عذراً يا لبنى.. لقد مارست نزوحاً حاداً بين تضاريس المرأة السعودية وحاولت أن تلامسي وتر الوجع... لتبدو حواء كائناً معبأً بالشجن.. ومسكوناً بملامح المعاناة... هذا المقال الرائع جاء ليجسد تفاصيل الإجحاف الواقع على المرأة السعودية في هذا الزخم الإعلامي.. لتصبح مادة إعلامية محفوفة بالسخرية... ومشحونة بالتندر من قنوات (الدجل الفضائي) عبر دكاكينهم المهترئة.. هو مشهد موسمي محفوف بالتوجس والتحفز.. مسلسلات مدبلجة تستحث الخطى تقدّم المرأة السعودية تحت سقف التندر والسخرية.. شكلاً ومضموناً... هو فيلم يعاد... ومسلسلات ومزاد... لكن اطمئني أخت لبنى... فالمرأة السعودية لم تزل تعض على أطراف (التميز) وتمسك بتلابيب (العطاء)... امرأة تقف بشموخ فوق أرض الواقع تمارس دورها.. فهي المعلمة الناجحة والطبيبة المخلصة وربة المنزل المتفانية. وستذوب أسئلة السنين تحت أقدام الدهشة... دعوا حواء ترسم لكم مواقفها المشرّفة فوق أشرعة الرياح.. وهي تنثر الخطو... وتسافر في قافلة الشجن... إن تلك المسلسلات الفكاهية التي تحاول أن تسخر من المرأة في مجتمعنا ليست سوى (مقاطع مدبلجة) معبأة بالمهرجين ولا يمكن أن تؤثّر في نفسية المرأة السعودية التي أبحرت في أعماقنا فهي اللون والهطول.. وهي الحب الذي لا يزول. وما زلت أتهجى مشاعرك - يا رعاك الله- أسافر في مساءاتك المثخنة بالطموح.. وأفتش عن لغة بحجم هذا الأمل الأنثوي وعن يراع لا يشرق بمداده.. أنثر الحبر على ظهور ورق يحترق تحت لظى المشاعر المتوهجة.. عذراً يا مهرجي المسلسلات المفضوحة.. المرأة السعودية هي نجمة تأبى الأقوال.. وتنبت فوق ظهور الحقول... فهي ابنة الرمال... ذات الحسن والجمال... تذوب غنجاً ودلعاً... وتقدّم جمالها بدون مكياج.. يا روعة الإخراج... عفواً أيها المهرجون الجموا مسلسلاتكم الخرساء.. فلن تستطيعوا أن تسرقوا الحمرة من خدود الورود... أو تهزموا بياض الأزهار... ولن تستطيعوا أن تسحبوا الكحل من الأجفان... لأن الأهداب لن تمل من همس الجفون... المرأة السعودية تمتلك سحر الجاذبية التي تحتاج إلى خيال شاعر.. وريشة فنان.. هي معطيات الجمال ورسوم الحسن... فأين أنت يا آدم لتدرك أن لديك (المرأة الكنز)... أن لك أن تتصالح مع حواء... فلماذا بثينة لم تعد ترضى جميلاً... وعبلة غادرت ديار عنترة وعرضت حليها للبيع... وقيس عاد إلى رشده فلم يعد يحمل هوية (الجنون)... نعم، المرأة السعودية هي رمز الأنوثة الطاغية... وعنوان الفضيلة والجمال... ما زالت تعزف صهيل الظفر في وجه مهرجي القنوات الفضائية... تنقش إمضاءات التميز... تملأ القناديل بالزيت... لتوقد سراج البذل والعطاء في مجتمع يحتفي بحضور حواء لترتد أيدي هؤلاء الساخرين مخرجة بمرارة الهزيمة... المرأة السعودية تواصل السفر في مواكب النجاح... وهي تهزأ بدعاة التحرر والسفور.. وتتشح بخيوط النور... تحكم الإمساك بالهوية... هي تعض على العباءة الرمز العابقة برائحة الإيمان... اطمئنوا... إن تلك المسلسلات الكرتونية الساخرة لن تهزم المرأة السعودية، بل ستزيدها صلابة وقوة في وطننا المعطاء... هي لم تشرب القيظ ولم تشارك في ملحمة عطش... هي تحس بدورها الاجتماعي والوطني. فقط دعوها تنقش رسوم الضياء فوق جدار الزمن... وإن كنت أخالف الكاتبة في رأيها حول الرجل السعودي وبأنه كائن غليظ قاس... أقول ليس كل الرجال لأن هناك منهم من يزرع قصب السكر في حناجر زوجاتهم ويقدّم لها شتلات الحب ويكون كالإسفنج يمتص شحنات معاناتها... وما أروع الرجل حينما يفيض بالمشاعر يمتلئ بالأحاسيس ويفتخر بزوجته لتكون المرأة الحلم!