دمشق- حمص- بيروت - نيويورك - وكالات: غضب سكان حمص وبدأوا يفقدون الثقة في المراقبين العرب بالفعل, بعد تصريحات رئيس بعثة جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة سلام عربية الذي قال: «إن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص, وأن الوضع مطمئن حتى الآن». وقال الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي: إن فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد قالوا إنهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم. وأضاف الدابي: «كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا». وتابع أن الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة. وأوضح الدابي أن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات, مؤكدا أن المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى. وقال «الحالة مطمئنة حتى الآن... لكن يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول ونحتاج إلى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص.» وأضاف الدابي إن المراقبين سيزورون اليوم الخميس ثلاث مناطق أخرى شهدت احتجاجات هي «إدلب وحماة ودرعا.» وأضاف «اكتمل عدد فريق المراقبة الآن.» بدورها, قالت قناة الدنيا التلفزيونية السورية أمس: إن رئيس بعثة المراقبة العربية أبلغ مراسلها في حمص أن المراقبين رأوا مسلحين في المدينة. وغضب سكان في بابا عمرو من أنهم فشلوا في إقناع المراقبين بزيارة الأحياء الأكثر تضررا بالمنطقة. وقال عمر الناشط وأحد المقيمين في بابا عمرو «شعرت بأنهم لم يعترفوا حقا بما رأوه, ربما لديهم أوامر بألا يظهروا تعاطفا, لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس.» وأضاف «شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ.» وأضاف: «لا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس.» وقال نشطاء: إنهم عرضوا على البعثة مباني تحمل آثار الأعيرة النارية وقذائف المورتر وأشاروا الى ما قالوا إنها دبابات لكن الجولة استغرقت ساعتين فقط. وزار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال العنف في الآونة الأخيرة علاوة على بعض المصابين. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت. وأضاف أن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جدا وإنما لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام. وتابع أنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد. وقال مقيم في حمص طلب عدم نشر اسمه: إن الزيارة سمحت للنشطاء بإدخال المزيد من الإمدادات الغذائية للمناطق التي تطوقها قوات الأمن. من جهة أخرى, قال التلفزيون السوري أمس: إن سوريا أفرجت عن 755 شخصا احتجزوا خلال الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر على حكم الرئيس بشار الأسد. في حين اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان أمس النظام السوري بأنه قام بنقل مئات من المعتقلين إلى مواقع عسكرية محظورة على المراقبين العرب. ودعت المنظمة, الجامعة العربية إلى المطالبة «بدخول كل مواقع» الاعتقال «بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية». وعلى الصعيد الميداني, هز انفجار شديد بلدة سراقب في محافظة أدلب بشمال البلاد أمس, والمعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار استهدف حافلة كبيرة للأمن, حسبما ذكر المرصد في بيان. وكان المرصد أعلن في بيان سابق مقتل أربعة جنود من قوات الأمن السوري وإصابة 12 آخرين إثر كمين نفذته مجموعات منشقة صباح أمس لقافلة عسكرية أمنية مشتركة على الطريق بين بلدة خربة غزالة ومدينة داعل في محافظة درعا» (جنوب سورية).