حاولت الكاتبة سمر المقرن أن تلامس هموم حواء في زاويتها الغراء (مطر الكلمات) نقطة بدء الحكاية استهلال محفوف بالتضجر وتساؤلات حادة من فتور المجتمع في معالجة قضايا حواء. والأخت سمر المقرن نثرت هموم المرأة وألقت بما احتواه بريدها الإلكتروني دون تزييف للحقائق أو تهرّب من مشاكل القارئات. وحقيقة أعجبني قربها وتواصلها مع أحلام البسطاء وإيمانها الحقيقي برسالتها الصحفية في نقل (نبض الشارع الأنثوي). أعود إلى المقال المذكور (تعب الأحلام) حيثما تنقل إحدى القارئات معاناتها وطموحاتها ومدى تساوي الأحلام بين الفقراء والأغنياء!! وأخرى تبحث عن (الوظيفة الحلم) لتصدم بظلم المجتمع. وشكليات إعلانات الوظائف. الواقع ما طرحته سمر المقرن أمر يجسد معاناة حواء وأننا يجب أن نقف معها ونمارس معها نزوحاً عذباً بين تضاريس البذل والعطاء الذي لم تزل تنسجها أناملها المتعبة من خيوط الزمن العاق.. والمليء بالإجحاف والنكران لكنوز حواء. هن نساء يقمن بالمطالب.. في زمن المخالف.. وقد فتحن بيوتاً وصرفن على أطفال وأرامل.. فهل من معط أو باذل.. نعم البيوت أسرار.. وظروف الزمن تضغط على المرأة لتمارس اجتراراً موجعاً لمعاناتها.. هموم حواء تدخل إلى القلب مباشرة دون جواز سفر.. حواء تذرف دموع المعاناة.. تحمل على عاتقها أرتال السنين.. فهذه مطلقة وتلك أرملة.. وأخرى مديونة ورابعة كادحة تعول أسرتها.. لا بد أن يقف المجتمع مع حواء ويكون لها سنداً ومعتمداً.. أتيحوا لها بوابة العبور إلى قلوبنا لتنثر همومها وتبوح بأسرارها.. وترتب مفردات بيتها الزوجي والعائلي.. لقد عانت حواء كثيراً من استبداد الرجل وتسلطه وهيمنته على قضاياها.. ليخبو صوتها أمام صوت الرجل. حواء يا رعاك الله.. اطمئني.. يا ابنة الوطن.. اكتبي تفاصيل عطائك في جذع زيتون وارسمي آمالك على ورقة نعناع.. أنت هنا.. في كل البقاع.. ستزول تلك الأوجاع.