لم يغب المجتمع عن رسالة الجامعة ورؤيتها منذ أن أنشئت، ولما كانت الحاجة ماسة للاطلاع على تطلعات المجتمع وحاجاته عن كثب من خلال شراكة حقيقة تتمثل في لقاء علمي حواري بناء؛ جاءت فكرة ( ندوة الجامعة والمجتمع بين الواقع والمأمول)، يلتقي فيها شرائح المجتمع مع منسوبي الجامعة ومفكريها للخروج بتوصيات يمكن أن ترسم واقعاً يتطلع إليه الجميع، فلا يمكن بحال للجامعة أن تعمل بعيداً عن المجتمع وتطلعاته وآماله، وكذا الشأن بالنسبة للمجتمع فينبغي أن يعي ويدرك رسالة الجامعة وما هو مطلوب منها في خطتها الاستراتيجية. وإن الناظر في حال كثير من الجامعات في بلاد العالم وما تجده من دعم مجتمعي بناء؛ يدرك بلا شك مدى الحاجة لمثل هذه اللقاءات العلمية الفاعلة، ولست أعني أن المسوؤلية كلها تقع على عاتق المجتمع، بل ينبغي للجامعة أن تبادر ببرامج وخدمات علمية وبحثية ترقى بشكل أو بآخر لطموح المجتمع وتطلعاته يمكن أن ترسم لوحات إبداعية من التواصل الحقيقي البناء، ينبغي على الجامعة أن تتفهم الهدف الحقيقي الذي لأجله جاءت فكرة إنشاءها في منطقة الجوف، وتعمل جاهدة من خلال مكتسباتها العلمية والبحثية والمالية؛ لتطوير الواقع وتحسينه والدفع به لتصنع منه واقعاً معرفياً منتجاً ينافس بكل شكل من أشكال التقدم والنماء.