لا حديث في الشارع التونسي وفي مواقع التواصل الاجتماعي إلا عن توفق الوحدات الأمنية والعسكرية من إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف اغتيال شخصيات سياسية وإعلامية مشهورة، إلا أن حنكة رجال الأمن ومن خلال عملية أمنية استباقية، حالت دون ذلك بعد القبض على كافة عناصر المجموعة المسلحة التي انكشف سرها وبانت حقيقة نشاطاتها. فقد أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو مساء الأحد عن إحباط مخطط خطير لضرب الاقتصاد التونسي والسياحة واستهداف بعض الشخصيات الوطنية، مبيناً أن فرقاً خاصة من الجيش والحرس الوطنيين تمكنت من القبض على 19 عنصرا إرهابيا تونسيا بمحافظة مدنين ( 500 كلم وسط شرق العاصمة تونس) تسللت من ليبيا حيث تمّ حجز متفجرات وأحزمة ناسفة وألغام أرضية وكمية كبيرة جدا من الأسلحة التي كانت المجموعة تنوي استعمالها في تنفيذ مخططاتها الإرهابية. وبالرغم من أن الوزير أكد أن أجهزة الدولة اتخذت كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون حصول أية عمليات تهدد أمن البلاد، إلا أن التونسيين عاودهم الخوف من تنامي ظاهرة الإرهاب، خاصة وأن الأمل في الاستقرار كان يحدوهم بعد السيطرة الأمنية شبه الكاملة على جبال الشعانبي بمحافظة القصرين الجنوبية. أما العميد توفيق الرحموني الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، الذي ما فتئ منذ اندلاع الأزمة الليبية، يشدد على سلامة الحدود التونسية مع الجارة ليبيا، فقد اكتفى بالتصريح ببعض تفاصيل عملية الكشف عن الأسلحة حيث قال بأن قوة عسكرية متكونة من دبابات خفيفة ومشات مجهزة برشاشات ثقيلة مدعومة بقوات من الحرس الوطني تمكنت على فجر الأحد من تطويق ومداهمة مكان مشبوه يقع على بعد 6 كلم غرب مدينة بن قردان من محافظة مدنين الجنوبية، مشيرا إلى أنه تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة الخطيرة داخل حفرة أعدتها العناصر الإرهابية لإخفاء عتادها الحربي في ما يشبه المخزن. وكان رئيس الحكومة المهدي جمعة أشرف الأحد على اجتماع أمني طارئ توعد أثره العناصر الإرهابية بالملاحقة اللصيقة حيثما وجدوا وداعيا التونسيين إلى مزيد اليقظة والتعاون مع قوات الأمن والتبليغ عن كل تحرك مشبوه. ويذكر انه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الحكومة بلهجة صارمة فيها الكثير من التصميم على اقتلاع جذور الإرهاب من تونس والقضاء على بؤره. ويرجح خبراء الأمن أن تكون للحركية الأخيرة في جبل الشعانبي «صلة بما يجري من أحداث في ليبيا، إذ يعمل المقتلون في الشعانبي إما لخلق معركة حامية لإلهاء القوات المسلّحة، وهو ما لا يقدرون على القيام به لأنّ ضربات قوية وموجعة لحقتهم في أكثر من مناسبة، ويعتقد آخرون أن الإرهابيين يحاولون مغادرة الشعانبي للالتحاق بالجبهة الليبية إلا أن قوات الجيش والحرس والشرطة أغلقت كلّ المنافذ، وهو ما جعل حركتهم مكشوفة خاصة بعد التجهيزات الأخيرة المتطوّرة التي تزوّدت بها القوات المسلّحة والتي أصبح بإمكانها تحديد مكان العدو بدقّة». سياسيا، تعقدت الأمور داخل حركة «نداء تونس» أكثر بتصريح أمينها العام الطيب البكوش بأنه لم يقع بعد الحسم في موعد عقد المؤتمر الأول للحركة، بعد كان زعيمها الباجي قائد السبسي قد أعلن منذ عشرة أيام بأن الهيئة التنفيذية للنداء قررت تنظيم المؤتمر يوم 15 يونيو المقبل. البكوش أوضح أن لجنة إعداد المؤتمر برئاسة العميد الأزهر الشابي كلفت بدراسة مختلف الخيارات بخصوص كل قضايا تنظيم المؤتمر بما يتوافق مع برنامج الحملة الانتخابية للحزب الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية، على أن تقدم مقترحاتها في هذا الشأن لرئيس الحزب وللهيئة التأسيسية في ظرف أسبوع كما ستبحث إمكانية عقد المؤتمر أو عدم عقده بذلك التاريخ. كما ذكّر البكوش أن الباجي قائد السبسي هو مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية، مشددا على أن حركة نداء تونس ستبقى موحّدة ومتماسكة ولن تنقسم.