يتطلّع لبنان اليوم الى الانطلاق الرسمي لأعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي حيث تحبس الأنفاس لمعرفة تفاصيل التحقيقات والشهادات في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه عام 2005. أما العنوان السياسي الأبرز في الداخل فيبقى تشكيل الحكومة اللبنانية التي تجمع الأطراف السياسية كافّة في 8 و14 آذار وبأنها أصبحت "وشيكة جداً وقد لا يتعدّى احتمال تشكيلها مطلع الأسبوع المقبل". إلا ان مصدراً دبلوماسياً أوروبياً واسع الاطلاع قال ل"الرياض" أمس بأن "تشكيل الحكومة اللبنانية بات احتمالاً قوياً لكنّه غير محسوم بعد في انتظار الانتهاء من نقاش بعض التفاصيل". في هذا الإطار علمت "الرياض" من أوساط الرئيس المكلّف تمّام سلام أنّه ينتظر ما ستؤول اليه الاتصالات السياسية الناشطة على أكثر من مستوى، وهو متفائل بالأجواء الإيجابية الآتية أيضا من الخارج وهي تشي بأنه جرى تسهيل عمليات التأليف بسرعة كنوع من تأمين الحصانة السياسية اللازمة للحفاظ على استقرار لبنان. من جهة ثانية، وفي تفاصيل المفاوضات الشاقة التي يلعب فيها "الحزب التقدمي الإشتراكي" ممثلا بوزير الشؤون الإجتماعية وائل أبو فاعور دوراً محورياً أن" المحسوم لغاية أمس هو صيغة ال8\8\8 وكذلك عدم تضمين البيان الوزاري ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" كما كان يريد "حزب الله"، والمداورة في الحقائب". لكنّ النقاش يدور حالياً حول طلب الرئيس فؤاد السنيورة حسم صياغة العبارة التي ستحلّ مكان ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" قبل تشكيل الحكومة كي لا يقع خلاف يصعّب الوصول الى صيغة مقبولة من الجميع، إلا أن الرئيس نبيه بري يعطي الأولوية للتأليف على أن يليه البحث في التفاصيل. ولا تزال قضية المداورة في الحقائب عائقاً مهماً وخصوصاً مع إصرار العماد ميشال عون الذي يقوم بزيارة خاصة الى إيطاليا على أن يتولى وزراء من قبله حقيبتي "الطاقة والاتصالات" أو استبدالهما بوزارتين سياديتين وهو ما ليس مقبولا من الأطراف الأخرى. ومع صعوبة أيضاً بإقناع قوى 14 آذار لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بالجلوس الى الطاولة الحكومية مع "حزب الله، إذ لا يؤمن جعجع بالصيغة الوفاقية معتبرا أنها ستشلّ البلد مجدداً كون للفريقين السياسيين أجندتين مختلفتين كلياً، وأشارت بعض المصادر الى أنه "ليس مستبعداً أن يرفض جعجع كليا الدخول في الحكومة العتيدة". باختصار فإن التأليف السياسي للحكومة موجود لكنّ العبرة في حلّ عقد التفاصيل أما العبارة التي تجمع عليها الأطراف كلها فهي: "الأجواء إيجابية".