يتوجّه الفرنسيون الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث يختارون بين عدد من المرشحين، في مقدمهم الخصمان الأساسيان الرئيس نيكولا ساركوزي من حزب اتحاد الحركة الشعبية الديغولي (اليمين الحاكم)، ومرشح الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي بحسب استطلاعات الرأي منذ بداية الحملة قد يفوز ويصبح رئيساً بعد الجولة الثانية المقررة في 6 أيار (مايو) المقبل. وتشهد باريس اليوم حملتين واسعتين لهذين الخصمين، إذ يعقد ساركوزي اجتماعاً ضخماً في ساحة كونكورد القريبة من جادة الإليزيه وحديقة التويلوري، حيث احتفل بفوزه عام 2007. في المقابل، يتوقع أن يحشد هولاند 100 ألف من أنصاره في حديقة فانسين. وأمس، جمع مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون أنصاره في أحد شواطئ مرسيليا (جنوب شرق). وستفصل الجولة الأولى بين عدد من المرشحين إضافة إلى ساركوزي وهولاند ورئيس حزب الوسط فرنسوا بايرو الذي قد يحصل على نحو 10 في المئة من الأصوات، ورئيسة حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبن، التي توقعت الاستطلاعات الأخيرة حصولها على 16 في المئة، ومرشحة «أوروبا الخضر» القاضية السابقة ايفا جولي (3 في المئة)، والمرشح السيادي اليميني المستقل النائب نيكولا دوبون اينيان (1 في المئة)، إلى مرشحين مستقلين آخرين أمثال ناتالي أرتو وفيليب بوتو وجاك شوميناد، لن تتجاوز الأصوات التي سيحصلون عليها نسبة نصف في المئة. وعشية الحملات الأخيرة الثلاث، أشارت غالبية الصحف إلى إرباك في أوساط ساركوزي ومحاولتها كسب النقاط التي كان تقدّم بها ولو بفارق ضئيل على هولاند وفق الجولة الأولى من استطلاعات الرأي. وكشف مقربون من ساركوزي ل «الحياة»، أنه يسجّل نقاط تقدّم ضيئلة تدريجاً منذ شباط (فبراير) الماضي، حسّنت نسبة نيات الأصوات لمصلحته من 24 إلى 30 في المئة، وتراجع هولاند بنصف نقطة أو نقطة خلفه في الجولة الأولى، ولكن يبقى المرشّح الاشتراكي هو الفائز في الجولة الثانية في غضون شهر. وتلفت المصادر إلى أن ساركوزي يحتاج إلى تقدّم ب 3 أو 4 نقاط، وأن تكون أصوات اليسار (مجموعة أصوات هولاند وميلانشون وأرتو وجولي) أقل من 42 في المئة في الجولة الأولى، كي تبقى حظوظه بالفوز بولاية أخرى. لكن الاستطلاعات تعطي اليسار 44 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى بسبب صعود ميلانشون، بالتالي إذا بقيت أصوات اليسار مرتفعة جداً في الجولة الأولى، سيكون فوزه صعباً جداً. ويحاول الرئيس الفرنسي استقطاب الوسط مع تلويح حليفه وزير الخارجية ألان جوبيه بإمكان تولي بايرو رئاسة الحكومة، في حال أعيد انتخاب ساركوزي. لكن زعيم الوسط يرفض التحالف مع أي من المعسكرين، علماً أن هولاند يحاول جذبه أيضاً. كما أن الأصوات المرجح تأييدها لوبن غير مضمون تجييرها لساركوزي. وبدأ هولاند توجيه رسائل إلى الخارج. وفي هذا الإطار، يستغل بيار موسكوفيسي، الروماني اليهودي الأصل المقرّب من المرشح الاشتراكي علاقته الوثيقة ب «اللوبي الأطلسي»، ويكثف اجتماعاته مع السفير الأميركي في باريس، كما يزور آخرون من فريق عمله عواصم مختلفة لطمأنة الخارج عن اتجاهاته السياسية. حتى أنه بعد شنه حملة يسارية شديدة على عالم المال وأوساطه في فرنسا، بعث هولاند برسائل تطمين إلى رؤساء شركات كبرى. وقد يعين مسؤولاً سابقاً مقرباً منه هو جان بيير جويي وزيراً للمال. ودخلت أوساط هولاند المتأكدة من الفوز، مرحلة التكهن حول المناصب مثل الخارجية لرئيس الحكومة السابق لوران فابيوس، أو مسؤول حملة مرشحة الحزب الاشتراكي لرئاسيات 2007 سيغولين رويال صديقة هولاند السابقة ووالدة أبنائه، التي قد تتولى رئاسة الجمعية الوطنية. ويعتبر الوزير الإشتراكي السابق كلود اليغر، الذي قرر دعم ساركوزي، هولاند «متفوقاً على صعيد الإعلام والعلاقات العامة وإمكان جذب الصحافيين والايحاء بالقرب والود. ويتفوق ساركوزي بطاقة التحرك والشجاعة والعزم والمثابرة في العمل والانفتاح على الأفكار الجديدة».