أعلن رئيس وفد الجامعة العربية الذي يتفقد الأوضاع في سورية أن المراقبين سيزورون اليوم ثلاث مناطق أخرى شهدت احتجاجات، فيما عبر عدد من سكان حمص عن عدم رضاهم على عمل البعثة. وقال الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي أمس "سنتوجه إلى إدلب وحماة ودرعا". وأضاف "اكتمل عدد فريق المراقبة الآن". وذكر أن أعضاء الوفد "لم يروا شيئاً مخيفاً في حمص" لكن الكثير من سكانها قالوا إنهم بدؤوا يفقدون الثقة في المراقبين بالفعل. وتابع الدابي أن فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي، لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد، قالوا إنهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم. وقال عمر الناشط وأحد المقيمين في بابا عمرو "شعرت بأنهم لم يعترفوا حقاً بما رأوه. ربما لديهم أوامر بألا يظهروا تعاطفاً. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس". وأضاف "شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ". وأضاف "علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس". ودخل المراقبون حي بابا عمرو رغم أن الأهالي رفضوا في البداية السماح لهم بالدخول لأن مقدماً في الجيش السوري يرافقهم. وذكر الدابي أن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات. وأضاف أن المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى. وقال "الحالة مطمئنة حتى الآن لكن يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول ونحتاج إلى وقت وفريقنا 20 شخصاً وسيستمرون لوقت طويل في حمص". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن "من التحقق من الوضع" على الأرض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة. وذكر المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو خلال مؤتمر صحفي أن "الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الأرض في حمص ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة". وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يبقى "متيقظاً لأي محاولات لإخفاء أو التستر" عن الوقائع و"الذي اعتاد على مناورات نظام دمشق". وفي سياق متصل أدانت وزارة الخارجية الأميركية "تصاعد العنف" في سورية. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر "شهدنا صوراً مروعة لإطلاق نيران عشوائي منها مدفعية دبابات ثقيلة، وسمعنا بأنباء عن عشرات القتلى وآلاف الاعتقالات". وتابع "إذا استمر النظام السوري في المقاومة وتجاهل جهود الجامعة العربية فإن المجتمع الدولي سيدرس وسائل أخرى لحماية المدنيين السوريين". وفي المقابل دعت روسيا حكومة دمشق إلى منح مراقبي الجامعة أقصى درجة من الحرية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم إلى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة وإلى إيجاد شروط عمل سهلة تمنح أكبر قدر من الحرية". لكن لافروف أضاف أن روسيا "قلقة" من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية على حد قوله ألا تتعامل مع البعثة على أنها تشكل محاولة جدية لتحدد الوقائع على الأرض. ميدانياً أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أربعة جنود من قوات الأمن السوري وإصابة 12 آخرين في كمين نفذته مجموعة منشقة في محافظة درعا، فيما أعلنت هيئات تنسيق الثورة عن مقتل 8 أشخاص بمناطق متفرقة على أيدي الأمن السوري.