أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الحملة العسكرية في الأنبار موجهة إلى الإرهاب، ولا تستهدف أي مكون من الشعب، وأعلن أن مجلس المحافظة يعد مبادرة بالتعاون مع العشائر لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية سقوط عشرات الضحايا في هجمات منسقة استهدفت وزارات في بغداد وأسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية امس، إن «المعارك التي يخوضها الجيش ضد مسلحين ينتمي معظمهم إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هي ضد الإرهاب ولحماية أمن العراقيين وليست ضد أي مكون من مكونات الشعب العراقي، كما يروج لذلك الطائفيون». وأشار إلى أن «معركة الأنبار بما انتهت إليه من موقف إقليمي ودولي داعم للعراق ومن تعاطف داخلي شعبي، قادت إلى عملية فرز واضحة بين من أدركوا حقيقة خطر القاعدة وتنظيماتها، ومن أرادوا أن يركبوا موجة هؤلاء المجرمين لتحقيق مآرب ومنافع شخصية أو حزبية أو فئوية». وأكد أن «المعركة على أبواب الحسم في الفلوجة»، وأضاف: «لا نريد أن نؤذي أهلها أبداً إنما نريد إخراج القتلة من المدينة». وكشف «مبادرة ستطرحها حكومة الأنبار المحلية بالتعاون مع العشائر لحل أزمة المحافظة»، وتابع أن «الحكومة ستستجيب المطالب المشروعة التي لا تنطلق من خلفيات سياسية أو حزبية أو انتخابية». وجاءت كلمة المالكي امس، مع استمرار الحملة العسكرية في أحياء من مدينة الرمادي، تنفذها قوات من الجيش وأخرى تابعة لوزارة الداخلية، تساندها طائرات مروحية ودبابات بدعم من مسلحي القبائل بينها: الملعب والطوك والثيلة والأرامل، أدت -على ما قال مصدر أمني- إلى قتل 12 عنصراً من «داعش» وتدمير 7 عربات، بينها 4 مفخخة معدة للتفجير لعرقلة حركة القوات إضافة إلى تدمير معسكر صغير لهم خارج المدينة. وقال المقدم حميد شندوخ من شرطة الرمادي، إن «قواتنا تستعد لمهاجمة منطقة السكك، وهي آخر معاقل تنظيم داعش في المدينة». وأكد أن «قواتنا استعادت السيطرة على جميع المناطق الأخرى في الرمادي ورفعت جميع العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون». وبدت الأوضاع مستقرة في عموم مدينة الرمادي، حيث تواصل القوات العراقية انتشارها وملاحقة المسلحين. وما زالت الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة الحكومة، وينتشر في وسطها مسلحون من «داعش»، فيما يفرض آخرون من أبناء العشائر طوقاً حولها ويواصل الجيش حشد قواته على مقربة منها، وفقاً لمصادر أمنية ومحلية. وفي بغداد، استفاق سكان العاصمة صباح أمس على أصوات سلسلة هجمات انتحارية بسيارات وأحزمة وعبوات ناسفة وقذائف هاون استهدفت مقر الحكومة الاتحادية في المنطقة الخضراء المحصنة ووزارتي الخارجية والنفط. وجاء في بيان للخارجية: «حوالى التاسعة صباحاً حاول أحد الإرهابيين الانتحاريين مستقلاًّ دراجة نارية الدخول إلى المحيط الأمني لمبنى الوزارة، فرآه الحرس في النقطة الأولى ومنعوه من الدخول، ففجر نفسه في بداية الدوام الرسمي للموظفين والمراجعين، ما أدى إلى استشهاد11 موظفاً ومراجعاً ومن الحرس وجرح 10 آخرين». إلى ذلك، أكد الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، أن «الحصيلة النهائية للهجومين الانتحاريين وسط العاصمة ارتفعت إلى 48 شهيداً وجريحاً، وذكر أن الهجومين وقعا في منطقة كرادة مريم ومدخل وزارة الخارجية، وأسفرا عن استشهادِ 20 شخصاً وجرح 28 آخرين». وأفاد مصدر أمني أن «مدنيين أصيبا بسقوط صاروخ كاتيوشا في شارع حيفا وسط العاصمة». وتعرضت المنطقة الخضراء لهجوم بعدد من قذائف الهاون أمس، ولم تفصح الحكومة عن الخسائر التي أحدثتها أو مكان وقوعها. وفي بابل، 110 كم جنوب بغداد، قال رئيس مجلس المحافظة رعد حمزة الجبوري إنه يجري «إعداد خطة أمنية لإحكام أمن الممرات الرابطة بعامرية الفلوجة وناحية جرف الصخر التابعة لقضاء المسيب». وزاد أن «الحكومة المحلية أوعزت إلى مديرية الكهرباء والماء بفرش بتهيئة بعض الطرق الفرعية لنصب نقاط تفتيش نظامية وكذلك إنارة الشوارع والممرات الرابطة بعامرية الفلوجة، اضافة إلى مد أنابيب المياه الصالحة للشرب».