تجرى اليوم الانتخابات التمهيدية لليسار الاشتراكي للمرة الأولى في تاريخ الأحزاب الفرنسية. والفرنسيون، وخصوصاً مؤيدي اليسار، سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للاختيار بين ستة مرشحين في الحزب، لقيادته إلى الانتخابات الرئاسية في أيار (مايو) المقبل. والمرشحون الستة هم: الأمينة العامة للحزب الوزيرة السابقة مارتين أوبري، ابنة وزير المالية السابق جاك دولور (المفوض الأوروبي السابق) الذي أطلق الاتحاد النقدي الأوروبي لليورو في عهد الرئيس فرانسوا ميتران، الأمين العام السابق للحزب فرانسوا هولاند، جان ميشال بايلي الأقل شهرة، سيغولين رويال المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، التي خسرت المعركة لصالح الرئيس نيكولا ساركوزي، وهي الرفيقة السابقة لهولند وأم أولاده، أرنو منتبور، ومانييل فالز، الذي عمل إلى جانب رئيس الحكومة السابق ليونيل جوسبان، وهو نائب من الجيل الصاعد في الحزب الاشتراكي. هولاند يتقدم منافسيه وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدّم كبير لهولاند على أوبري، كونه يحظى بشعبية أكبر، علماً أنه لم يتسلم أي حقيبة وزارية في تاريخه السياسي، كونه يتمتع بخبرة دولية واسعة، وهو محاط بشخصيات مالية واقتصادية وازنة على الساحة الفرنسية. واذا لم يحقق مرشح من أصل الستة فوزاً صريحاً، سيلجأ الحزب إلى دورة ثانية من الانتخابات التمهيدية. وكانت اعتُمدت صيغة الانتخاب المباشر من الشعب عام 2009، بعد جدل بين الأعضاء وبناء على اقتراح مونتبور، لتجاوز الانقسامات والتشتت اللذين تبعا خسارة رويال لصالح ساركوزي عام 2007. وقد نصح الأمين العام للحزب الحاكم «الاتحاد من أجل حركة شعبية» جان فرانسوا كوبي، مؤيدي اليمين بعدم التدخّل لتخريب تصويت اليسار، فيما دعا يمينيون آخرون إلى التصويت لإضعاف منافس محتمل لساركوزي، أي سيغولين رويال. وحضّ عضو في النقابة الطلابية التابعة للحزب الحاكم، مؤيدي اليمين على الاقتراع لرويال. في المقابل، لم يعلن ساركوزي بعدُ رسمياً ترشحه لولاية ثانية، الا أن المؤشرات تؤكد خوضه المعركة الرئاسية المقبلة على رغم التدهور الكبير لشعبيته في الاستطلاعات التي تتوقع فوز المرشح الاشتراكي، أكان هولاند أو أوبري، ما يجعل بعض أصوات اليمين تطالب بترشيح وزير الخارجية الحالي ألان جوبيه، الذي يحظى حالياً بأكبر شعبية في الحزب الحاكم، الا أن ذلك مستبعَد، لأن قرار جوبيه هو عدم تقسيم اليمين بل توحيد الصف حول ساركوزي تفادياً لفشل حتمي في حال أصر ساركوزي على ترشحه، وهو الاحتمال الأكبر شبه المؤكد.