بأمر من الله.. وبأقدار نافذة امتدت يد الزمان واستحالت الأحوال من ضائق لأضيق ومن سيئ لأسوأ وجنت أوجاع الهلع فوق بيوت كانت بالهناء والاطمئنان عامرة فخبت أفراحها ورقصت بهمومها الشياطين ونامت على فراش أحزانها المصائب وارتاعت أمنياتها الارتياع كله!! حياة أسرية كاملة يشوبها الكدر ويطويها تنكر الأب لزوجته حبيبة عمره وأبنائه نبضات فؤاده فيتقلب ما بين وخز الادمان وحيرة الاحتواء العاجز وضياع الأحلام المنسدلة فتدكه زوابع الفقر وترمي به في وادٍ سحيق وتنهال عليه وعلى أسرته مطارق الحاجة والعوز ويتحول إلى وحش كاسر ماتت بداخله المشاعر وأحاسيس الزوج وحنان الأبوة للأبد. فيجد في البحث عن مورد للمال يستحثه فلايجد غير أثاث ركّ وأسمال عتيقة وأجهزة تعاقبت عليها العقود وصندوق من المجوهرات افنت الزوجة نصف عمرها أو كله في جمعه وقليل من المال كابدت لأجل ادخاره الزمن وبلحظة ادمان قاتلة أفقدته صوابه وإنسانيته نزع بساط الترف وأقعد فلذات الحياة سواد في سواد وظلم وقهر وذل سؤال!! حينها تلتفت الزوجة يميناً شمالاً التفاتة المستنصر المستغيث نحو الأغنياء ومؤسسات الاحسان وجمعيات البر والعطاء فلا يهب لنصرتها أحد بحجة أنها في عصمة زوج قد احتسبه عليها الزمن واعترف به المجتمع ظلماً وعدواناً وكأن المجتمع وأفراده وتجاره ومؤسساته ما عرفوا قط بمعاناة امرأة ذات أطفال تحت كنف زوج مدمن!! مسكينة تلك المرأة تتقلب بين أحضان الحسرة والآمال الذابلة فتلوكها همسات الناس وتطفل القريب والجار وتطحنها أنياب الحاجة وتدفعها ضروراتها لمهاتفة هذا وذاك الطيب والخبيث الرحيم والقاسي الشهواني والمتعقل تطلبهم البر والاحسان بكثير من الاحراج والحياء فينازعونها على عرضها مقابل وريقات حقيرة قبحها الله من نصرة خاسرة. ويبدؤون معها سيناريو المساومة والبيع والشراء والمتعة المحرمة.. أجل.. إنها الحقيقة يا مجتمعي فأين تذهب النساء ذوات الأزواج المدمنين؟؟