صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    بإشراف من وزارة الطاقة الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    وزير الداخلية يرأس اجتماع الدورة ال50 للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في 8 أسابيع وسط ارتفاع الدولار    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    الوداد تتوج بذهبية وبرونزية في جوائز تجربة العميل السعودية لعام 2024م    «هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "محمد الحبيب العقارية" تدخل موسوعة جينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    رقمنة الثقافة    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    بوبوفيتش يحذر من «الأخضر»    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    أجواء شتوية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    الذاكرة.. وحاسة الشم    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع خادم الحرمين الشريفين للنهوض بالتعليم يهدف لإيجاد طبقة ذات إنتاجية عالية
علاقة وثيقة بين التقدم العلمي ورفاهية المواطن
نشر في الرياض يوم 08 - 08 - 2010

تبنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشروع النهوض بمستوى التعليم في المملكة بشقيه العام والعالي، من أجل بناء مجتمع المعرفة. فسخر الإمكانيات المادية والبشرية في هذا الشأن. ولكن وبحسب المختصين فإن هذا المشروع العملاق يحتاج المزيد من الوقت حتى تظهر نتائجه جلية على أرض الواقع.
في عهد خادم الحرمين الشريفين وخلال أقل من خمس سنوات تضاعف عدد الجامعات السعودية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، ولأن الأهم من الكم هو الكيف جاءت مفخرة المملكة العلمية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومع قيامها استشعرت بقية الجامعات السعودية وخاصة العتيقة منها حقيقة الموقف فسارت في طريق إصلاح خلل تدني المستوى. وفي عهده حفظه الله افتتحت أول جامعة للبنات للجزم بأن المشروع لا يفرق بين ذكر وأنثى.
وللتأكيد على إنجاح مشروع النهضة العلمية فتح الباب أمام أبناء وبنات الوطن للابتعاث الخارجي لنقل المعرفة من منابعها في الجامعة العالمية.
خادم الحرمين الشريفين يرى أن بالعقول يمكن لنا أن ننتقل لمصاف الدول المتقدمة، ويؤمن أن مستقبل وحاضر وماضي الأمم مرتبط بماهيتها العلمية، وأنه لا يمكن لأمة أن تتقدم إلا بالمعرفة.
وهناك إجماع بين خبراء العالم على الدور الرئيس للتعليم والبحث العلمي في تقدم الأمم ورفاهيتها ومقدرتها على المنافسة في جميع المجالات وبالذات المجال الاقتصادي. والعلاقة وثيقة بين التقدم العلمي ورفاهية المواطن، فبالعلم يمكن إيجاد طبقة متعلمة ذات إنتاجية عالية قادرة على المنافسة والعطاء. وهذه الرؤية لم تغب عن فكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تسلم زمام الحكم.
وعن هذه الرؤية أجمع الذين التقتهم "الرياض" على حنكة خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن وإصراره على الإصلاح من الأساس وعدم الالتفات للمعالجات الوقتية.
التعليم أهم منطلقات تقدم الشعوب
وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أحد مهندسي مفخرة المملكة العلمية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحدث عن رؤية خادم الحرمين الشريفين التعليمية التي تبني لمستقبل يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة ويوفر الرخاء لشعبها وقال "لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله رغبة واضحة ومن القلب بأن يرى المملكة العربية السعودية في مصاف الأمم المتقدمة، قادرة على المنافسة والمساهمة في تطوير ورخاء شعبها، وفي التقدم الإنساني.. ومن هذا المنطلق يدرك حفظه الله أن التعليم يعد واحدا من أهم المنطلقات التي تتقدم من خلالها الشعوب والأمم على مر التاريخ، وبشكل خاص في العصر الحديث".
واضاف النعيمي "والتعليم في الوقت الحاضر، ونجاحه وتطوره يتم على عدة مستويات ومراحل، تبدأ بتنشئة وتعليم الطفل والطالب في التعليم العام، ثم مرحلة التعليم العالي، ويلي ذلك أكثر المراحل تقدما، وهي مرحلة الدراسات والأبحاث العليا المرتبطة بالتطبيق العملي، وهذه المرحلة المتقدمة هي ما تخصصت فيه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
فهذه الجامعة، وبرؤية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستكون بإذن الله من أفضل الجامعات العالمية المرموقة التي يشار إليها بالبنان عند الحديث عن التعليم العالي المتقدم والدراسات العليا والأبحاث المتخصصة، وسوف تكون قدوة ومثالاً للعلم والتقدم العلمي من أجل مصلحة وفائدة المملكة العربية السعودية والعالمين العربي والإسلامي، وكافة شعوب العالم قاطبة".
