أسعدتم صباحاً وفي كل الأوقات، الدورة تدور رحاها هناك في منامة الخير، وحين تدور الرّحى لا بد من طاحن ومطحون، إلا أنه في نهاية المطاف رهط يشبع، فليحمد الله. * فالشبع من مثل هذه اللقاءات الخليجية عدة أنواع منها: الشبع التّوهجي كونك داخل محيط الإثارة، والوهج اليومي للحدث. * الشبع الثاني: شبع معرفي تودّدي، حيث بإمكانك ربط العديد من أواصر الود والمعرفة، فمن تُخالطهم وتتعامل معهم ترى أنهم جديرون بعلاقة أطول. * الشبع الثالث: تحاوري، قد يكون الحوارُ قليلاً مَن يشبع منه، لكنه في ردهات ومساحات التّلاقي والنقاش في دورة تجمُّعية كهذه، ستأخذ جرعة كافية للشبع منه، وفق موجات التنظير والتّحدي والتكهنات وربما الإملاءات..؟ * الشبع الرابع: وهو الأهم والأسمى ولا يتحقق إلا لرهط أو جماعة قيَّض الله لهم بطولة جديدة، وكأساً سيقبِّلونها ويرفعونها فوق الهامات برغم كل التحديات، فمَنْ هم أصحاب نتاج طاحونة الدورة الخليجية وأسياد التّحدي والشموخ؟ * حضرت العديد من بطولات الخليج، وعلَّقت على عدد من مبارياتها، ولا أجدها للأسف ومع انطلاقة هذه الدورة إلا تزداد تراجُّعاً في المستوى، ليس لمنتخب خليجي بعينه، بل جميع المنتخبات.. كيف كانت.. وكيف هو حالها اليوم.. وإذا كان النمو هو المطلب وهو ديدن الحياة ومسيّر عجلتها للأمام، فإن التوقف أو القهقرى أمرٌ صعبٌ، بل يُحدث شيئاً من الخلل في المفاهيم إلا إذا كانت هناك مسببات واضحة وجليّة. * لذا يصعب علينا أن نُسلِّم بوجود تراجع ملفت للكرة الخليجية خلال هذه الحقبة الزمنية، ونحن نعيش زمن الاحتراف وزمن العولمة وسرعة وجود المعلومة والازدهار بأمور شتى إلا (الرياضة).. كيف نُسلِّم بفقد هويتنا الرياضية، ممثّلة في كرة القدم على مستوى العالم، ونتراجع ونتراجع إلى ترتيب لا نرضاه أبداً، ونحن أحياء نعيش لنفكر.. فكَّرنا فهل قادنا تفكيرنا إلى نبوغ ونجاح ونمو مطرد؟.. أبداً إننا نقتات غذاءً فكرياً لا يُغني ولا يُسمن من جوع.. أردنا أن نكون على مناضد الكبار، ولم ندرك أن معدتنا يصعب أن تهضم موائدهم وأول طاولة (انبرشنا) عليها التهاماً هي طاولة (الاحتراف).. وليتنا أدركنا أن المهضِّمات قد حُجبت عنا، وبِتنا صرعى بسبب التّخمة وعسر الهضم؟ وستكون لي عودة بشمولية أكثر عن هذا الموضوع. العراق هو العراق؟ لا بد أن نعترف أن الكرة الخليجية شيء، والكرة العراقية شيء آخر.. هذا ليس من أمس أو اليوم.. إنه منذ سنين عدة ونحن ندرك أن كرة العراق هي الأفضل أداءً وتنظيماً وبنية جسدية، ومنذ الدورة الرابعة التي شاركت بها العراق بالدورة الخليجية، كان بعبع المنتخبات بما فيها المنتخب السعودي هو المنتخب العراقي، وإن كان المنتخب الكويتي مسيطراً على البطولات، لكنه لم يكن الأفضل من المنتخب السعودي، إلا أن البطولات كانت هبة من الله؟ * دلفَ العراق ميدان التنافس، وكان محمود سعيد ودرجال ورعد وفلاح وغيرهم، نجوماً أبهرونا بأدائهم الفني والرجولي بالملعب، والأمر لم يتوقف عليهم فقد رحلوا ورحل مَنْ بعدهم، إلا أن هذا القطر الشقيق لم تنضب موارده، ولم يشكوا مثل غيرهم انحسار النجوم، بل أخذ يُصدِّر لنا مواهب وخامات كروية جديدة وإن لم تكن كسابقتها، إلا أنها الأميز قياساً بما لديهم مع ما يُقدم من المنتخبات الخليجية الأخرى. * فالعراق أمام السعودية بالمباراة الماضية، أجزم أنه لم يظهر بكل ما لديه من مخزون فني ولياقي ولعب مرتاحاً وسجلَ وطارَ بنقاط المباراة، وهو الواجل المترقب من الأخضر السعودي. * الذي شاهدَ المباراة يُخيَّل له أن عدد لاعبي العراق بالملعب، يفوق إلى حد بعيد عدد أفراد منتخبنا، ويُسأل عن ذلك (ريكارد). * خط الوسط والدفاع متلاحمان.. يعني تجانساً رائعاً بمنتخب العراق يصعب تفكيكه يا سيد (ريكارد) حتى لو لعبت عبثاً برأسي حربة هما: ياسر والشمراني، فهل فهمَ الدرس الآن، وكان يجب أن يفهم من قبل؟! * المنتخب العراقي بطولة، كأني أراها ترتمي بأحضانه؟! * نجم هذه الدورة - عموري - لاعب الإمارات عمر عبد الرحمن - لاعب أنيق، ومن مكاسب الدورة. * وقفة: الرياح التي لا تُلقِّح السحاب.. تبدده..؟! إعلامي سعودي