المثانة. لتقليل المشكلة، يمكنك تقليل كمية السوائل التي تتناولينها قبل النوم بساعتين أو ثلاث، لكن احرصي على شرب كميات كبيرة من السوائل خاصة الماء أثناء اليوم. الشخير أيضاً من المشاكل الشائعة أثناء الحمل مما يسبب مشاكل في النوم. التورم (الإديما) التي قد تعانين منه في رسغي قدميك وفي قدميك ويديك يمكن أن يؤثر على الممرات الأنفية. عندما يحدث هذا، يكون احتمال شخيرك أكبر مما قد يؤرق نومك (ونوم زوجك أيضاً!). بعض السيدات تعانين أيضاً من حالة توقف النفس أثناء النوم لثوان. هذه الحالة يمكن أن تمثل خطورة عليك وعلى طفلك، فاستشيري طبيبك. الأطفال «يُرَيِّلون»، لكن تجد بعض الحوامل أنفسهن يفعلن نفس الشيء. اللعاب الزائد الذي يحدث لبعض الحوامل، يمكن أن يبلل الوسادة ويوقظهن ويسبب لهن شعوراً بالضيق. تقلصات الساقين أمر شائع أيضاً في الثلاثة شهور الثانية والثلاثة شهور الأخيرة من الحمل وهي مزعجة خاصة أثناء النوم. إذا استيقظت بسبب تقلص في ساقك، افردي ساقك وشدي قدمك إلى الأمام حتى يخف الألم. إذا لم يخف الألم، استشيري طبيبك لأن تجلط الدم من المشاكل التي قد تحدث أثناء الحمل. مثل أي وقت آخر في حياتك، قد يسبب الضغط النفسي أرقاً أثناء النوم. إن فكرة إنجاب طفل وتحمل مسؤوليته قد تسبب ضغطاً نفسياً لكثير من الحوامل. فالمولود المنتظر مهما كان حجم اشتياق الأم لرؤيته، فكثير من الأمهات تفكرن فيما سيصاحب هذا المولود من ضغوط مادية ومعنوية وإجهاد. هذا التوتر والقلق قد يؤدي إلى استيقاظك أثناء الليل. وضع النوم كلما كبر حجم الجنين، كلما كانت الراحة أثناء النوم مطلبا أصعب. كثير من السيدات تضطررن للتخلي عن أوضاع النوم المفضلة لهن - الأوضاع التي اعتادوا عليها طوال حياتهن. حتى الشهر الخامس، كل أوضاع النوم ليس بها مشكلة، لكن بعد ذلك يوصي الأطباء بالنوم على الجانب خاصة الجانب الأيسر. لأن الكبد يوجد في الناحية اليمنى، فإن النوم على الجانب الأيسر يبعد ضغط الرحم عن هذا العضو الهام. هذا الوضع أيضاً يسمح للكلى بالقيام بوظيفتها بشكل جيد مما يمنع أو يقلل من تورم القدمين واليدين، بالإضافة إلى أنه يساعد على زيادة تدفق الدم إلى المشيمة. مع كبر حجم البطن، يصبح النوم على البطن أصعب وأصعب رغم أن د. نيفين تقول: «أنت لن تضري طفلك بنومك على بطنك، لكن كل ما في الأمر أنه مع تقدم الحمل يصبح هذا الوضع مستحيلا». بالنسبة للسيدات المعتادات على النوم على ظهورهن، من المهم أن تتخلين عن هذا الوضع لأن الجنين الذي يكبر يسبب ضغطاً على ظهرك وعلى الوريد الأجوف السفلي الذي ينقل الدم من الجزء السفلي من الجسم إلى القلب. أيضاً النوم على الظهر يسبب ضغطاً على الأمعاء مما يبطئ عملية الهضم. النوم على الظهر كذلك يزيد من فرصة حدوث آلام في الظهر، ظهور البواسير، وحدوث تورم في القدمين ورسغي القدمين. تؤكد د. نيفين قائلة: «النوم على الظهر قد يعرضك لحدوث انخفاض في ضغط الدم مما يجعلك تشعرين بدوخة». لكن إذا استيقظت ووجدت نفسك نائمة على ظهرك أو على بطنك، لا تقلقي، فقط استديري ونامي على جانبك وأكملي نومك. لا تشعرين بالراحة؟ مع حجم بطنك، يكون النوم أحياناً غير مريح. التقلب في الفراش يكون مشكلة والنهوض من الفراش أيضاً يكون مشكلة. كثير من السيدات الحوامل تجدن أن استخدام مخدة إضافية أو أكثر يساعدهن على الشعور بالراحة وبالتالي الاستمتاع بنوم أفضل. بالنسبة لبعض السيدات وضع مخدة بين الركبتين يشعرهن براحة. يمكنك أيضاً استخدام مخدة طويلة حيث تريحين عليها رأسك وبطنك في نفس الوقت. بالنسبة للسيدات اللاتي تعانين من آلام في الظهر، فوضع مخدة خلف ظهورهن سيساعدهن على الشعور براحة أكبر. إذا كنت تعانين من حموضة، ارفعي الجزء العلوي من جسمك باستخدام مخدات إضافية. النهوض من الفراش لا تقفزي فجأة من الفراش. خلال الحمل، النهوض فجأة قد يسبب دوخة مما قد يجعلك تسقطين مرة أخرى على الفراش. بدلاً من ذلك، خذي وقتك في النهوض من الفراش، اجلسي أولاً لمدة دقيقة ثم قومي. نصيحة أخيرة! تؤكد د. نيفين قائلة: «السيدات الحوامل لا يجب أن تأخذن أي أدوية منومة». لكن لا يعني هذا أن تبقي طوال الليل تدورين حول نفسك. تنصح د. نيفين فتقول: «قومي ببعض التمشية في المساء، تناولي فنجانا من مشروب مهدئ مثل الكاموميل أو كوبا من اللبن الدافئ، وخذي حماماً دافئاً». إذا استيقظت في الليل ولم تستطيعي العودة إلى النوم، قد يساعدك القيام لعمل شيء بدلاً من الحملقة في السقف. أيضاً يمكنك اعتبار هذا تمرينا لك على الليالي التي ستسهرينها عندما يقبل مولودك المنتظر.