وفيما يتعلق بالمتوخى من الجامعة في مساعدة الاقتصاد المحلي على التقدم والنهوض قال النعيمي "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لها أهداف واضحة، ومن أهدافها الرئيسة أن تكون عاملا مساعدا لتحول المملكة إلى الاقتصاد المعرفي، فالتنمية الاقتصادية هي إحدى الركائز الأساسية لمهمة الجامعة وذلك بالاعتماد على أفضل الممارسات العالمية، حيث تعمل الجامعة على تأسيس مجتمع للبحوث يعزز الإبداع والابتكار. وسوف تدعم الجامعة التحالفات مع المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص من خلال مكتب نقل التقنية، وبرنامج التعاون الصناعي، وحاضنة الأعمال التجارية، وبرنامج تنظيم المشاريع، وشبكة رأس المال الاستثماري. وسوف يشمل مجتمع الجامعة مدينة للبحوث لدعم الأعمال الجديدة، وتوفير قاعدة للشركات القائمة للاستفادة من خبرة مجتمع الجامعة في العلوم والهندسة".
ويضيف النعيمي "تعمل الجامعة على تحويل المعرفة إلى صناعة وشركات وبالتالي وظائف للسعوديين. ونسعى الى جلب الشركاء (الشركات الصناعية والأفراد والمؤسسات والجمعيات الأهلية والحكومية) الذين لهم اهتمامات في ترجمة الأفكار الجديدة والمبتكرة إلى واقع عملي يحقق النمو الاقتصادي، كما نسعى إلى ربط البحث والتطوير في جامعة الملك عبدالله بالشركاء من القطاع الصناعي على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. إضافة إلى طرح المشاريع الرائدة التقنية والجديدة فى المجالات ذات الصلة، وإجراء عروض توضيحية لها وإقرارها. وبإمكان الشركات الصناعية افتتاح مراكز بحث داخل الجامعة تختص بنشاطها وتتماشى بلا شك مع اهتمامات الجامعة البحثية".
البروفيسور شون فونغ شيه
تعزيز مكانة المملكة العلمية
والتقينا مع رئيس الجامعة البروفيسور شون فونغ شيه الذي سألناه عن معدل طلبات تسجيل الطلبة مقارنة مع مرحلة بدء التشغيل فأجاب «نسبة التقديم في السنة الثانية بالفعل تجاوزت توقعاتنا، وهذا يشير لوضع الجامعة عالمياً فقد أصبحت في وقت قياسي ذات سمعة عالمية وأسست قاعدة قوية منذ بدايتها».
وعن خطط السنة الدراسية الجديدة يقول «العمل على جامعة أبحاث نقطف ثماره بروية. ونحن بعد البداية الراسخة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين رعايته التامة نسعى لتحقيق كامل الرؤية. نحن نسعى لخدمة المملكة في المقام الأول وتعزيز مكانتها عالميا في مجال العلوم والتقنية، لذا فالتركيز على هذا الأمر سيظل المهمة الرئيسة التي بدأت عليها. نحن الآن مثلا نعمل على مجالات بحثية في الطاقة الشمسية، هذا إلى جانب مشاريع عدة تختص بتأمين المياه الصالحة للشرب، وتطوير الأغشية النباتية، وصناعة جينات مناسبة لزراعة نباتات في البيئات القاسية من حيث المياه، واضمحلال الموارد الزراعية، وعلى رأسها مواجهة إشكالية الجفاف، إضافة لأبحاث البحر الأحمر لما يحتويه من ثروات متعددة».
وعن العلاقة مع مؤسسات البحوث الدولية العريقة يقول «الاتفاقيات والتعاون الذي أقمناه مع الجامعات العالمية العريقة يخلق تبادلاً غنيا بين الكفاءات والأفكار والثقافات، وهو ما يجعل جامعة الملك عبدالله بيئة ثقافية وعلمية متنوعة».
