يرعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم مساء اليوم الأحد الحفل السنوي لجائزة محمد بن سليمان الذكير - رحمه الله - لتكريم الطلاب المتفوقين بعنيزة، وذلك على مسرح مركز الملك فهد الحضاري. وبهذه المناسبة تحدث الأستاذ سليمان بن محمد الذكير، إذ رحب براعي الحفل، وقال: من الأيام الجميلة عندما يتم تكريم أبنائنا الطلاب المتفوقين وسط احتفالية تناسب عطاءهم في الميدان التربوي واجتهادهم وحرصهم ومثابرتهم لتحقيق المراتب المتقدمة في طلب العلم، وتكون هذه الاحتفالية أكثر تميزاً وبهاء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، فهو يشاركنا دائماً بدعمه ومساندته وتحفيزه لأبنائه الطلاب. وعن تاريخ الجائزة قال الأستاذ سليمان الذكير: إن فكرة الجائزة انطلقت عام 1406 ه عندما زار والدي الشيخ محمد بن سليمان الذكير -رحمه الله- إدارة التربية والتعليم بمحافظة عنيزة، مبدياً رغبته في تمويل جائزة للطلبة المتفوقين في مدارس المحافظة، وخصص مبلغاً يقوم بدفعه سنوياً بداية كل عام دراسي، واستمر هذا الدعم متواصلاً بشكل سنوي، وذلك استشعاراً منه بدوره الوطني والتربوي ودعماً وتعزيزاً للتفوق والإبداع. وبعد انتقال والدي إلى رحمة الله تعالى في عام 1409 ه قرر أبناؤه دعم استمرار الجائزة، كما قررنا زيادة المبلغ المخصص لهذا المشروع الرائد الموجه لتكريم المتفوقين في التحصيل الدراسي. وتنظم وتشرف إدارة التربية والتعليم بمحافظة عنيزة ممثلة بقسم التوجيه والإرشاد على التكريم وإقامة الحفل الخاص به وطباعة المطبوعات وجميع البرامج الخاصة به بالتعاون مع أقسام إدارة التربية والتعليم المختلفة، ويقام الحفل سنوياً وبحضور أمير المنطقة. ومضى الأستاذ سليمان الذكير متحدثاً فقال: قد يتساءل البعض عن أهداف برنامج تكريم ورعاية المتفوقين، ومن وجهة نظري أن تكريمهم يسعى لتحقيق أهداف تربوية واجتماعية مهمة أبزرها: توفير الظروف المناسبة لهذه الفئة من الطلاب وتشجيعهم ورعايتهم للاستمرار في تفوقهم بتوجيه الاهتمام بهم وحث أولياء أمورهم على الاستمرار بمتابعتهم، وتحقيق الشعور بالرضا عن النفس في الدراسة لدى المتفوق مما ينعكس أثره على تحصيله الدراسي ومحيطه الاجتماعي داخل المدرسة. ومن الأهداف أيضاً تطبيق مبدأ الثواب التربوي بتكريم المتفوقين لتشجيعهم على مضاعفة جهودهم وحفز الآخرين من متوسطي وضعاف التحصيل الدراسي للاقتداء بهم، وبث روح المنافسة الإيجابية بين الطلاب، وكذلك إيقاظ وتشجيع روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب بإتاحة الفرص لهم لممارسة اهتماماتهم العلمية ومواهبهم المتعددة التي تتفق مع قدراتهم وميولهم داخل محيط المدرسة، كما يحقق ربط المدرسة بالمنزل وتقوية الروابط باشتراك أولياء الأمور في حفل التكريم، ومن الأهداف مساعدة بعض المتفوقين على التخلص من بعض الاتجاهات النفسية والاجتماعية المعوقة للنمو النفسي والتوافق الاجتماعي. وقد تحدث عدد من منسوبي الميدان التربوي عن حفل تكريم الطلاب المتفوقين هذا المساء، فقال الأستاذ إبراهيم الدويش مدير مدرسة الفاروق الابتدائية: إن مناسبة الاحتفاء بالطلاب المتفوقين من المناسبات التربوية التي نفتخر بها في عنيزة، وتجد دعماً كبيراً من أبناء الشيخ محمد الذكير -رحمه الله- منذ 29 عاماً، حيث بدأ والدهم بفكرة الجائزة ودعمها، وبعد وفاته -رحمه الله- نهج أبناؤه مسيرته واستمروا بدعم الجائزة سنوياً، وكان لهذا الدعم أثر كبير في تنافس الطلاب على التحصيل العلمي والجد والاجتهاد والمثابرة للحصول على الدرجات التي تمنحهم فرصة الدخول في الحفل ونيل التكريم، وذلك -ولله الحمد- أنتج جيلاً من الشباب يحب العلم ويحرص على التزود منه والوصول إلى مستويات متقدمة من التحصيل العلمي المميز، كما أن الجائزة تحظى بدعم من أمير القصيم الذي يرعى في كل عام الاحتفاء بالمتفوقين، وهذا -وبلا شك- دعم معنوي كبير، فالتشرف بالسلام عليه -حفظه الله- فرصة يتمناها كل شاب متفوق. أما الأستاذ محمد البسام فقد أكد بأن المتفوقين اليوم يدخلون مراحل وفصولاً جديدة من العلم والدراسة من أجل مستقبل مشرق يتألقون في عطائهم الذي لا حدود له من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل، فالوطن يحتاج إلى كل الطاقات والجهود لبنائه البناء القوي الراسخ والمتين والقادر على مواجهة الصعاب مهما عظمت. بناء يقوم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان في دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا تفرق بين أبنائها لا في البعثات الدراسية ولا في العمل في أي موقع من مواقع العمل معتمدة على الكفاءة والتحصيل التعليمي. فيما قال المعلم خالد القاضي: من المعلوم أن العلم من أشرف المقامات وأهله من ذوي المكرمات، ولا شك به ترقى الأمم وتكتسب الحضارات وقبل ذلك كله يرفع الجهل عن المجتمعات، وها هي شمس التفوق تشرق من جديد في حضوركم المشرق السعيد، وها هو المتفوق يسارع الخطا حاملاً بيديه مشعل العلم والنور ويضيء دربه بالأمل المشرق يهفو لعناق لحظات التفوق، فبارك الله خطاه وها أنت اليوم تحصد غراسك أيها المتفوق فهنيئاً لك هذا الغراس المبارك، بالأمس بذلت الجهد واليوم يتحقق الوعد فأنت تستحق وسام المجد، هنيئاً لك شرف العلم وبارك الله تلك الخطوات الثابتة، فالشكر والتقدير لما بذلته من جهد وعطاء، لك منا أعذب الثناء وخالص الدعاء والنجاح نور يشع في الأفق ونهر يرتوي منه المتفوقون وزهرة يتنسم شذاها المتميزون وطريق النجاح من أهم الأهداف لدى الطالب الطموح ولا يسعى للتفوق من لا يملك طموحاً وحلماً واقعياً وينظر إلى القمم العالية والدرجات الرفيعة, فمن جد وجد ومن زرع حصد، فعلى الطالب أن يخلص النية ويؤمن بقلب واثق أن العون من الله والتوفيق بيد من بيده مفاتيح النجاح، فابذل الأسباب ولا تخشى الفشل.