بغاية عدم التشويش على الانتخابات التشريعية ليوم الأحد القادم، تواصل وحدات مختصة من الأمن الوطني عمليات تعقبها لعناصر مسلحة يشتبه في قيامها بتحركات في جبل السلوم المحاذي لدبل الشعانبي بمحافظة القصرين (250 كلم شرق وسط العاصمة تونس)، وذلك بالتوازي مع عمليات تمشيط وانزال تولت تنفيذها فرق متخصصة في المجال، أفضت وفق بعض التسريبات إلى العثور على هواتف جوالة وبقية مواد غذائية وبعض المعدات والأسلحة الخفيفة التي تركها الإرهابيون وراءهم وهم يهربون من مواقع اختفائهم التي كشفتها قوات الأمن. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني بلحسن الوسلاتي رجح سقوط قتلى في صفوف الإرهابيين وقيام أميرهم بعملية دفنهم على أثر عمليات رمي دقيقة بالمدفعية وبالطائرات قامت بها وحدات مختصة تابعة للجيش الوطني مؤخراً، مقدما إثباتات بالصور عن احتراق مواقع اختباء الإرهابيين بالمرتفعات الغربية وبعض المخلفات المتفحمة التي تؤكد وفاة أصحابها. وأضاف الوسلاتي بأنه تم على أثر عمليات الرمي القبض على أحد الإرهابيين بإحدى المصحات الخاصة في حالة حرجة. وكانت تونس قد تسلمت أول أمس دفعة أولى من التجهيزات الخاصة بالكشف عن آثار المتفجرات الثابتة والمنقولة في إطار هبة بريطانية للرفع من القدرات الأمنية التونسية ودعم جهودها في مجال مكافحة الإرهاب. وبين الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن رضا بأن التجهيزات الخاصة بالكشف عن آثار المتفجرات الثابتة والمنقولة التي وصفها ب»المتطورة والناجعة جدا» سيتم استعمالها في مرحلة أولى لحماية المنشآت السياحية بجهتي الحمامات (60 كلم شرق العاصمة تونس) وسوسة (120 كلم شرق العاصمة تونس) على أن يقع تعميمها لاحقا على كامل تراب الجمهورية. وفيما تتواصل الحملات الانتخابية بوتيرة أسرع مع اقتراب يوم السبت الموافق ليوم «الصمت الانتخابي» الذي يفرض عدم القيام بأي نشاط سياسي بالنسبة إلى المترشحين للتشريعية، يبدو أن العلاقة بين اتحاد الشغل، أكبر منظمة شغيلة بالبلاد، وحكومة المهدي جمعة، التي لم يبق في عمرها سوى شهرين لا غير، أصابها التصدع الذي قد لا يمكن إصلاحه في ظرف وجيز.