ورد بقوله حول أهم تطلعات للسنة القادمة «كجامعة أبحاث لها رؤية واضحة منذ البداية، نحن نتطلع إلى ما نحن مصممون على تحقيقه في المستقبل وهو العمل على تنويع اقتصاد المملكة من خلال الاقتصاد المعرفي، وإيجاد حلول للتحديات العلمية التي لها علاقة باقتصاد المملكة وتنميتها المستدامة ومن ثم في العالم بشكل عام. وهذا يبدو جليا في مدى الشوط الذي قطعته الجامعة في زمن قياسي».
نظمي نصر
جامعة الملك عبدالله بدأت قبل أن تفتح أبوابها
وأمام هذه الطموحات الكبيرة في سبيل إيجاد مجتمع يجعل العلم رأسمال له، حزمت أوراقي وأقلامي وتوجهت إلى "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" والتي حظيت بتقدير عالمي لأهدافها ونهجها العلمي ورؤيتها النبيلة. وجاءت البداية مع نائب الرئيس التنفيذي نظمي النصر والذي أجاب عن بعض الأسئلة التي طرحتها "الرياض" حول عدة أمور كان منها سؤال شغلني قبل أن أبدأ بالاستفسارات الأخرى وهو كيف تسنى للفريق بداية انطلاق المشروع التعريف بالجامعة عالمياً وفي هذه السرعة القياسية، يقول النصر مجيباً "كانت الخطة منذ بداية المشروع أن نبدأ في مشاريع الأبحاث قبل أن تكتمل الجامعة كبناء، لذا فقد عقدنا اتفاقيات بحثية وشراكات للجامعة مع العديد من الجامعات ومراكز البحث العالمية لبدء البحوث التي تهم الجامعة في مجالات الطاقة والماء والغذاء والبيئة والتنمية المستدامة. ومن خلال هذه الشراكات تمكنا من الحصول على اعتراف رسمي عالمي وتزكيات أيضا من هذه المراكز المتقدمة والجامعات العالمية بوجودنا على خارطة البحث العلمي العالمي".
وعن انعكاس الجامعة على مستوى التعليم في المملكة بوجه عام خاصة وأنها تتصف بمستوى علمي متقدم قال "انعكاس جامعة الملك عبدالله الإيجابي بدأ قبل أن تفتح الجامعة أبوابها وذلك من خلال خلق جو المنافسة لتعجيل التوجه نحو البحث العلمي على مستوى الجامعات السعودية. إضافة لتنافس طلبة الجامعات للحصول على نصيب الأسد في عدد المقبولين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وأيضا من خلال المؤتمرات البحثية التي تقوم بها جامعة الملك عبدالله والتي تفتح أبوابها لجميع أعضاء هيئات التدريس في الجامعات السعودية للاطلاع على ما يجري في مراكز الأبحاث العالمية. ولا ننسى أيضا الاتفاقيات الموقعة مع الجامعات العالمية حيث تعطي الفرصة للجامعات السعودية أن تستفيد من الأبحاث والمزايا الموجودة في هذه الاتفاقيات، ومما لا شك فيه أن جامعة الملك عبدالله واحدة من أفضل البنى التحتية للأبحاث في العالم، وهي بذلك تفتح الطريق أمام الجامعات السعودية للاستفادة مما تقدمه. وهذه الأمور مجتمعة بالتأكيد سيكون لها عوائد على التعليم بصفة عامة".
وفي شأن العلاقة والتنسيق مع الجامعات السعودية قال النصر "التنسيق قائم في عدد من المجالات فمن ناحية الطلبة هناك عمل متواصل لانضمام أكبر عدد ممكن من الطلبة السعوديين لجامعة الملك عبدالله، فنحن نطمح أ‍ن ينافس الطلبة السعوديون نظراءهم من العالم والذين يعتبرون من ناحية مستواهم الأكاديمي من أفضل الطلبة الذين تقدمهم الجامعات العالمية العريقة. كما هناك أيضا تبادل للخبرات ما بين أعضاء هيئات التدريس في جامعة الملك عبدالله والجامعات السعودية من خلال المؤتمرات. إضافة الى ما سبق ذكره عن الاستفادة من الاتفاقيات والشراكات مع الجامعات العالمية والمؤسسات البحثية".
