«القرقيعان» من المناسبات الرمضانية المتوارثة في المنطقة الشرقية، حيث تبدأ فعالياتها منتصف شهر رمضان وتستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يطوف الأطفال وهم يرتدون ملابس شعبية ويرددون «قرقيعان وقرقيعان بين أقصير ورمضان عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام يالله تخلي ولدهم يالله خلي لأمه يالله» بينما يحملون أكياسا لجمع أنواع من الحلويات والمكسرات من الأهل والجيران. وفي الفترة الأخيرة بدأ «القرقيعان» في التمدد إلى أماكن أخرى..ففي المنطقة الوسطى أصبح هذا الموروث من المناسبات التي تستعد لها الأسر في مدينة الرياض والتي كانت بداية الاحتفاء به مقتصرة على شراء الأكياس وتعبئتها بالحلويات والمكسرات، أما الآن فقد أصبحت هناك إبداعات وتصاميم في طريقة تعبئة القرقيعان ما بين أكياس «الشالكي» إلى العلب الكرتونية المصممة بطريقة تراثية تناسب هذه المناسبة إلى جانب الأزياء و«الجلابيات» الخاصة بهذه المناسبة. إلا أن الاحتفال ب«القرقيعان» ورغم زخمه لا يتعدى المنازل أو الاستراحات الخاصة. وتقول أم محمد إنها تستعد لهذه المناسبة من دخول شهر رمضان بابتكار أفكار جديدة لتعبئة الحلويات والمكسرات الخاصة بأطفالها حيث يختلف قرقيعان الفتيات عن قرقيعان الأولاد. وأضافت أنها تهتم كثيرا بالأزياء الخاصة بأطفالها حيث تسعى لأن يكونوا مميزين في هذه المناسبة التي يقتصر الاحتفال فيها على المقربين حيث تحضر كل أم أطفالها والقرقيعان الخاص بهم والطبق الشعبي ثم يبدأ توزيع القرقيعان على الأطفال مع ترديد الأهازيج بهذه المناسبة. أما ريم «مصممة قرقيعان» فذكرت أنها تصمم العلب والأكياس الخاصة بهذه المناسبة مشيرة إلى أن الطلب على هذه العلب والأكياس يتزايد منذ بداية شهر رمضان، وتتراوح أسعار هذه العلب من 15 30 ريالا. وأضافت أنها اتجهت بعد ذلك إلى إضافة نشاط آخر وهو تصميم الجلابيات الخاصة بالقرقيعان حيث يتراوح سعرها ما بين 1500 3000 ريال. ولفتت إلى أنها تسوق منتجاتها عن طريق الإنترنت حتى تصل إلى زبائن في مختلف مناطق المملكة. وذكر محمد علي «صاحب محل الحلويات» أنهم أصبحوا يعطون حجما لهذه المناسبة حيث يقومون بجلب العلب والأكياس الخاصة بالقرقيعان التي تستهوي الأطفال. وأشار إلى أنهم حرصوا على أن تكون أسعارهم مناسبة وفي متناول الجميع حيث يصل سعر الدرزن ما بين 3070 ريالا. لا تقطعوا العادة وفي الأحساء احتفل آلاف الأطفال ب «القرقيعان» بمناسبة انقضاء 15 يوما من شهر رمضان مرددين العديد من الأهازيج والأناشيد ومنها «قرقع قرقع قرقيعان يام قصير ورميضان عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يوديكم لأهاليكم ويلحف بالقاعد عن المطر والراعد» لتفتح لهم البيوت ويمنحون الحلويات من شتى الألوان ثم يرددون بعد الفراغ من جولتهم التي تشبه الكرنفالات «عساكم من عواده ولا تقطعوا العادة». أما الشباب فلم يفوتوا هذه المناسبة حيث نصبوا المسارح التراثية وهي عبارة عن سعف النخيل وأدوات تراثية من وحي الماضي ويجتهد شباب كل حي في إبراز حيهم بالشكل الأفضل إلى حد التباهي، إشارة منهم إلى تمسكهم بهذه الاحتفالية. وفي الخبر لم تسلم احتفالية القرقيعان من تقليعات الشباب ولغتهم ولمساتهم، فلم تعد المكسرات التي تتدلى من رقاب الأطفال تحظى بنفس القبول عند المحتفلين ك«الكب كيك» و«الكوكيز» اللذين حلا ضيفين جديدين هذه السنة وسحبا البساط من المكسرات التي ظلت حاضرة لعقود. وتسابقت الفتيات على تقديم أفكار جديدة ومميزة تمزج بها بين الحداثة والشعبية في هذه المناسبة بعمل أشكال خاصة لاقت قبولا كبيرا حتى بين كبار السن الذين اعتادوا على أكياس القرقيعان وقرع أبواب المنازل مرددين أهازيج خاصة بهذه المناسبة». وذكرت شروق الماجد صاحبة فكرة الكب كيك، أن انتشار هذه المعجنات في السنة الماضية بين شريحة الفتيات أسهم في دخولها بانسيابية هذا العام في احتفالية القرقيعان. مشيرة إلى أنها صممت أشكالا تراثية ومنها دلة القهوة والفناجين والجلابية والبخنق «الرداء الشعبي الذي ترتديه الفتيات في القرقيعان» وهي أشكال لاقت استحسان كبار السن. وأوضحت أنه رغم شعبية المناسبة إلا أنه لا مانع أن نجعلها مواكبة للعصر ونضفي عليها لمساتنا الخاصة فأذواق الناس واهتماماتهم تغيرت وتطورت. مشيرة إلى أنها تسوق منتجاتها على صفحتها الخاصة في ال«فيس بوك» وتعمل على إعداد موقع إلكتروني خاص بها تقدم فيه أشكالا تمزج بين القديم والحديث. من جهتها، ذكرت ريم سلطان أن احتفالية الأسرة هذه السنة لم تخل من المكسرات، بيد أن حضورها كان خجولا إلى جانب «الكوكيز» الذي تعده فتيات سعوديات ويسوقن له عبر الإنترنت. وأشارت إلى أن «القرقيعان» تحول من مجرد احتفالية إلى مصدر رزق لبعض الناس .