هيّمن أمس، المؤتمر التأسيسي للحزب اليميني الديغولي المعارض الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، على الحياة السياسية الفرنسية، بعدما عمد إلى تغيير إسم حزب «الإتحاد من أجل حركة شعبية» إلى حزب الجمهوريين. وأظهر المؤتمر وحدة الحزب رغم التنافس بين قيادييه في حضورهم جميعاً، ما شكّل فرصة لإلقائهم كلمات في المناسبة، خصوصاً انهم سيتنافسون في انتخابات تمهيدية مقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، لاختيار مرشح الحزب للإنتخابات الرئاسية عام 2017. ويتقدم ساركوزي المرشحين، وينافسه رئيس الحكومة السابق ألن جوبيه الذي عمل طويلاً مع الرئيس السابق جاك شيراك، ويحظى بشعبية كبيرة في اليمين والوسط الفرنسيين، علماً انه حصل على نسبة التأييد الأكبر في إستطلاعات الرأي الأخيرة. وبين المرشحين الآخرين الذين تحدّثوا أمس، رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون الذي ترأس حكومات على مدى خمس سنوات في عهد ساركوزي، علماً أنهما على عداء مبطّن، كما أن شعبية فيون إنخفضت في شكل كبير. كما يتوقّع أن يعلن برونو لومير ترشيحه للإنتخابات التمهيدية، وهو النائب الأصغر سناً في الحزب، ويعدّ وجهاً يمينياً صاعداً. ودعا جوبيه إلى توحيد الصف والتهدئة والإصلاح العميق، ووضع خطة محددة لذلك وفق برنامج طويل الأجل، بدلاً من السياسة المتبدلة كل ستة أشهر التي ينتهجها الرئيس الإشتراكي فرنسوا هولاند. وردّ جوبيه على معارضيه في الحزب، وهم من مؤيدي ساركوزي، الذين بادلوه بالصفير لدى توجهه لإلقاء كلمته، بالقول: «بعضكم صفّر لي وهذا يؤثر علي، لكنكم جميعاً عائلتي وأنا عازم على البقاء في عائلتي». وشدّد جوبيه على علمانية الجمهورية من دون المبالغة في الإنقسام الطائفي. في المقابل، إنتهج ساركوزي أسلوباً أكثر هجومية على اليسار والرئيس هولاند منتقداً كل ما يدّعيه اليسار ونهجه الحكومي وفشله في إصلاحات التربية والتعليم من دون إستشارة أحد، فبدا خطابه حملة ضد اليسار. أما لومير فأراد الظهور أنه يمثل التجديد في الحزب. يذكر أن برنامج الدمى الكاريكاتوري الفكاهي السياسي على شاشة Canal plus درج على إظهار ساركوزي الجديد الذي تغيّر، وفي النهاية وحسب البرنامج هو أسوأ من قبل. لكن الرئيس السابق دافع أمس عن مبدأه للجمهورية وهي «جمهورية الثقة». وانتقد بشدة اليسار الذي يعطي دروساً لا يمكنه تطبيقها. في حين لمّح جوبيه لساركوزي أن فرنسا في حاجة إلى هدوء، لا سيما أن كثيراً ما يوصف ساركوزي بأنه إنفعالي ومتوتر.