وعن سؤالنا نائب الرئيس التنفيذي نظمي النصر حول نموذج الجامعة المعتمد على منح درجتي الماجستير والدكتوراه فقط قال "رؤية الجامعة هي الاهتمام بالبحث العلمي وليس التدريس فقط، ومن هنا كان تركيزها على الماجستير والدكتوراه، وقد تطرقت لأهداف الجامعة الواضحة آنفا، وبالمناسبة هناك على سبيل المثال جامعة واحدة في امريكا تعمل بنفس الكيفية التي نعمل بها بمنح درجتي الماجستير والدكتوراه فقط وهي جامعة "روكفلر سنتر" وهناك أيضا جامعة "كالتك" ولكنها تختلف عن جامعة الملك عبدالله في أن بها عددا قليلا من طلبة البكالوريوس".
وعن محدودية عدد الطلبة الدارسين في جامعة الملك عبدالله مقارنة مع الجامعات السعودية الأخرى قال النصر "هناك أسباب منطقية أولها أن الجامعة، كما ذكرنا آنفا، تمنح درجتي الماجستير والدكتوراه فقط. والدارسون في الجامعة نطلق عليهم مجازا اسم "طلبة" وهم في الحقيقة مشروع باحث أو عالم، وبالتالي ليس من المعقول جمع عدد كبير جدا من العلماء. السبب الآخر هو أن الجامعات عادة تختلف في توجهاتها فهناك الجامعات التي يطلق عليها "الأم" وهي تختص بتخريج خبرات يخدمون البلد في عدد من المجالات وهذه الجامعات يكون عدد الطلبة فيها كبيرا لسد احتياجات البلد في تخصصات مختلفة. بينما هناك جامعات متخصصة في البحث وهذه الجامعات يفترض أن يتم التركيز فيها على عدد قليل ونوعي من الطلبة".
عهد جديد
وفي لقاء مع بنت مكة العالمة السعودية حياة سندي -التي تم اختيارها من قبل منظمة Tech Pop ضمن أفضل 15 عالماً لتغير العالم في ابتكارات لخدمة الإنسانية ويعد هؤلاء العلماء المختارون هم قادة المستقبل لتغير ووضع مناهج جديدة لعلوم الابتكارات الإنسانية وتغير العالم- تحدثت عن عصر العلم عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقولها "المصانع الضخمة والمباني العملاقة والمستشفيات الكبيرة والشوارع الفسيحة إن لم تكن لها عقول تديرها وتسخرها بالكيفية المناسبة فحتما لا فائدة منها. فبناء العقول مقدم على ما سواه من بنى تحتية أو اقتصادية. فبالعقول نبني ونؤسس لعهد جديد ينقلنا لمصاف الدول المتقدمة. والشاهد الأكبر على هذه الحقيقة هي اليابان التي وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل عقول أبنائها مع أنها من أفقر الدول في الموارد الطبيعية.
وهذه الرؤية لم تغب عن فكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تسلم الحكم. فالتنمية البشرية بوصفها حجر الزاوية هي الهدف الأسمى لخادم الحرمين الشريفين".
واستطردت سندي "هناك إجماع بين خبراء العالم على الدور الرئيس للتعليم والبحث العلمي في تقدم الأمم ورفاهيتها ومقدرتها على المنافسة في جميع المجالات وبالذات المجال الاقتصادي وذلك من خلال إيجاد طبقة متعلمة ذات إنتاجية عالية قادرة على المنافسة. ومن خلال العلم نستطيع أن نواكب التطورات الجديدة في الاقتصاد أو ما يعرف بالاقتصاد المعرفي الذي ركيزته الأساسية هي الموارد البشرية".
وأكملت سندي "مع تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الحكم جاءت الميزانية بفائض كبير بعد سنوات من العجز ومع هذا لم يلتفت للمطالبات التي تنحصر في أفق ضيق وتستجيب لأوضاع وقتية. وإنما ركز حفظه الله على العلم في المقام الأول ومن ثم البنى التحتية التي تعطلت في عدد من المدن لأكثر من عقدين. والشواهد قائمة في هذا الشأن فخلال أقل من خمس سنوات تضاعف عدد الجامعات السعودية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، فتح باب الابتعاث لتحتك العقول السعودية بغيرها من العقول المتقدمة ولتكتسب العلم ممن سبقونا في العلوم الحديثة فبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يهدف إلى نقل التقنية والمعرفة من مصادرهما الأصلية في الجامعات العالمية المرموقة لسد احتياجات بلادنا من الكفاءات الوطنية المؤهلة في تخصصات نوعية جديدة.. وأكمل توجهه بإنشاء جامعة يأمل منها كما قال حفظه الله أن تكون "بيتاً جديداً للحكمة" ومنارة للسلام والأمل والوفاق وأن تعمل لخدمة أبناء المملكة ولنفع جميع شعوب العالم. فالجامعة تهدف إلى اكتشاف المعرفة وتبادلها وتطبيقها وهي تجمع العلماء الرواد والواعدين من جميع أنحاء العالم".
