كشف مسؤولون في باكستان أمس الأحد عن نشر قوات لتأمين سجون في أربعة أقاليم، وذلك بعدما هدد مسلحو طالبان بتهريب نزلاء منها، رداًَ على تنفيذ أحكام إعدام بحق مدانين في قضايا إرهاب. ونفذت باكستان أمس الأول الجمعة حكم الإعدام شنقاً ضد اثنين من المسلحين المدانين، كما تعتزم تنفيذ أحكام الإعدام بحق مزيد من المدانين أمس الأحد. ورفعت الحكومة تجميداً دام ستة أعوام على تنفيذ أحكام بالإعدام، وذلك في أعقاب مذبحة راح ضحيتها 135 تلميذاً نفذها مسلحو طالبان في مدرسة في بيشاور يديرها الجيش يوم الثلاثاء الماضي. وهدد مسلحو طالبان باقتحام السجون وتهريب نزلاء من عناصر الجماعة، كما حذروا الحكومة من هجمات انتقامية حال استمرار تنفيذ أحكام الإعدام. ودعت الحكومات المحلية في أربعة أقاليم إلى نشر قوات من الجيش لتأمين السجون التي توجد بها عناصر من طالبان. وقال شوجا خان زادة، وزير داخلية إقليم البنجاب وسط باكستان، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «لقد تلقينا تهديدات (باقتحام السجون) وطلبنا من الجيش السيطرة على اثنين من السجون ليلة أمس السبت». وقال شارجيل ميمون وزير الإعلام في إقليم السند جنوبي باكستان، إنه جرى نشر قوات أيضاً في سجنين في الإقليم. وأفاد مسؤولون بأن سجناً في بالوشيستان وآخر في خيبر باختونخوا يخضعان أيضاً لسيطرة الجيش. يشار إلى أن نحو 8 آلاف مدان من نزلاء سجون باكستان ينتظرون تنفيذ أحكام بالإعدام، بحسب وزارة الداخلية 30% منهم مدانون بتهم إرهاب. وكان مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة قد نفذوا عمليتي اقتحام سجون كبيرتين في باكستان خلال العامين الماضيين ، حيث تمكنوا من تهريب أكثر من 600 نزيل. وكونت طالبان باكستان عام 2012 جماعة مخصصة لتهريب السجناء تحمل اسم «انصار السجناء». من جهة أخرى اعتقلت أجهزة الأمن الباكستانية أكثر من 400 شخص من العناصر التي يشتبه في صلتها بالتنظيمات الإرهابية، وذلك في حملة أمنية نفذتها في العاصمة إسلام آباد خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية. وأوضحت مصادر أمنية أمس الأحد أن الحملة نفذتها قوات الشرطة بالتعاون مع القوات شبه العسكرية ضمن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها بعد الهجوم الذي نفذته حركة طالبان باكستان على مدرسة في مدينة بيشاور الثلاثاء الماضي، مبينةً أن من بين المعتقلين عدداً كبيراً من اللاجئين الأفغان المقيمين في باكستان بصفة غير شريعة. وأضافت أقوات الأمن صادرت من بعض المعتقلين أسلحة ونقلتهم إلى مراكز أمنية لمواصلة التحقيق معهم. من جهة أخرى اعتقلت الشرطة الباكستانية مئة شخص من العناصر المشتبهة في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب وسبعين مشتبهًا في مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخواه في حملات مماثلة للبحث عن عناصر الخلايا الإرهابية المختبئة في المدن. في غضون ذلك أكدت باكستان التزامها بالقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ودعمها للجهود الدولية في هذا الصدد. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم في بيان لها أمس الأحد أن تنفيذ حكم الإعدام بحق المجرمين المتورطين في قضايا الإرهاب لا يتعارض مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان. وقالت إن باكستان تعي جيداً مسؤوليتها إزاء القوانين الدولية وأنها لا تعتبر تنفيذ الإعدام بحق الإرهابيين يتعارض مع حقوق الإنسان.