تُستَأنف المحادثات بين وفدي حكومة جنوب السودان والمتمردين اليوم، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد تعليقها أمس، إثر خلاف على اجرائها في الفندق المستضيف وسط العاصمة، في حين أحكم الجيش الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت حصار مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي التي تسيطر عليها قوات خصمه رياك مشار. وأدت اشاعة عن زحف المتمردين نحو ملكال إلى غرق 180 شخصاً في النيل الأبيض. وأعلن عضو فريق وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق إفريقيا (إيغاد) سيوم مسفن، أن الوساطة طرحت على سلفاكير إطلاق المعتقلين من حلفاء مشار ليشاركوا في عملية التفاوض، على أن يظلوا تحت وصاية الأممالمتحدة و»إيغاد». وذكر أن سلفاكير أبدى استعداده للنظر في أي طريقة لمعالجة الأمر، موضحاً أن بعض المعتقلين وجِهت إليهم اتهامات ويجب سماع ردهم والتعامل معهم «وفق القانون»، مشيراً إلى أن الوساطة دعته إلى تسريع هذه العملية. وشدد مسفن على ضرورة ألا تعيق قضية المعتقلين مسار المفاوضات، داعياً الطرفين إلى استئناف الحوار في أسرع وقت. وأكد ممثل السودان في فريق الوساطة محمد أحمد الدابي، أن وفده سيعمل لجمع طرفي النزاع إلى طاولة حوار، وحضهما على توقيع اتفاق لوقف النار خلال فترة وجيزة. وكشف أبرز مفاوضي المتمردين تعبان دينق أنه سلم هيئة الوساطة شكوى رسمية عن «تورط» الجيش الأوغندي و»حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، بالصراع في جنوب السودان. وأضاف أن مشار أبلغ ذلك إلى وسطاء «إيغاد» ومبعوثي الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج. في المقابل، نفى الناطق باسم «حركة العدل والمساواة» المتمردة جبريل بلال دخول عناصر من الحركة إلى مدينة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة التي استعادها الجيش الحكومي الجنوبي، مؤكداً أن قوات «العدل والمساواة» تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع في الجنوب. إلى ذلك، تسببت اشاعة عن هجوم وشيك للمتمردين على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية، في غرق عبّارة تقل أكثر من 180 شخصاً في النيل الأبيض، كانوا فارين باتجاه الغرب. وأعلن جيش جنوب السودان إحكام سيطرته على بانتيو بعد انسحاب المتمردين من المدينة. وتعهد قائد الجيش النظامي الجنرال جيمس هوث استعادة بور المعقل الوحيد الباقي في أيدي المتمردين، خلال يومين. وقال هوث خلال زيارة لمدينتي بانتيو وملكال برفقة صحافيين إن هذا التقدم «دليل على اندحار التمرد الذي جاء لأسباب سياسية وحاول مشار جعله صراعاً قبلياً». ولفت إلى أن مواطني بانتيو يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة. ومشّط الجيش محيط المدينة لملاحقة مسلحي مشار الذين يُعتقد بأنهم يختبئون في الأدغال الكثيفة. وأكد عمدة ملكال أن المسلحين يجندون مراهقين تتراوح أعمار غالبيتهم بين 16 و17 سنة. وفي شأن آخر، تضاربت الإحصاءات في شأن الجنوبيين اللاجئين إلى السودان، ففي حين أكدت الخرطوم أن عددهم لم يتجاوز 1371، أفادت الأممالمتحدة بأن أكثر من عشرة آلاف جنوبي عبروا إلى الأراضي السودانية.