تستعد بعض الأسر اليوم لتجهيز حفلات خاصة بما يسمى ب(قرقيعان) والهدف منها إدخال البهجة على قلوب الأطفال، ومكافأتهم على الصيام. وفي الإطار ذاته استغلت بعض المعارض والبازارات التي أقيمت مؤخرا في مدينة الرياض هذه المناسبة بتجهيز أشكال متنوعة من القرقيعان لقيت إقبالا كبيرا من قبل الزائرات. «الجزيرة» بدورها التقت بمجموعة من الأمهات لتتعرف على طبيعة القرقيعان لديهن وبدأت أم عبدالعزيز حديثها قائلة: «لم نكن حريصين كثيرا على القرقيعان في السابق خاصة أن هذه المناسبة كانت في مناطق الخليج أكثر من المملكة لكن في وقت قريب أحببنا أن نجتمع سويا في منتصف رمضان وذلك بحجز استراحة أو شاليه خاص بهدف اللقاء وإسعاد الأطفال ومن هنا جاءت فكرة إحياء القرقيعان في العائلة». وأضافت أم عبد العزيز: «جئنا اليوم للمعرض لشراء الجلابيات التي تناسب هذه المناسبة والبحث عن أشكال القرقيعان التي تسعد الأطفال و بالفعل وجدنا ما نبحث عنه رغم المبالغة في السعر». وعلى الجانب الآخر من المعرض تواجدت مجموعة من الفتيات اللاتي يرتدين الزي الشعبي وحولهن مجموعة من الأكياس المملوءة بالحلويات والمكسرات ومغلفة بشكل لافت قالت إحداهن إن تواجدهن لبيع القرقيعان في هذا الوقت تحديدا في المعارض هو لإحياء هذا النوع من العادات التي انتشرت مؤخرا في بعض مناطق المملكة، حيث إن القرقيعان هو مناسبة تراثية تجمع العائلة في جو إيماني يسوده صلة الرحم». وعن أنواع القرقيعان المتواجدة لديهن أجابت: «لقرقيعان عدة أشكال وألوان؛ فمنه الشكل التقليدي والذي عبارة عن قطع من قماش الكتان القديم ويملأ بنوع معين من الحلويات والمكسرات وهو المتعارف عليه ، لكن ما نقدمه نحن اليوم هو تصميم خاص لأشكال القرقيعان حيث حاولنا مزج التراث بالحديث وذلك عن طريق اختيار أنواع من الحلويات والشوكولاته القديمة والحديثة وتعبئتها في أكياس مميزة وجميلة لتجذب الأطفال لشرائها». وأكدت أن الإقبال ملحوظ خلال تواجدهن في المعارض بحثا عن الشيء الأجمل والأرقى مضيفة: «لم يعد هم الناس كم ندفع المهم هو شراء الأفضل». من جانب آخر وصلت إيجار الاستراحات خلال اليومين الماضيين إلى 90%تقريبا، حيث يؤكد مالك إحدى الاستراحات في غرب الرياض (أحمد يحيى) أن أغلب الاستراحات تم حجزها قبل شهر رمضان المبارك بالذات في يومي 14 -15 رمضان رغبة من البعض بإحياء احتفال القرقيعان ويؤكد الحربي أن هذا الوقت هو ذروة الحجوزات خلال رمضان لذا لا بد من زيادة سعر الاستراحة إلى 500 ريال تقريبا على السعر الأصلي ويرى الحربي أن هذا لا يعد استغلالا للناس بل هو النمط الذي يسير عليه مؤجري الاستراحات عامة، خاصة عدم مبالاة البعض بالدفع لأن المهم هو البحث عن استراحة نظيفة وراقية على حد قوله «. ولم تقف مواقع التواصل الاجتماعي عن المشاركة في مناسبة القرقيعان بين مؤيد ومعارض لهذه العادة المنتشرة مؤخرا بين الأسر السعودية حيث عبر بعض المغردين عن أرائهم من خلال هاشتاق #القرقيعان_من_بدع_الشيعة والذي وصل إلى 1072 تغريدة خلال وقت قصير منها 188تحتوي على صور القرقيعان، 4 تغريدات تحتوي على فيديو، 8 تحتوي على رابط صفحة ويب، 872 تغريدة تحتوي على نص فقط. في الوقت الذي يرى بعض المغردين أن القرقيعان من العادات الدخيلة على مجتمعنا ولا علاقة لها بصلة الرحم وإسعاد الأطفال، يناقض البعض هذا الرأي بأن لا شيء يستدعي حرمان الأطفال من السعادة مؤكدين على أن الاحتفال بالقرقيعان حرية شخصية، ولا يحق لأحد التدخل فيها. الجدير بالذكر أن إحدى التغريدات عبر تويتر كانت من عضو كبار العلماء الشيخ سعد الخثلان قال فيها:» الاحتفال بالقرقيعان بدعة لا أصل له في الدين الإسلامي ولا يصح أن يقال إن هذا من قبيل العادات».