وأردفت العالمة السعودية حياة سندي "الملك عبدالله يدرك بأننا لن نتقدم ولن نتطور دون أن نملك عدداً كبيراً من أبناء البلد المتعلمين تعليماً حقيقياً وليس حملة شهادات. فحفظه الله يؤمن بأن النمو الاقتصادي الذي تعيشه البلاد لن يستمر ولن ينمو ما لم تكن العقول السعودية مواكبة للعلوم الحديثة والأنظمة العالمية الجديدة وكيفية التعامل معها. ويسعى جاهداً أطال الله في عمره في تعميم الثقافة العلمية وإشعاع التفكير في المجتمع السعودي ونشر فضيلة العلم. ولم يفرق في هذا النهج بين ذكر أو أنثى ففي عهده أنشئت أول جامعة للبنات جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن".
الدكتورة حياة سندي
الطاقة الشمسية
كما كان لنا لقاء مع الطالب يحيى عوض الخشي المتخصص في ماجستير علم وهندسة المواد في جامعة الملك عبدالله، يحيى حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية - قوى ومحركات وآلات من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وهو من مواليد بني سعد جنوب الطائف.
يقول يحيى «أنا مهتم بالطاقة الشمسية حاليا، وأحاول دراسة الطاقة الشمسية بشكل عام من كافة الجوانب، كما أطمح في المستقبل العمل على مشاريع الطاقة الشمسية المقبلة في بلدي المملكة».
يحيى يصف الدراسة في جامعة الملك عبدالله بقوله «حقيقة أنا أستمتع بالدراسة في جامعة الملك عبدالله حيث ان بيئة الجامعة بشكل عام تحفز على الدراسة والبحث، خاصة فيما يتعلق بسهولة التواصل مع كافة الشرائح داخل الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وإداريين».
ويضيف «الوضع الراهن في المملكة يشجع على العمل في مجال الأبحاث، خصوصا في الآونة الأخيرة حيث أصبح الاهتمام بالعلم والأبحاث في المملكة من أهم أولويات حكومتنا الرشيدة، خصوصا أننا دولة تملك كل العناصر اللازمة لذلك، لذا لابد من المثابرة والصبر للوصول الى مصاف الدول المتقدمة».
أما عن سؤالنا عن كيفية ربط التعليم بالاقتصاد، أجاب الخشي «الارتباط بين التعليم والاقتصاد وثيق جدا، فالتعليم المتميز يطور الفرد وبالتالي يطور المجتمع، يكفي أن تنظر إلى الدول المتقدمة وتعليمها لتعرف مدى تأثير العلم على الاقتصاد».
إنفاق سخي على التعليم
ميزانية 2010 أضخم ميزانية في تاريخ المملكة، وفيها تصدّر التعليم كل القطاعات، حيث تم تخصيص ما يمثل نحو 35٪ من حجم الإنفاق لقطاع التعليم العام والعالي بما في ذلك الابتعاث بمبلغ يفوق ال (137) مليار ريال وهذا يؤكد إيمان خادم الحرمين الشريفين التام بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع ودليل واضح على الحكمة وبُعد النظر في إستراتيجية المليك يحفظه الله ويرعاه في بناء الدولة السعودية الحديثة، فالعلم هو ركيزة البناء الأساسية والتوسع فيه وتطوير مناهجه وخططه الدراسية وربطه بمعطيات العلوم الحديثة وتطبيقاتها وتوجيهه نحو الاقتصاد المعرفي والارتقاء بمستوى الجودة العلمية فيه لتماثل نظيراتها في الجامعات العالمية وهو أقرب الطرق للوصول بالبلاد إلى بناء الدولة الحديثة.
مفخرة المملكة العلمية بيئة علمية بحثية عالمية
فجر جديد للتعليم السعودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.